تكبدت مجموعة "إير فرانس-كا إل إم" أول عواقب جائحة كوفيد-19 على حركة الطيران مع تسجيلها خسائر صافية قدرها 1,8 مليار يورو خلال الربع الأول، وتوقعت تأثيرا كارثيا أكثر بحلول فصل الصيف. أشارت المجموعة إلى تراجع في قدراتها بنسبة 10,5% خلال الربع الأول لكنها تتوقع انهيارا بنسبة 95% خلال الربع الثاني، و80% في الربع الثالث على ما جاء في بيان. وظهرا، تراجع سهم المجموعة بنسبة 3,70% في بورصة باريس. وستحصل الشركة الفرنسية -الهولندية على مساعدة قدرها 7 مليارات يورو من الدولة الفرنسية لمواجهة هذه الأزمة. يشكل النقل الجوي أحد أكثر القطاعات الاقتصادية تأثرا بأزمة فيروس كورونا بسبب القيود على التنقل وإغلاق الحدود في دول كثيرة في العالم للجم انتشاره.

انهيار عام

سجلت غالبية شركات الطيران في العالم التي شلت حركتها، انهيارا في خزينتها منذ نهاية أبريل، فيما تتوالى الإعلانات عن صرف موظفين فيها مع 12 ألفا لدى "بريتيش إيرويز" البريطانية و5 آلاف لدى "ساس" الإسكندينافية و2000 في شركة "آيسلاندير" الإيسلندية و3 آلاف لدى "راين إير" الإيرلندية و3450 لدى "يونايتد إيرلاينز" الأمريكية و3 آلاف لدى "فيرجين أتلانتيك". ازدادت خسارة الربع الأول 5 مرات مقارنة بـ324 مليونا سجلت قبل سنة. وتشمل خصوصا 455 مليون يورو من المشتريات المسبقة للوقود الذي لم يستهلك في نهاية المطاف بسبب الأزمة الصحية. وتعكس هذه النتائج فقط تأثير الوباء على حركة الطيران في مارس بعد ما بدأت السنة بشكل إيجابي "في يناير وفبراير" على ما قال المدير المالي للمجموعة فريدريك غاجي خلال مؤتمر صحفي عبر الهاتف مع الصحفيين.

سنوات للإصلاح

قال المدير العام للمجموعة بنجامن سميث في بيان: "نعمل على خطة جديدة لكي تستعيد مجموعة +إير فرانس-كا إل إم+ قدرتها التنافسية في عالم يعاني من اضطرابات في العام ولكي تفرض مجددا توجهها القيادي في الانتقال إلى استدامة النقل الجوي. وستعرض هذه التوجهات الجديدة في الأشهر المقبلة".

أوضحت الإدارة أن اجتماعا لهيئة إدارة توقعات الوظائف والمؤهلات، سيعقد في يونيو لتحديد معالم هذه الخطة "والتكيفات الضرورية" على صعيد الوظائف. كان سبق لسميث أن حذر من أن خطة "إعادة بناء" المجموعة تمر عبر خفض نشاطها على صعيد الرحلات الداخلية وسيكون لها "أثر على صعيد الموظفين".

قال سكرتير الدولة لشؤون النقل جان-باتيست جباري، صباح الخميس، لمحطة "فرانس 2": إن "هذا الاجتماع "يشير إلى إجراء محادثات وليس إلى صرف موظفين"، مضيفا أن سميث "أشار إلى عمليات مغادرة طوعية لموظفين وليس إلى إلغاء وظائف". وأكد أن "هرم الأعمار في إير فرانس مختلف نوعا ما عن شركات طيران أخرى". وتوظف مجموعة "إير فرانس" 53 ألف شخص من بينهم 18 ألفا فوق سن الخمسين.

ضوء أخضر

كانت المفوضية الأوروبية أعطت الضوء الأخضر لفرنسا لمنح "إير فرانس" دعما بقيمة 7 مليارات يورو، 4 مليارات منها على شكل قروض مصرفية مضمونة من الدولة بنسبة 90%، و3 مليارات على شكل قرض مباشر من الدولة في مقابل التزامات بتحسين مردوديتها وخطتها البيئة. ينبغي على الشركة أن تخفض بنسبة 50% انبعاثاتها من ثاني أكسيد الكربون في رحلاتها الداخلية بحلول 2024 ومباشرة التفكير بإلغاء رحلات لإير فرانس داخل فرنسا عندما يكون ثمة بدائل من خلال رحلات عبر السكك الحديدية تقل مدتها عن الساعتين ونصف الساعة، على ما قالت الحكومة.

تنوي الحكومة الهولندية كذلك مساعدة "كا إل إم" بمبلغ يتراوح بين 2 و4 مليارات يورو. وتتوقع مجموعة الطيران "انتعاشا بطيئا في الحركة في صيف 2020 مع رفع القيود عند الحدود تدريجيا" لكنها ترى أن الطلب على حركة الطيران التجارية "لن يعود إلى مستواه قبل الأزمة قبل سنوات عدة". قال غاجي: إن الشركة تعول أولا على استئناف الرحلات المرتبطة بلم شمل العائلات بعد فترة عزل طويلة فضلا عن الرحلات بين بر فرنسا الرئيسي ومقاطعات ما رواء البحار.