سيدة مكلومة أرسلت لي قبل فترة قصة مبكية طالبة مني أن أسلط الضوء عليها.. لكنني لمصلحتها، ولاعتبارات عديدة اقترحت عليها في رسالة مماثلة أن تعالج المشكلة وديا.

ما زلت أدرك أن كثيرا من الحقوق يتم الحصول عليها عن طريق الشفاعات و"حب الخشوم".. ولو انتظر البعض حصولهم على حقوقهم عن طريق القنوات الرسمية، لماتوا كمدا ولم يحصدوا سوى الحسرة!

كنت أود سرد بعض تفاصيل قصة هذه المرأة لولا أن الدموع لا تسترد حق أحد مع الأسف.. ملخص القصة أنها رزقت بأربعة أطفال.. لكنها تطلقت من زوجها فهرب زوجها بالأطفال إلى منطقة بعيدة جدا عن المنطقة التي تسكن فيها!

هرب الطليق بالأطفال، واليوم تمضي الساعات والأيام والشهور والمسكينة تركض بين المحاكم بحثا عن حكم يرد لها أطفالها دون جدوى.. والمؤلم أنها لا تعرف أي شيء عن أطفالها وأحدهم رضيع.. هل هم أحياء أم أموات.. بل ـ وهذه المبكية ـ طلب طليقها من إدارة المدرسة عدم تمكينها من الاتصال بهم!

تقول السيدة إن تأخير جلسات المحاكمة كان يذبحها في اليوم ألف مرة.. دون أن يشعر أحد بالنار التي تعتمل في جوانحها شوقا لأطفالها.. يدفع هذا التأجيل محامي طليقها الذي يبتكر ألف طريقة للتأجيل والمماطلة..

ـ الحقيقة لا أعلم ما الذي جرى بين تلك السيدة المكلومة وطليقها الموجود في المدينة المنورة.. فأنا لم أحضر لمناقشة هذه القضية بالذات.. أنا أود أن أشير إلى الغرابة في تأخير البت في مثل هذه القضايا الإنسانية.. إنني على يقين تام أن قضايا المطلقات والمعلقات المحرومات من أطفالهن، سيتم حلها في ظرف ساعة واحدة.. لكن بشرط، أن يموت أحد أطفال هذه السيدة تحت تعذيب والده، أو زوجة والده.. حينها ستتدخل الجهات المختصة ولجان حقوق الإنسان ويتحرك الإعلام.. أيتها السيدة المكلومة.. لدينا عرض: "أطفالك أربعة.. هل تقبلين التضحية بواحد من أجل ثلاثة"؟!