تسببت المضاربات والبراميل الورقية في تهاوي العقود الآجلة للخام الأمريكي، أمس، بنسبة 305% متجاوزة الصفر بالسالب بنحو 37 دولارا في أدنى مستوى تاريخي يتم تسجيله لأسعار النفط، حيث ربط مختصون ذلك الانخفاض بموعد انتهاء صلاحية العقود المبرمة بين المضاربين والبائعين والتي تنتهي في 21 أبريل مما يلزم ملاك العقود باستلام كميات النفط إلا أن عدم وجود أماكن للتخزين في الولايات المتحدة مع ارتفاع تكاليف النقل أدى لتصريفها بالسالب.

أسباب الانهيار

يرى خبير اقتصادات النفط الدكتور أنس الحجي، أن ما حدث في أسعار الخام الأمريكي ليس له علاقة بسياسات السوق ولا بأزمة كورونا، وإنما مرتبط بالمضاربين الذين يتعاملون بالعقود الورقية واشتروا هذه العقود ولم يستطيعوا بيعها ضمن موعد العقد، وليس هناك مشتر من الطرف الآخر فهذا يجبرهم على استلام الشحنات النفطية، ولو أنهم استلموا شحنات النفط فليس لديهم أماكن لتخزينها، فما حصل هو بسبب ما نسميه بـ»البراميل الورقية»، وليس البراميل الحقيقية والتي تتعلق بالمعاملات المالية التي تتم بين أطراف لبيع وشراء البراميل الورقية، ولكن إذا أنت لم تحسن بيع البرميل الورقي الذي اشتريته فلا بد لك أن تأخذ البرميل الحقيقي.

الانخفاض ينتهي خلال يوم

يؤكد الحجي أن الانخفاض سينتهي خلال يوم، حيث إنه انعكاس لعمليات مضاربة لها ارتباط غير مباشر بوضع السوق، مشيرا إلى أن هناك فرقا كبيرا بين أسعار مايو ويونيو، وفرق كبير بين أسعار خام غرب تكساس وبرنت، حيث إن الفرق الهائل بين أسعار مايو ويونيو يعود إلى الانخفاض الكبير في الطلب على المنتجات النفطية في الولايات المتحدة الناتج عن الحظر المفروض على المدن الكبيرة بسبب فيروس كورونا، أما تخفيض الإنتاج الذي تبنته دول أوبك وغيرها وملء الاحتياطي الاستراتيجي في بعض الدول لن تظهر آثاره إلا في يونيو ويوليو، كما يتوقع انحسار كورونا نسبياً، وانفتاح الاقتصاد جزئيا. كل هذه الأمور تجعل الأسعار مستقبلاً أعلى من الحالية. لكن المشكلة أن هذا الفرق السعري الكبير أسهم في تأجيج أزمة المخزون، حيث قامت بيوت التجارة العالمية وغيرها بتخزين النفط مبكراً للاستفادة من الفروقات السعرية.

الفروق السعرية

يعزو الحجي إلى أن الفروقات السعرية الكبيرة بين خام غرب تكساس وبرنت تعود لأسباب محلية تعكس السوق الأمريكية، بينما برنت يعكس اتجاه غالبية السوق العالمية وانخفاض الطلب في الولايات المتحدة يعني ارتفاع مستويات المخزون، خصوصاً في منطقة كوشينج في أوكلاهوما، التي تعتبر مركز تفرع الأنابيب إلى الأسواق المختلفة، وفيها خزانات بطاقة استيعابية كبيرة. ويتوقع امتلاء هذه الخزانات خلال أسبوعين، لهذا فإن امتلاء الخزانات فيها ينعكس مباشرة على سعر خام غرب تكساس.

صعوبة التخزين

يشير الحجي إلى أن تجار العقود الورقية ليس لديهم الاستعداد والإمكانات لاستلام الشحنات، وبالتالي هم مستعدون لبيعها حتى لو كان السعر سالباً، لأن خسارتهم في حالة استلام الشحنات ستكون أكبر إذ ستنجز هذه العملية في مدينة كوشينج في وسط ولاية أوكلاهوما، وهذا يتطلب أحد أمرين، أما وجود عقود تخزين مع الشركات المالكة للخزانات، أو وجود عقود مع خطوط الأنابيب لنقل النفط إلى مكان آخر، وتخزينه وهذا يتطلب عقود تخزين في الطرف الآخر، حيث إن الخزانات بدأت تمتلئ، والشركات التي تمتلك خزانات فارغة تريد المكان لنفطها هي، وبالتالي فإن التاجر الذي سيتورط في استلام الشحنات لن يجد مكاناً لتخزين نفطه.

أسعار الخام الأمريكي على مدى 5 سنوات بداية العام ونهايته:

2016 29-52 دولارا

2017 52 - 59 دولارا

2018 59 - 49 دولارا

2019 49 - 62 دولارا

2020 59 دولارا

أبرز أسباب انهيار الخام الأمريكي

المضاربات

البراميل الورقية

صعوبات التخزين