يوضح مدير مكتب الأشغال في المهرة المهندس خالد العماد لـ»الوطن» أن المحافظة تشتمل على 4 منافذ عاملة، منها منفذان بريان (شحن - صرفيت) ومطار الغيضة الدولي وميناء نشطون البحري، لكنها ومع تنوع سكانها من جميع أطياف المجتمع، تلقت عددا كبيرا من النازحين بعد اندلاع الحرب في المحافظات الشمالية، مما سبب ضغطا كبيرا على مقدراتها لتلبية احتياجاتهم.

وقال: «تعرضت المحافظة لكوارث طبيعية عام 2018 (إعصار ماكونو وإعصار لبان في مايو وأكتوبر على التوالي 2018)، وقد سببا تدميرا شبه كلي لبنيتها التحتية التي تفتقر إلى الخدمات الضرورية في المياه والصرف الصحي والكهرباء وشبكة الطرق وشبكة الاتصالات، وكذلك في الصحة والتعليم وغيرها».

أضاف «توافد النازحين على المحافظة حملها عبئا كبيرا وإضافيا لا تستطيع الوفاء به لشح الموارد، كما أن تفشي كورونا خفف الحركة التجارية مع دول الجوار، وخاصة عمان عبر منفذ شحن، مما أثر سلبا على مواردنا، حيث كانت تلك الإيرادات المصدر الوحيد لدفع المرتبات وأجور الموظفين وتنفيذ المشاريع التنموية.. بشكل عام، نحتاج إلى دعم سخي من الأشقاء لتنفيذ المشاريع التنموية وصيانة وإعادة تأهيل ما تم تدميره بسبب إعصاري ماكونو ولبان، وقد نفذ البرنامج السعودي لتنمية وإعمار اليمن بعض المشاريع في مجال الصحة والتعليم وتحسين شبكة الكهرباء ودعم محطات الكهرباء بالديزل، وما زلنا نأمل تنفيذ مشاريع إستراتيجية أعلن عنها، مثل المدينتين الجامعية والطبية، كما نحتاج إلى دعم وتجهيز المحاجر الصحية والكاميرات الحرارية ووسائل الوقاية من كورونا للطواقم العاملة».

التهريب بتصريح رسمي

أدركت عصابات الحوثي الإرهابية أهمية منفذ شحن الحدودي في المهرة، وسعت لاستغلاله لتهريب الأسلحة والمخدرات، ويقول مدير المنفذ سالم عديل لـ»لوطن»: «منفذ شحن مهم جدا، ويعمل بكامل طاقته الاستيعابية، ويعد موردا رئيسا للمحافظة، على الرغم من أنه يفتقر لكثير من الخدمات والبنية التحتية، لكنه يعمل بجهود وخبرات منسوبيه، ويتمتع بوجود أمني جيد، وتتوفر فيه أشعة للتفتيش». أضاف «نطمح للمزيد مما يعزز قدرات المنفذ مثل المختبرات الصحية والطاقة الاستيعابية والكهرباء الدائمة وخزانات التبريد، والمختبرات الكيمائية، ورفعنا بذلك للحكومة وللجنة إعمار اليمن». تابع «يحدث التهريب في المحافظة، لكنه يأتي عن طريق البحر وعن طريق ممرات ومنافذ غير رسمية، وليس عبر المنفذ، وأي محاولة للتهريب عبر المنفذ يتم ضبطها، لكم من الممكن أن تمر شاحنة من المنفذ بطريقة رسمية وبتصريح رسمي، ثم بعد مغادرتها له تتقابل مع بضاعة موجودة فتعبئها رغم أنها آتية من منافذ برية أو بحرية غير رسمية، وتكمل الشاحنة طريقها ومعها وثائق رسمية على أساس أنها دخلت من المنفذ، بينما الصحيح أنها دخلت فعلا لكن ليس بالبضائع المهربة التي حملتها من منافذ وممرات أخرى».

ضبط

رغم محاولات المهرة تجنب الصراعات السياسية، فإن التدخلات القطرية حولتها إلى معبر لتهريب الأسلحة والمتفجرات والكتب الطائفية والمخدرات، حيث سعى المال القطري إلى شراء ذمم البعض، وتوريط آخرين، ولهذا لم يكن غريبا أن تضبط في المحافظة كميات كبيرة من الأسلحة وأجزاء الصواريخ والطائرات المسيرة والألغام وغيرها من أدوات التخريب والدمار التي ترسل إلى اليمن عبر طرق عدة يعرفها القطريون وشركاؤهم الإرهابيون جيدا.

ضبط في المحافظة خلال فترة ماضية عدد من الشاحنات الكبيرة التي تقوم بنقل مواد غذائية وأسمدة لكنها تخفي تحتها كميات كبيرة من الأسلحة التي يتم إدخالها للحوثيين، وعدّ ذلك نجاحا للحكومة الشرعية المدعومة بقوات دعم الشرعية في اليمن التي حصنت المنفذ وحمت المحافظة من أيادي العبث القطرية الإيرانية التي تواصل تهريب أدوات الدمار والتخريب.

