أكد أستاذ التقنية الحيوية المساعد لتطوير اللقاحات والأدوية البيولوجية في كلية الصيدلة بجامعة الملك سعود الدكتور مشعل الشظي، لـ«الوطن»، أن فيروس كورونا الجديد ويطلق عليه أيضا «سارس 2» شبيه جدا «بسارس 1» الذي ظهر أيضا في الصين عام 2002، حيث تبلغ نسبة تشابه المادة الجينية بينهما 80% تقريباً. وأضاف أن هذه الفيروسات تهاجم الخلايا المبطنة لرئة، ما يسمح للفيروس بالدخول إلى الخلية، ثم تقوم بجعل الخلية البشرية بمثابة مصنع لإنتاج المزيد والمزيد من النسخ الفيروسية، ثم تخرج هذه الفيروسات من الخلية البشرية متسببة بقتلها.

تطوير الأدوية

حول تطوير أدوية ضد فيروس كورونا، ذكر الشظي أنه حتى الآن يوجد ما يقرب من 120 دواءً كيميائياً وبيولوجياً قيد التطوير من عدة مراكز وشركات عالمية، نصفها تقريبا في مراحل التطوير والدراسات ما قبل السريرية، والنصف الآخر في مراحل التجارب السريرية على البشر.

أما بالنسبة للقاحات، فيوجد الآن 80 لقاحا قيد التطوير مُعظمها في مراحل الدراسات ما قبل السريرية. وطبقاً لموقع التجارب السريرية التابع للمعاهد الوطنية للصحة بأمريكا، يوجد الآن 7 لقاحات دخلت فعليا التجارب السريرية، حيث اعتمدت بعض المراكز البحثية والشركات على تقنيات معروفة لتطوير اللقاحات مثل اللقاحات البروتينية التي تعتمد على استخدام بروتين من الفيروس «سارس 2» لتحفيز جهاز المناعة، مبينا أنه من الملاحظ في جائحة كورونا هو تطوير لقاحات باستخدام تقنيات جديدة مثل اللقاحات المعتمدة على الحمض النووي التي تعد من اللقاحات الأسرع والأقل كلفةً في التطوير والصناعة مقارنةً بأنواع اللقاحات الأخرى، لكن عدم وجود لقاحات مُرخصة تعتمد على هذه التقنية في الأسواق يجعل تطويرها في المراحل السريرية معقدا.

وذكر الدكتور الشظي أن وجود هذه الكمية من اللقاحات في مراحل التطوير المختلفة يعد أمرا جيدا، لأن معدل الفشل في التطوير وارد بشكل كبير خلال أي مرحلة من مراحل تطوير اللقاحات، لذلك كلما كان عدد اللقاحات في التطوير كبير كانت فرصة دخول لقاح جديد لأسواق أكبر.

عمل اللقاحات

أبان الشظي أن اللقاحات تقوم بتدريب الجهاز المناعي وتجعله مستعدا للأمراض المعدية المستقبلية، حيث يتم ذلك عن طريق حقن الميكروب على شكل كائن مضعف أو ميت أو جزء منه إلى جسم الإنسان، على أحد الهيئات السابقة يكون الميكروب غير قادر على إحداث المرض، لكن في المقابل يتم التعرف عليه من قبل الجهاز المناعي ككائن غريب، ما يؤدي إلى تحفيز جهاز المناعة لإنتاج الخلايا المناعية والأجسام المضادة لمهاجمة هذه المادة الغريبة. وتبقى هذه المعلومات مخزنة بالذاكرة المناعية بحيث عند تعرض الشخص لهذا الميكروب بالمستقبل يكون جسمه قادرا على الاستجابة السريعة والقضاء على الميكروب.

وأوضح الشظي أنه حتى الآن لا يوجد علاج كيميائي أو بيولوجي أو لقاح ضد الفيروس بالأسواق، لذلك يتوجب علينا في هذه المرحلة اتباع التعليمات الصادرة من الجهات الحكومية وعلى رأسها وزارة الصحة السعودية والمركز الوطني للوقاية من الأمراض ومكافحتها (وقاية).

تطوير الأدوية واللقاحات

تطوير الأدوية واللقاحات يستغرق وقتا طويلا

يمر بمراحل متعددة تبدأ بمرحلة اكتشاف هذه الأدوية وفهم عملها

التجارب ما قبل السريرية

بعد ذلك، بإمكان الجهة المطورة للأدوية أو اللقاحات مخاطبة الجهات الرقابية لبدء التجارب السريرية

فسح اللقاح بعد ضمان فعاليته ومأمونيته على البشر