اتفق عدد من أصحاب الهوايات المختلفة والمبدعين أن الأفكار تتطلب التجديد، وهناك طرق مختلفة لتجديدها عبر ممارسة بعض الأعمال خارج إطار الأفكار لتجديد النشاط والابتعاد عن الدائرة الضيقة في اتخاذ بعض القرارات.

العودة للذاكرة

قالت الروائية جمال السعدي: إنه لا بد حتى يكتب الكاتب من أن تقدح بذهنه خاطرة أو تلمع فكرة أو تمس حادثة مشاعره، فيستدعي رصيده اللغوي، تقوده أحاسيس تعتمل في صدره للتعبير عنها بملكته، مستخدما رصيده اللغوي ومستعينا بخياله. قد يصل الكاتب إلى نقطة تتعطل لديه لغة الكلام، إما لأنه أفرغ ما بجعبته، أو لأن شيئا ما قطع تسلسل أفكاره أو شتت انسجامه وانسياب أفكاره، وبالتالي يحتاج لاستراحة يستجمع بها طاقته على الكتابة والإبداع عن طريق ترك العمل لفترة، كما يزود مخزون أفكاره عن طريق تأمل الطبيعة أو الاستغراق بالحدث من جديد، ومراجعة ما كتبه. أو يمكنه مشاهدة عمل فني إبداعي قد يستفز ملكته ويعود فيفجر مخزونه من جديد.

أضافت عن نفسي أحب التأمل كثيرا بالأحداث، والطبيعة، وممارسة الرياضة كالمشي والسباحة، والعودة للذاكرة كي أعيش معها الحدث، وأحيانا لمشهد معين أو رائحة عطر تعيدنا بالذاكرة الحية إلى موقف يدعونا للكتابة، وأيضا بالقراءة المتعمقة لقصص وروايات حتى لو كانت لكتاب غير معروفين، قد أجد فكرة تثير حماستي لاستكمال ما بدأته حتى في كتابة المقالات فقد تستثير حماسي كلمة أو عبارة تقال أمامي أو موقف أو خبر، ومن الجميل أن يكون هناك فاصل من الوقت كي تستطيع أن تكمل العمل بروح متجددة وأسلوب مختلف، وقد تراجع نفسك بنفسك وتنقد عملك بنفسك.

تبديل المكان

ذكرت مصورة الأطفال غزل الحسين «أجدد أفكاري من خلال الخروج من الأستوديو والمكتب أو الواقع الذي أعمل فيه، وذلك لاستبعاد الأفكار السلبية عن الموضوع أو الفكرة التي أعمل عليها وأضطر في كثير من الأحيان للجلوس في مقهى أو مطعم أو برفقة الأشخاص لتجديد الأفكار والمواضيع، والعودة للعمل بالأستوديو بطاقة أقوى وإنتاجية أكبر، فالبقاء أحيانا في مقر العمل لوقت طويل يعقد التفكير ويصر على أفكار قد تكون سلبية أو غير مجدية، لذا تغيير مكاني والتنقل بين محيط الأستوديو كأقصى حل يجدد العمل والأفكار، وينهض بالعمل بعيدا عن الروتين والدوامة في فكرة معادة».

تغيير النشاط

كشفت المدربة رهام العجروش أنه في حالة انعدام الأفكار أو شحها أحاول جاهدة بالتغيير من النشاط المعتاد حتى أجدد من طاقتي وأعود بكامل تشوقي لمزاولة نشاطاتي واهتماماتي وعملي.

فيما قال الفنان التشكيلي وليد مظهر، أعاني في كثير من الأحيان كفنان تشكيلي من شُح الأفكار، خصوصا أن عملي يعتمد على الإبداع والتجديد، ولذلك أسافر كثيرا عندما أشعر بأنني مفرغ من الأفكار التي يتطلبها عملي، حيث إن السفر يجدد طاقتي ويلهمني بأفكار كثيرة وإبداعات مختلفة، وأحب أن أزور الغابات والحدائق والمتاحف حتى أستوحي من خلالها أعمالي وأستمد طاقتي، فالسفر للمغرب وتونس وإسبانيا وإيطاليا هو السبب الرئيسي في نجاح أعمالي الفنية.

نفاذ الأفكار

أشارت المصممة الداخلية روان بغدادي إلى أنها كمصممة داخلية تواجه الكثير من مرحلة نفاد الأفكار الإبداعية، خصوصاً عندما تواجه ضغطا في العمل أو عند تراكم عدد من المشاريع في فترة معينة، وذكرت أنها تواجه مرحلة شح الأفكار بالحديث مع أشخاص مبدعين ومحفزين ولديهم رؤية واضحة عن إمكانياتها، فهؤلاء الأشخاص لهم دور فعال في أن يكونوا مصدر إلهام ودفعة للأمام، في بعض الأحيان يفكر هؤلاء الأشخاص بالعقبات التي قد واجهتها في الماضي ويستذكرونك كيف استطعت تخطيها وتجاوزها فيعطونك جرعة إيمان تجعلك تبدع أكثر. نصحت من يريدون تجديد أفكارهم بالاطلاع بشكل كبير على الأعمال السابقة أو قيد التنفيذ أو الأعمال المشابهة، فالاطلاع فقط ممكن أن يولد الأفكار والإبداع وتتطور في الأفكار، وأحياناً تجد أن الفكرة اختلفت تماماً وأصبحت شيئاً جديداً ورائعاً. من جهته قال صانع الأفلام حسن سعيد: إنه يحفز عقله بالمشي مفردا في الحي أو القيام بالتمارين في المنزل لإعادة النشاط والحيوية.

مواجهة شح الأفكار:

-ممارسة الرياضة

-المشي

-الحديث مع أشخاص مبدعين ومحفزين

-الإطلاع على الأعمال السابقة

-تأمل الطبيعة

-تبديل الأماكن

-السفر

-زيارة الحدائق والغابات