أكد باحثون أن فيروس كورونا الجديد COVID-19 يعتبر أكبر فرصة للبشرية من أجل تطوير إستراتيجياتها لمواجهة ومكافحة الأوبئة والأمراض القاتلة. كثير من الأجيال حاليا تعيش هذه الفترة في ظل تفشي وباء كورونا، ولكن الأمر في حقيقته مجرد استرجاع لأحداث انتشار أمراض أخرى منها مرض الطاعون في القرن الرابع عشر. فهناك عدد قليل من الأمراض الأخرى التي أدت إلى إصابة الناس بالخوف والهلع بقدر ما تسبب فيه الطاعون، والذي أودى بحياة عشرات الملايين من البشر في أوروبا.

الاستعداد الأمثل

يقول المؤرخ الطبي كارل هاينز ليفين: «تحتم علينا التصدى لخطر الأوبئة مرارا على مر التاريخ». ويوضح ليفين، الأستاذ بجامعة إيرلانجن نورمبرج الألمانية، أنه قد يكون من غير الممكن، من الناحية العلمية، مقارنة الطاعون، الذي يسببه نوع من

البكتيريا، بفيروس كورونا الذي يجتاح العالم حاليا، ولكن التاريخ يقدم العديد من الأمثلة عن كيفية تعامل المجتمعات مع الأوبئة. لقد كانت مكافحة الطاعون إحدى نقاط البداية بالنسبة لأوروبا من أجل تطوير أنظمة لرعاية الصحة العامة. ويقول ليفين إنه في عام 1347، لم تتحرك المدن الساحلية على البحر المتوسط عندما جلبت سفن من الشرق، الطاعون، مما أدى إلى تسجيل معدلات وفاة تراوحت نسبتها بين 30 و40 %.

ارتباط الأوبئة بالشائعات

ارتبطت الأوبئة في الماضي أيضا بانتشار شائعات ونظريات المؤامرة. ويقول المؤرخون إن التعليم والشفافية مهمان جدا في مثل هذه الأوقات. كما استخلصوا دروسا من الإنفلونزا الإسبانية، التي أفادت التقديرات بأنها أدت إلى وفاة ما يتراوح بين 25 و50 مليون شخص في مارس من عام 1918. ويقول المؤرخ الطبي فولكر رولكه، الأستاذ بكلية الطب في جامعة جيسن الألمانية، في إشارة إلى ذلك الوقت من الأزمة، إن «الاستهانة أو التجاهل وإنكار خطر الوباء، مشكلة».

وأظهرت تقارير أنه عندما تفشت الإنفلونزا في أمريكا، تجاهلت السلطات الخطر في بداية الأمر. ويقول رولكه: «لم تتحرك السلطات إلا بعد مرور شهرين أو ثلاثة، عندما تأثر عدد أكبر من المواطنين»، مضيفا أن ذلك لم يمنعهم من إرسال جنود أمريكيين إلى أوروبا.