في السياسة لا يترك شيء للصدف، إذا كنت ترى الصورة الخارجية وبعض الجهد للوصول للنتائج وتوقيع الاتفاقات فاعلم أن هناك أضعاف هذا الجهد تم بذله من خلاف الأبواب ومن خلف الستار لكي تصل إلى هذه النتائج.

نسمي في مقالتنا مجموعة العشرين بمجلس إدارة العالم، لأن مجموعة العشرين تشكل حوالي 85% من الناتج المحلي الإجمالي لاقتصاد العالم، وأيضا 65% من عدد البشر على وجه الأرض.

السعودية حاليا كرئيس لمجموعة العشرين تقوم بدور رئيس مجلس إدارة العالم، وهو دور كبير في مرحلة حرجة!


الآن هي من ينسق الجهد العالمي لمكافحة كورونا، وجمعت زعماء العالم لهذا الغرض، وهذا يحتاج إلى جهود كبيرة وتنسيق دولي على كافة الأصعدة، هذا غير مبادراتها من خلال التقدم والسبق والتبرع بمبلغ 500 مليون دولار كجهد دولي لمحاربة الوباء.

وهنا في الوقت نفسه ملف آخر مهم على الصعيد الدولي وهو ملف الطاقة، ما حدث من اتفاق أوبك+ يعتبر تاريخيا بكل المقاييس، لم يشهد تاريخ النفط اتفاقا بهذا الحجم وهذا التنسيق، ليس من أوبك ولكن من كل منتجي الطاقة الكبار في العالم، وهذا ملف كبير جدا، ويحتاج تنسيقا مع كبار العالم، اتصالات بين السعودية وأمريكا وروسيا يعني إدارة هذا الملف الحساس بين القوتين العظميين في العالم، يحتاج حنكة وحكمة سياسية وإدارة مفاوضات احترافية، وجهدا جبارا متواصلا وراء الكواليس، ما رآه العالم هو رأس الجبل فقط، لكن ما عمل حتى وصلوا لهذا الاتفاق كان كبيرا بحجم الجبل، ومن لها إلا ابن سلمان، فهو الأب الروحي لهذا الاتفاق! وبتوجيهات وحكمة ملكي أبي فهد، حفظه الله.

هذا غير ملف ثالث آخر، وهو ملف إدارة كورونا الوطني، لقد وضع ابن سلمان مصلحة وصحة المواطن كأولوية وفوق كل اعتبار، لقد قدم الصحة على المال، وفي الوقت نفسه بذل جهودا كبرى في إدارة أزمة كورونا لتخفيف الأثر الاقتصادي على المواطن وكل من هو على أرض الوطن وخارج الوطن، وتكلمنا عن كيف تمت معاملة السعوديين في الخارج بمستوى عالٍ يضرب فيه المثل، كل هذا المحفزات الاقتصادية والمالية للاقتصاد السعودي لم تكن لترى النور إلا بمساندة ولي العهد ابن سلمان.

الملف الرابع ملف الاستحواذات الاقتصادية في الشركات الكبرى العالمية، تعامل ابن سلمان بكل احترافية وكما يقول المثل هناك فرص في أزمة، كنا نتمنى سابقا أن تستغل المملكة الفرص الاقتصادية وقت الأزمات، فجاء ابن سلمان وفرحنا بهذا الملف.

وهناك أيضا ملفات أخرى مثل الملف السياسي والعسكري وملف اليمن، وهو يديرها بكل اقتدار وتنسيق، لك أن تتصور عزيزي المواطن حجم كل واحد من هذه الملفات والمجهود اللازم لإدارته، فتصور أن رجلا يدير كل هذه الملفات في وقت واحد وينسق بينها! وتصور أيضا أن ما تراه في العلن هو مجرد جزء بسيط من الجهود المبذولة من خلف الكواليس! هذا هو ابن سلمان!

قائدي وملكي سلمان بخبرته لعقود وقراءته السياسية والمهام الكبرى التي تولاها ومعرفته بقراءة الرجال وصل إلى قناعة أن من يتحمل مسؤولية ولي عهده هو ابنه محمد (ابن سلمان)، وها نحن نرى أفعال وإنجازات ابن سلمان، سواء على الصعيد العالمي أو الدولي، هذا الأمير الذي يدير بحكمة ملف الطاقة العالمي بين القوى العظمى المتناحرة أمريكا وروسيا، ويصل إلى نتائج لم يسبق لها مثيل تاريخيا، وأيضا في الوقت نفسه يهتم في أصغر حي في أي مدينة سعودية ليرى حالته الصحية والوبائية!

هوجم ابن سلمان كثيرا، لكن فيه ميزة يعترف فيها أعداؤه قبل أصدقائه بأنه لا يفقد تركيزه ويركز على هدفه حتى يصل إليه، لكن فيه ميزة أخرى فريدة أيضا، دائما ما يفاجئ الجميع بخطوات أكثر مما يتوقعون، تتوقع الأحسن مع ابن سلمان، لكن يبقى يفاجئك بأفضل وأكبر مما تتمنى، قائد مجدد، وفعلا يطبق بحذافيرها مقولة طموحه عنان السماء لرفعة هذا البلد!