نشأة الرياضة في محافظة الدرب شمال منطقة جازان قديمة، ولها تاريخ وارث امتدت لثلاثة أجيال، ويعد جيل ملعب السهم هو انطلاقة فعلية للدورات الرمضانية الليلية لفرق أحياء الدرب منذ عام 1407 وكان بطلها آنذاك فريق البرازيل إلى أن اندثر هذا المعلم الرياضي التاريخي، واستمرت الدورات الرياضية مع جيل الشباب الرياضي، وأطلقوا عليه المونديال الرمضاني إلى آخر دورة رمضانية أقيمت في الدرب عام 1440 وكان بطلها فريق الرجاء.

3 أجيال

أوضح المؤرخ الرياضي وأول معلم تربية بدنية وأول حكم بالمحافظة وأحد مؤسسي ملعب السهم إبراهيم أحمد عنبري لـ"الوطن" أن الرياضة في الدرب قديمة جداً، وتعاقب عليها 3 أجيال منها مراحل جيل القدامى قبل إنشاء ملعب السهم في أواخر التسعينات الهجرية، وجيل ملعب السهم وهي الفترة الذهبية والانطلاقة الرسمية للدورات الرمضانية الليلية بالسهم منذ عام 1407 وحتى عام 1422، وجاء بعدها جيل الشباب في الفترة الحالية وإكمال مسيرة الدورات الرمضانية منذ عام 1423 وحتى عام 1440، وهم امتداد لرياضة الدرب، وبرز في ذلك الوقت مجموعة من اللاعبين المميزين من جيل القدامى أمثال إبراهيم خلوي وهو لاعب مهاري من الدرجة الأولى، وهو الوحيد في ذلك الوقت الذي التحق بنادي الاتحاد لاعباً في تلك الفترة، كما برز اللاعبون أحمد بكيري ومحمد مصبح ومحمد غالب وعلي بكيري ودلاك خلوي، وبرز مجموعة كبيرة من اللاعبين ومع قلة الإمكانات والملاعب قبل انطلاقة ملعب السهم، حيث كان يوجد ملعب الكد القديم بجوار المقبرة، وملعب الاتحاد ومكانه الحالي مدرسة ثانوية الدرب. أما ملعب الخزان فيعتبر ملعبا قريب العهد في ذلك الوقت، وكانت الرياضة في الدرب حاضرة وبقوة في جميع المجالات.


الجيل الذهبي

قال العنبري "بدأ جيلنا الذهبي بعد ذلك، وأذكر منهم أحمد أبوالشعوف زعيم نادي السهم وله باع كبير في الحركة الرياضية بالدرب وهو من ساهم في استخراج الصك على أرض الملعب الذي يقع بجوار الحديقة الآن بأمر من الأمير الراحل فيصل بن فهد، كذلك اللاعب محمد أبو الشعوف واللاعب النشيط وأشهر منظم دورات في الدرب في تلك الفترة أبوزكي ومنيع فايق وإبراهيم دلح وغيرهم من اللاعبين". وأبان العنبري أن من أهم فترات الرياضة في الدرب كانت فترة جيل ملعب السهم وذكرياته الخالدة لدى الكثير من أبناء المحافظة، وبين العنبري أن للملعب قصة حيث كان قبلها وفي نفس موقعه مبنى مستوصف إلى أن تقرر نقله إلى مكان آخر وثم هدم المبنى، وعندها قمنا مجموعة من الشباب الرياضيين بتحويل أرضه إلى ملعب بعد تنظيفه من الإبر والمخلفات الصحية، وبعدها أصبح ملعبا تقام عليه التدريبات لجميع فرق الدرب وكذلك استفادت منه مدارس الدرب فكانت تقيم عليه الحصص الرياضية وكذلك المهرجانات الرياضية فلم يكن مجرد ملعب لركل الكرة فقط بل كان يشكل لنا ناديا في ذلك الوقت. وأشار العنبري إلى أن "ملعب السهم كان يعد من أفضل الملاعب الترابية على مستوى الجنوب والساحل في تلك الفترة، وكانت الفرق الرياضية تتسابق للاشتراك في الدورات الرمضانية التي كانت تقام فيه لقوتها وشهرتها آنذاك، ومنها فرق أحياء الدرب البرازيل والكف الأحمر والبطولة والنمر والقادسية والنصر، وفرق من خارج المحافظة شعلة أبها وهلال الخميس وفرسان الحبيل ووسم القحمة، ومازالت دورات الدرب الرمضانية مستمرة بنفس شهرتها وقوتها إلى أيامنا هذه".

جيل الشباب

أكد العنبري أن مرحلة الرياضة الثالثة الحديثة وجيل الشباب الرياضي اليوم هم امتداد أجيال وتاريخ الرياضة الدربية، حيث إنهم لا يزالون محافظين على إقامة الدورات الرمضانية إلى عام 1440 وكان بطلها فريق الرجاء، وغابت عنا في هذا العام نظرا للإجراءات الوقائية والاحترازية التي قامت بها دولتنا بإيقاف جميع المناشط الرياضية وكلنا مع هذه الإجراءات، ولكن المسيرة الرياضية في المحافظة لن تتوقف فهي إرث عظيم يستلم زمامه جيل بعد جيل، ولكن للأسف الشديد منذ تلك الفترة وإلى الآن هدف الأجيال الثلاثة لم يتحقق بإنشاء نادٍ رسمي للمحافظة.

