كشف رئيس الجمعية السعودية للكاريكاتير والرسوم المتحركة الفنان عبدالله صايل عن شلل شبه كامل تعيشه الجمعية منذ تأسيسها، ووقوفها مكتوفة الأيدي نتيجة محدودية إمكاناتها، وافتقارها لمقر دائم، تنفذ من خلاله نشاطاتها وبرامجها، إضافة إلى عدم قدرتها على إنشاء موقع إلكتروني، مكتفية بصفحة في الفيس بوك. وانتقد صايل تخاذل الشركات الكبرى في المملكة عن دعم فن الكاريكاتير وإنفاقها لملايين الريالات على أمور لا ترقى لمستوى الفن، واصفا تعامل هذه الشركات مع أعضاء الجمعية كأنهم مندوبو تسويق ينتظرون بالساعات من أجل الدخول على المسؤول وتعريفه بهذا الفن الذي يجهل الكثيرون المردود المادي الذي يجنيه.

وأوضح صايل لـ"الوطن" أنه لجأ لسفارات عالمية من أجل إصدار مجلة تعنى بفن الكاريكاتير وسط جهل شركات المنطقة بهذا الكنز الفني، حسب تعبيره، مشيرا إلى أن المملكة تزخر بطاقات كبيرة من رسامي الكاريكاتير الذين يتجاوز عددهم 30 فنانا ويملكون مواهب مرعبة تمكنهم من صناعة فن يدر الملايين. وكشف صايل أن الجمعية منذ تأسيسها 2009 لم تستطع إنشاء مقر لها لتنفيذ أنشطتها ودوراتها وتطلق رسالتها الهادفة إلى تكريم رموز الكاريكاتير السعودي أمثال الفنان علي الخرجي ومحمد الخنيفر، وتوفير محتوى فني من الكاريكاتير للمطبوعات والعالم الرقمي بالإضافة إلى تزويد القنوات الفضائية بأفلام الرسوم المتحركة للأغراض التربوية والفنية، ودعم الهواة وتوفير بيئة مهنية لهم، بجانب توفير صندوق داعم لمحترفي هذا الفن وهواته، وإقامة المعارض والورش والندوات محليا وعربيا.

ورأى صايل أن الجمعية بحاجة لمليون ريال أسوة بالأندية الأدبية كي تعرف بنفسها للجمهور وتنطلق بأنشطتها وإنشاء موقع إلكتروني دون الاعتماد على الفيس بوك وحده في التواصل مع الجمهور، مؤكدا أن رسامي الكاريكاتير قادرون على استحواذ 80% من جمهور الوطن العربي عبر فنهم الذي يعول عليه كثيرا في توفير وظائف للشباب من الجنسين وصناعة فن يدر ملايين على اقتصاد البلد، يشمل مدنا ترفيهية وشخصيات كرتونية دون الاعتماد على شخصيات من تصميم الغرب لا تمت لنا بصلة مثل " ميكي ماوس" "هانا مونتانا " والتي لم يجد أطفالنا بديلا عنها، يناسب ثقافتهم وهويتهم. ودعا صايل التجار السعوديين إلى استثمار طاقات الشباب في هذا المجال وعدم التفريط في الموروث الفني الذي سيتيح لرسامي الكاريكاتير التواصل مع الفضائيات عبر الرسوم المتحركة للأطفال وتنفيذ أفلام سعودية كرتونية بخاصية ثلاثية الأبعاد والتي تلقى رواجا واسعا في السنوات الأخيرة.