تقول تقارير أمريكية، إن بعض الأفراد في إدارة الرئيس دونالد ترمب يفضلون التحرك العسكري من أجل تقويض "كتائب حزب الله" بشكل حازم في العراق، وحتى ضرب أهداف عسكرية إيرانية إذا وقع المزيد من الأمريكيين ضحية لهجمات صاروخية من الميليشيات. يرى مراقبون أن زيارة قائد فيلق القدس الإيراني العميد إسماعيل قاآني المفاجئة للعراق لم تحقق الكثير من الأهداف لدفع النفوذ الإيراني بالبلاد، إذ رفض زعيم سائرون مقتدى الصدر الالتقاء به، كما أن عجز قائد فيلق القدس عن إقناع الكتل النيابية الشيعية في العراق باختيار مرشح لمنصب رئيس الوزراء موال صراحة لإيران ومعارض للولايات المتحدة، في حين ذهبت جماعات شيعية أخرى قريبة من إيران إلى حد انتقاد الزيارة ووصفتها بأنها محاولة للتدخل في الشؤون الداخلية للعراق.

خطوات بديلة لإيران

غير أن الإنجازات الضئيلة لخليفة سليماني، قد تدفع إيران إلى التسارع في اتخاذ خطوات بديلة من أجل إعادة ترسيخ مكانتها في العراق، من خلال العمل على إنشاء جيل جديد من الجماعات المقاتلة الأكثر تطرفا والاستثمار فيها على غرار "عصبة الثائرين" و"أصحاب الكهف" من أجل التصدي بشكل أفضل للوجود الأمريكي القوي في العراق. يشير مراقبون محليون إلى أن عصبة الثائرين التي تشكّلت في منتصف مارس، تمثل فصيلا جديدا تماما، على الرغم من أن جميع المؤشرات تشير إلى أن "كتائب حزب الله" هي الجهة المؤسسة لها أو ترعاها، حيث تبنّت هذه الجماعة الجديدة المسؤولية عن الهجوم الأخير على معسكر التاجي الذي أودى بحياة جنديين أمريكيين وجندي بريطاني.

كما تعتبر أصحاب الكهف جماعة ناشئة نشرت مقاطع فيديو تهديدية؛ وأظهر بعضها هجمات غير مؤكدة ضد موكب أمريكي مزعوم، في حين عرضت فيديوهات أخرى مستودعا مليئا بصواريخ عيار 122 مليمترا.

تخل عن الحشد

يقول محللون: إن المسؤولين الإيرانيين يفضلون وجود قوات قوية للحشد الشعبي تتوافق مع سياساتهم، إلا أنهم قد ينأون بأنفسهم عن التنظيم إذا أصبح ضعيفا وفوضويا إلى الحد الذي يعيق فيه أهدافهم الكبرى في العراق، مما يعني أن طهران ستعود إلى عصر الميليشيات الصغيرة التي تعمل سرا من خلال استخدامها تكتيكات حرب العصابات. يرجح في الوقت الحالي أن تضغط إيران على الأرجح من أجل استمرار الهجمات الصاروخية ضد أهداف أمريكية باستخدام جماعات منشقة أو جرى تجديد شعارها ويصعب تعقّبها، بهدف إلحاق ضرر نفسي وجسدي على حد سواء بالاستراتيجية الأمريكية في العراق.

الضغط الأمريكي

يشدد مسؤولون أمريكيون على ضرورة أن تعمل الولايات المتحدة على الضغط من أجل تشكيل حكومة موالية صديقة تكون مقبولة لكل الجماعات العرقية والسياسية العراقية، مع الاستمرار في اتخاذ جميع التدابير الضرورية لتأمين أفرادها وعناصرها في العراق، بالإضافة مواصلة تحميل إيران مسؤولية أي نشاط تهديدي تقوم به الميليشيا في العراق.

استراتيجية إيران الجديدة في العراق

- إنشاء جيل جديد من الميليشيات في العراق

- دعم فصيلي عصبة الثائرين وأصحاب الكهف

- عودة طهران إلى عصر الميليشيات الصغيرة السرية

- الاعتماد على جماعات منشقة بشعارات جديدة يصعب تعقّبها

- التخلي عن التنظيمات الضعيفة ضمن الحشد الشعبي