عشق الرياضة

قال العنبري إنه من حبه وعشقه للرياضة اتجه للدراسة في معهد التربية الرياضية بمدينة الرياض، "كنت أشارك في بطولات الجمباز وحصلت على شهادة تدريب معتمدة في الجمباز من الاتحاد السعودي فهو تخصصي، وشهادة تحكيم في كرة القدم أيضاً من الاتحاد السعودي، وأذكر من زملاء دراستي في المعهد الحكم السابق ورئيس لجنة الحكام في الاتحاد السعودي السابق عمر المهنى والممثل بشير الغنيم".

دوري المدارس

ذكر المؤرخ الرياضي أن مرحلة دوري المدارس كانت مهمة في حياته الشخصية وكذلك للحركة الرياضية في الدرب وقال "لقد نمت في حب المجال الرياضي منذ أن كنت طالبا في المرحلة الابتدائية والمتوسطة وأنا أشارك في دوري المدارس، إلى أن أصبحت مدربا بحكم عملي حيث كنت أول معلم للتربية البدنية في القطاع الشمالي كافة آنذاك ومعلما في مدرسة ابن القيم الابتدائية وأيضاً في مدرسة المتوسطة والثانوية بالدرب مما سمح لي باكتشاف المواهب المدرسية في مجال التربية الرياضية في جميع الألعاب كرة الطائرة وكرة السلة وألعاب القوى والجمباز وكرة التنس الطاولة، أضف إلى ذلك اللعبة الأكثر شعبية في ذلك الوقت وهي كرة القدم، وكنا نحصد الألقاب والبطولات نظير مشاركاتنا الفعالة داخل وخارج محافظة الدرب"، وتابع "أذكر في مرة من المرات كانت مدرسة ابن القيم لديها مباراة ضد مدرسة الصديق الابتدائية بدوري المدارس، وكانت الصديق مشهورة بفوزها الدائم على ابن القيم، إلا أنني أعددت الفريق بشكل جيد ووصفت لهم خطة الفوز، وفعلاً تحقق أول فوز لابن القيم في دوري مدارس الدرب آنذاك".

أساس قوي

أوضح الداعم للأنشطة الرياضية والمجتمعية بجازان وعسير يحيى أبو صافية لـ"الوطن" أن الرياضة في محافظة الدرب لها عدة مراحل تطورت من جيل إلى آخر وبلا شك أن فترة الرياضة الأهم بالدرب كانت من أيام ملعب السهم والجيل الذهبي الذي أعطى للدورات الرمضانية سمعة وشهرة وشأنا كبيرا بين المناطق الأخرى، وهي كانت أساسا قويا إلى أن وصلت لجيل الشباب اليوم الذي استلمها من الجيل القديم ففي كل عام نشاهد دورة رمضانية أفضل من سابقتها وفرق أحياء الدرب تطورت عن الماضي وزادت أعدادها وشعبيتها وجماهريتها مع توفر الإمكانيات والدعم اللا محدود من دولتنا للرياضة والرياضيين فلا تزال رياضة ودورات الدرب الرمضانية متصدرة دورات منطقة جازان في القوة والشهرة والجماهيرية، وحتى ومع غيابها هذا العام مع الإجراءات الاحترازية والوقائية للحد من انتشار فيروس كورونا التي قامت بها دولتنا إلا أننا وكأننا نعيش في صخبها وقوة منافساتها فرياضة الدرب العمود الفقري والقلب النابض لرياضة منطقة جازان منذ القدم.

هواية ومحبة

أكد مدير بطولات رابطة الأحياء بمنطقة جازان إبراهيم دلح، إنني كنت مع من بدأ في تنظيم دورات الدرب الرمضانية بالدرب سواءً من كبرني سنا من جيل ملعب السهم أو كان أصغر مني، منذ ما يقارب أكثر من 20 عاماً، ومنهم من استمر ومنهم من توقف، وقال "بالنسبة لي هي تعود لهوايتي ومحبتي ورغبتي في خدمة شباب المنطقة بشكل عام والدرب بشكل خاص رغم كل ما عانيت ومررت به من ظروف خلال هذه الدورات طوال الفترة الزمنية الطويلة السابقة سواءً كانت سلبية أو إيجابية فكلاهما كانت محفزة لي بالاستمرار، وفي كل عام كنت أجد نفسي مطالباً بإقامة هذه الدورة ومن دوافع الاستمرارية العزيمة وعدم الالتفات إلى الخلف، وكنت أنظر إلى الشيء الذي سأقدمه ومقتنع به إلى أن تركتها وتوقفت إلا أن دورات الدرب الرمضانية استمرت عبر تاريخها العظيم وإلى أيامنا هذه".

تاريخ مشرف

قال مدرب فريق الرجاء محمد مونس "إن رياضة الدرب تاريخ مشرف ومنبع للنجوم وأجيال طرزت بالذهب كانت ومازالت الكرة في الدرب المتنفس الوحيد لأبناء هذه المحافظة وعبر الدورات الرمضانية جزء من هذا التاريخ وفعلاً أثبتت مع مرور الوقت أنها الرقم الأول بين الدورات، ومن هنا أصبحت الفرق تجتهد وتتعب للحصول على لقبها المشهور بمونديال الدرب".

3 أجيال لرياضة الدرب

جيل القدامى

جيل ملعب السهم

جيل الشباب

تاريخ دورات الدرب الرمضانية

ملعب السهم من عام 1407 إلى 1422

الشباب من عام 1423 إلى 1440

مجموع دورات الدرب الرمضانية من 1407 إلى 1440

34 بطولة