سجلت أسعار لنفط رتفاعات كبيرة خلال الأسبوع الماضي، بعد تراجعات حادة قبلها نتيجة تراكم المخزونات العالمية وانخفاض الطلب بشكل كبير نتيجة تداعيات فيروس كورونا.وشهد 20 أبريل جلسة عاصفة للخام الأمريكي تسليم مايو، حيث تدهور سعر البرميل المدرج في سوق نيويورك إلى ما دون الصفر لأول مرّة في التاريخ مع انتهاء التعاملات.‏

ومع محاصرة أسعار النفط بالتداعيات العملية لأزمة كورنا، وامتلاء ‏مخزونات الدول الإستراتيجية، وارتفاع أسعار الشحن يرى ‏اقتصاديون أن هذا الانخفاض يعتبر مناسبا للمستثمرين للاستثمار بعيد ‏المدى بأسواق النفط.‏

ارتداد النفط

يرى المحلل الاقتصادي يوسف قسنطيني أن فرصة الاستثمار في ‏النفط قد تكون مميزة حاليا، ففيروس كورونا تسبب في شبه إيقاف ‏حركة الملاحة الجوية، فكما نرى الطائرات راكدة في المطارات، ‏والسفن مرسية في المرافئ، واتباع تعليمات الحجر الصحي عالميا ‏تسببت في وقف حركة السيارات، مسببة تراجعا حادا في الطلب على ‏النفط. يأتي كل هذا بالإضافة لانخفاض الطلب على الطاقة بفترة ما ‏بين فصلي الشتاء والصيف، الأمر الذي أدى إلى وجود كمية كبيرة ‏من النفط في الأسواق. هذا أدى حاليا إلى تحول ناقلات النفط العملاقة ‏VLCC‏ حول العالم إلى سفن تخزين لا وجهة سير لها، تحمل سلعا ‏رخيصة لا أحد يهتم بها تعج بها المحيطات، فعلى سبيل المثال يوجد ‏مقابل سواحل أمريكا حوالي 20 مليون برميل بسفن راكدة، وبالعالم ‏‏160 مليون برميل بسفن لا وجهة سير لها، وهذه السفن الآن عبارة ‏عن خزانات يتم فيها تخزين النفط. سعة ناقلات النفط حول العالم هي ‏حوالي 2.4 مليار برميل حسب موقع ‏IHS Markit، كما أن تكلفة ‏الناقلات ارتفعت من 150 ألف دولار إلى 400 ألف دولار باليوم، ‏مشيرا إلى أن تكلفة إنتاج النفط في العالم تختلف من دولة لأخرى، ‏فتكلفة إنتاج برميل النفط في المملكة لا تتجاوز 4 ‏دولارات لخام برنت، بينما تكلفة النفط الصخري تقارب 45 دولارا، ‏وتكلفة إنتاج خام برنت في روسيا تقارب 40 دولارا للبرميل، ‏ومعظم بلدان العالم لا يمكنهم إنتاج النفط بأسعار أقل من 35 دولارا ‏للبرميل، فمنطقيا مع الوقت النفط سيرتد والضغط عليه هو فقط للمدى ‏القريب.‏

خفض الإنتاج ‏

يشير قسنطيني إلى أنه مع بدء اتفاقية أوبك بلاس التي ستخفض ‏الإنتاج 9.7 ملايين برميل يوميا، ومع انسحاب منتجي النفط ذي ‏التكلفة المرتفعة، سيقل المعروض، ومع الوقت سينتهي فيروس ‏كورنا، وسيكون هناك طلب أعلى على النفط فسيرتفع النفط إجباريا ‏بالمستقبل، لأن المعروض سينخفض والطلب سيرتفع إلى المستوى ‏الطبيعي، وهذا متوقع أن يرفع أسعار النفط مجددا إلى مستويات 60 ‏دولارا، خاصة مع خروج كثير من منتجي النفط ذي التكلفة المرتفعة، ‏مضيفا أن هناك فرصا استثمارية مميزة في السوق حاليا، وهذه ‏فرصة مميزة يمكن أن لا تحصل مجددا، فالنفط الأمريكي بعقود مايو ‏تم بيعه بسالب 37 دولارا للبرميل، لأن لا أحد يرغب به، ولا يوجد ‏مكان لتخزينه، والمنتجين متورطون، لكن الوضع سيتغير بعد بضعة ‏أشهر، فمشكلة النفط على المدى القريب أصبحت مشكلة تخزين.‏

‏ أسباب الانخفاض:‏

‏- توقف الطائرات ‏- توقف السفن ‏- توقف السيارات ‏- البقاء في المنزل بسبب أزمة كورونا ‏- انخفاض الطلب بين فصلي الشتاء والصيف ‏ ‏

عوامل تدعم الارتفاع:‏

‏- انتهاء أزمة كورونا ‏- خفض اتفاقية أوبك بلس للإنتاج ‏- المعروض سيقل ‏- الطلب سيزيد