"لا تدع نفسك تتجمد في الشمال لكيلا تفقد منزلتك كقوة عظمى".. الإمبراطورة الروسية كاثرين، بانية روسيا العظمى..

عاطفيون نحن، نتحدث عن دعم الروس لإجرام بشار الأسد، ونتحدث عن ثمن ينتظرون لقبضه ليتخلوا عنه وكأننا خارج العالم منذ سنوات. إنها السياسة والمصالح فقط. روسيا لا تريد ثمنا، فهي عادت كقطب عالمي ولن تتزحزح، ولن تغير. لقد بدأت في العودة إلى المياه الدافئة عن طريق تشغيل قاعدتها القديمة في ميناء طرطوس السوري. وكان رسو سفنها الحربية هناك إعلانا عن عالم جديد ووفاة للقرن الأميركي. تحكمت أميركا في العالم لعقدين، بعد منتصفهما وصل إلى الكرملين رجل غامض لم يعتقد أحد أنه القيصر الذي سيعيد بناء القوة العظمى الوريثة للاتحاد السوفيتي.. صمت لسنوات وهادن الغرب كصديق ليس له طموح إلا المال والمصالح الاقتصادية.. كانت الدول المكونة للاتحاد السوفيتي القديم قد تحالفت لأكثر من عقد مع أميركا وجربت أن أميركا هي أسرع حليف يتخلى عن حليفه.. كان شيفرنادزة رئيس جورجيا وحليف أميركا الكبير ووزير خارجية الاتحاد السوفيتي في آخر أيامه يبكي بعد ثوره عليه في 2003 وهو يروي كيف خدم أميركا لعقدين وقدم لها ما لا يتصوره عقل، ثم اكتشف أن السفير الأميركي هو من يحرض الثائرين ضده... ترنحت أميركا في العراق وبدأ اقتصادها يتحطم في 2008 وفي ذلك العام بدأ بوتين وصديقه ورئيسه ومرؤوسه التابع ميدفيديف الحديث في أكثر من محفل عن عالم متعدد الأقطاب لا سيطرة فيه لقطب واحد.. بدأ الدب بالتحرك خارج حظيرته عندما غزا جورجيا في أغسطس 2008 ، تفاجأ الجميع أن الدب تحرك هذه المرة ضد حليف كبير لأميركا وهو الرئيس ساكشفيلي وانتزع منه إقليم أوسيتيا وأجبره علي توقيع اتفاق وقف إطلاق النار، وصرح يومها لقد خذلني الغرب، انطلق بعدها بوتين وميدفيدف لترسيخ عودة الدب كأهم لاعب في العالم.. واستعانا ـ وخصوصا في الشرق الأوسط ـ بالعجوز الخبير بريماكوف، ونصبوه رئيسا لمركز تحليل الأوضاع التابع للرئاسة.. دخول الدب الروسي للعبة سيحُجم ويقلص الدور الإيراني.. وللحديث بقية..