لم يكن أمام الطاعن بالسن درهم مشبب مسفر، من سبيل لتأمين قوت يومه وأسرته، إلا أن يتوجه فجر كل يوم متسلقا الجبال، قاطعا المسافات، للوصول إلى أشجار بعيدة بدأت تتخلى عن بعض أغصانها «المتوفاة»، لتكون محصوله، فيقطعها، ويحملها على كتفيه مساء، ويقفل عائداً إلى منزله، لتبدأ مرحلته الثانية يشاطره فيها أبناؤه بتقليم وتنسيق تلك الأغصان لتبدو جميلة ومغرية لزبائنها.

في المنزل تبدأ المرحلة الثالثة وهي «جني» القوت، حيث يعتلي مركبته المتهالكة، باحثا عن أحد الطرقات المهمة، فيقف على جنباته عارضا ما أنتجته يداه وأسرته للمارة، آملاً في بيعها ومن ثم شراء احتياجات أسرته والعودة مع ظلام الليل.

مشوار يومي

ذاك المسلسل اليومي للمسن مسفر يقضيه منذ سنوات في جبال تهامة قحطان الجنوبية، وهو يؤكد لـ»الوطن» أن رحلته مع الأشجار تحولت إلى علاقة حب وعشق وعادة، لافتا إلى أنه لا يعترض الأشجار التي ما زالت تتنفس الحياة، وأنه لا يقطع إلا الأغصان التي أصبحت «متوفاة».

ويؤكد مسفر الذي كان يتحدث لـ»الوطن» مفترشا الأرض وعارضا مجموعة من «العصي» في مثلث قرية قاعة التابعة لمركز الغايل، أنه يتعامل مع أشجار محددة، منها الشوحط، والنشم، والعتم، مبيناً أن رحلته اليومية تستهدف جبالاً معروفة لديه، منها جبل الخاض، والقرو، وسعدي، وأنه يكتفي بما يكفيه لقوت يومه من تلك الأغصان، ولا يعمد إلى قص إلا ما كان في حاجته اليومية.

تصريف

يضيف مسفر أنه يعتمد على تصريف «العصي» على الطرقات الرئيسية، حيث يقف على جنبات إحداها منذ ساعات الصباح الباكر، ينتظر زبائنه من المارة وقد يطول به الانتظار حتى قبل المغيب، يبيع فيها «العصا» الواحدة بـ20 ريالا فقط حيث تنتهي رحلته بشراء احتياجات منزله الذي يعود إليه مع ظلام المساء، لتبدأ مرحلة بحث عن العيش صباح اليوم التالي.

رحلة يومية

قطع المسافات

إلى الجبال مع الفجر

البحث عن الأغصان المتوفاة

جمع المحصول والعودة للمنزل

تقليم الأغصان بمساعدة الأسرة

الوقوف على الطرق للبيع

شراء احتياجات الأسرة من المحصول

العودة للمنزل

مع ظلام الليل