كشفت مصادر في محاكم الأحوال الشخصية لـ»الوطن» عن تسجيل عدة استفسارات لدى مكاتب الإصلاح الأسري فيما يخص «طلاق الغضبان» والذي يقع بين الزوجين نتيجة غضب الزوج ومعظم هذه الحالات تحال للهيئة المختصة ويتم الإجابة عليها حسب كل حالة وأغلب هذه الحالات من الطلاق لا تقع، وأضافت المصادر أن معظم هذه الحالات كانت خلال الشهرين الماضيين ومعظمها قائم على خلاف أسري ينتهي بطلاق الزوجة أثناء الغضب.

إحصائيات

بلغ عدد صكوك الطلاق الصادرة خلال الشهر الماضي 7482 صكا، وفقا لوزارة العدل، منها 52 % في مكة المكرمة والرياض. تتراوح يوميا ما بين 163 إلى 489 صكا، أما الصكوك الشهرية لفترة 12 شهرا السابقة تراوحت ما بين 3397 كحد أدنى إلى 7293 كحد أعلى.

نظام الأسرة

أكد الخبير بمجمع الفقه الدولي بمنظمة التعاون الإسلامي البروفيسور حسن سفر لـ»الوطن» أن الشريعة الإسلامية جاءت بقواعد ومبادئ في الأخلاق والسلوك والتعامل بين الناس بمختلف مشاربهم، وفي نظام الأسرة جاء هدي الكتاب والسنة على التوجيه والإرشاد نحو تكوين العلاقات بين الزوجين وقيامها على المودة وغض الطرف وعدم التدقيق في الأمور، ومقابلها النصح ومعالجة الأخطاء بروح من الحب، ومن هنا فإن الطلاق يفكك عرى وشمل الأسرة ويدمر البيوت ويشتت البنيان، لذلك لا بد من الصبر والصفح فهي إرشادات جاءت بها أنظمة فقه الأسرة، أما الطلاق فيكتنف أحكامه وله صور متعددة وحالات متنوعة به يبنى الحكم ممن أنيط بهم الإفتاء والمرجعية وهي هيئة كبار العلماء ومن الأعضاء بموجب الأمر الملكي الكريم بقصرها عليهم وهي المعتمدة في محاكم الأحوال الشخصية.

التساهل في الطلاق

أشار المستشار الأسري صالح الغامدي، إلى أن العديد من الأزواج يتساهل في لفظ كلمة «طالق» ونجد في محاكم الأحوال العديد ممن يقومون بتطليق زوجاتهم أكثر من مرة ويتساهل في الأمر، حيث لا تزال زوجته معه في بيته رغم الطلاق. وما ذلك إلا لقلة التقوى إلى جانب الاعتماد على أخذ الفتاوى من الإنترنت وعدم العودة للمشايخ الذين هم أهل لمثل هذه الفتاوى ومعروفون لدينا في بلدنا وهم هيئة كبار العلماء.

وأضاف أن أغلب الطلاق في الوقت الحالي يعرف بطلاق الغضبان وهو عندما يكون الزوج في حالة من الغضب ويقوم بطلاق زوجته ومن ثم يتهاون عن ذلك، نتيجة لما تمر به معظم الأسر من بقاء الأزواج في المنازل لأوقات طويلة فينشأ عن ذلك خلافات تتطور إلى الطلاق، موضحا أنه لابد لمعظم الأزواج في الوقت الحالي عدم التهاون وتمالك أعصابهم والمحافظة على كيان الأسرة.

أسباب كثرة طلاق الغضبان

1- بقاء الأزواج لأوقات طويلة في المنازل

2- الخلاف على الأمور الصغيرة

3- الإصرار على الرأي حتى لو كان خاطئا

4- تساهل الأزواج في قول كلمة الطلاق دون التفكير المسبق