لجنة وخلية

في 12 فبراير الماضي، ظهرت جماعات مسلحة في المهرة، عقب إحكام الجيش لها وتقوية النقاط الأمنية، ورفضت تلك الجماعات حماية الجيش اليمني لمنفذ الشحن الحدودي، ورفضت وضع نقاط أمنية في بعض المواقع الحدودية، وأطلقت تلك الجماعات على نفسها اسم «لجنة الاحتجاج»، لكنها هاجمت النقاط الأمنية، وأطلقت عليها الرصاص والأسلحة المتوسطة والثقيلة، وجاء ذلك كتعبير عن الضيق بعد نجاح الشرعية في إحباط أي محاولات للتهريب.

وقال مصدر يمني: إن «تلك الاحتجاجات والاعتصامات جاءت بدعم قطري، فالمال القطري هو المحرك لها».

وأوضح في تصريح لـ»الوطن» «هناك وجود استخباراتي قطري في المحافظة، يؤكده وجود العقيد سالم الخليفي، وهو مسؤول الملف اليمني بصحبة فريق مكون خاص باليمن، حيث يتواصلون مع قيادات وزعامات في المهرة بشكل مباشر، ومنهم علي سالم الحريزي الذي تم اللقاء به مرارا ومعه عدد من زعامات المحافظة».

مشاريع

أسهم الاستقرار الأمني في المهرة في انطلاق باكورة مشاريع البرنامج السعودي لتنمية وإعمار اليمن منتصف عام 2018، لتنتشر مشاريع البرنامج لاحقا في عدد من المواقع معززة الاستقرار والانتعاش الاقتصادي.

ففي أغسطس 2018 أطلق الرئيس اليمني عبدربه منصور هادي على مشروع البرنامج السعودي لتنمية وإعمار اليمن الخاص بالمدينة الطبية والتعليمية في المحافظة اسم «مدينة الملك سلمان الطبية والتعليمية»، تقديراً لجهود المملكة بقيادة خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز، وولي عهده الأمين في حفظ أمن واستقرار اليمن وإعادتها إلى الصف العربي، والعمل على تنمية البلد الشقيق وإعماره.

أكد عبدربه خلال التدشين أن «المملكة العربية السعودية تبقى صاحبة السبق في كل شيء في اليمن، وكانت الأولى في إدراكها لحجم المخاطر والمتاعب وهي تبادر وتلبي وتناصر، وهي اليوم الأولى كعادتها تبني وتعمر، فهذا قدر المملكة بالنسبة لليمن أرضاً وإنساناً بل للإنسانية كلها».

وأوضح أن مشاريع البرنامج السعودي لتنمية وإعمار اليمن في مختلف القطاعات جميعها تشير إلى الروح الأخوية الصادقة التي تنظر بها المملكة إلى اليمن.

بشارة

كانت كلمات الرئيس هادي بمثابة البشارة التي استقبلها المواطن اليمني بمشاريع البرنامج السعودي لتنمية وإعمار اليمن في المحافظة، وانطلاق هذه المشاريع إلى غيرها من المحافظات اليمنية في عدة قطاعات حيوية ومهمة، كالتعليم والصحة، والطرق والموانئ والمطارات، والمباني الحكومية، والمياه، والزراعة والثروة السمكية، والكهرباء والطاقة. كما دعم البرنامج السعودي لتنمية وإعمار اليمن أهالي المحافظة بمشاريع طبية عدة، ومنها مشروع دعم القطاع الصحي الذي شمل إنشاء مركز العمليات والعناية المركزة وتجهيزه، ومشروع إنشاء المركز السعودي لغسيل الكلى وتجهيزه، ومشروع توسعة وتأهيل مبنى مستشفى الغيضة العام.

وعملت مشاريع البرنامج الطبية في تخفيف معاناة الأهالي في المحافظة، وأسهمت في رفع كفاءة خدمات قطاع الصحة بالمحافظة، وزيادة فرصة الحصول على العلاج، كما أسهمت بتحسين الحياة اليومية للأهالي بمختلف أعمارهم.

أزمات عاشتها المهرة

21مايو 2018

تعرضت لإعصار ماكونو

18 فبراير 2018

تهريب شحنة أسلحة (تم إحباطها)

6 أكتوبر 2018

تعرضت لإعصار لبان

10 أكتوبر 2018

تهريب طن ونصف الطن من الحشيش في طريقه للحوثيين (تم إحباطه)

12 فبراير 2020

خلية قطر تتبنى مواجهات عسكرية

12 يناير 2017

تهريب شاحنة محملة بالكتب الطائفية الإيرانية (تم إحباطها)