تُرى، أكتب عن الجهات الحكومية والأهلية، أم عن مواطني هذا البلد والمقيمين على أرضه؟.

منذ بداية مارس، والدولة تضع حلولا تلو الحلول، لاجتياز هذه الجائحة التي عمت أصقاع العالم، ولم يكد بلد في العالم يسلم من هذا الوباء، كثرةً وقلة، ولكنها إرادة الله التي لا راد لقضائه، بأن يشمل العالم كله، ويضعه في اختبار حقيقي أمام قدرته جلّ جلاله. ولهذا، يبرهن هذا الظرف على عجز البشرية كلها التي تحارب الوباء ليلا ونهارا، وسيؤتي الله علمه للعالم، ويهديه للوصول إلى علاج أو لقاح في قادم الأيام.

وهنا طرحت سؤالي في العنوان، بأن هناك من اجتاز هذه الجائحة بنجاح طوال الفترة الماضية من كل الدول، وفي مقدمتها -ولله الحمد- وطن السلام المملكة، إذ رأينا -وحتى اللحظة- الكفاءة العالية والتعامل الحازم مع هذا الوباء العالمي على مختلف قطاعات الدولة، التي أنشأت هيئة أو لجنة عليا برئاسة وزير الصحة الذي يخرج بين الحين والآخر متفائلاً، ولكن شرطه الأساسي هو انضباط المجتمع بالتباعد الجسدي، وإن عجز عن الكلمات أحالها إلى مساعده الدكتور العبدالعالي. ولكن، مع هذا سأكتب قصة نجاح وطني في اجتياز هذه الجائحة حتى اليوم، وكل قطاع في الدولة أدلى بدلوه، وقال عن مشاريعه وبرامجه، وأصبح -ولله الحمد- المواطن والمقيم لا يبحثان عن شيءٍ سوى متى نخرج؟ ضاقت بنا الأرض، ولا يدري هؤلاء أن الحل بيد الله القادر على كل شيء، ثم تفاعله مع التعليمات والاحترازات وتطبيق الأنظمة، حتى وصل بنا الأمر إلى رفع مستوى نشر العقوبات لمن يخالف هذه الأنظمة، لكن قطاعات الدولة أبلت بلاء حسنا في تذليل الصعاب، وتهيئة فرص العمل عن بُعد، وتأجيل أقساط الناس إلى 3 أشهر، وإقامة ما يعرف بالصندوق الوقفي الصحي الذي وصلت مدخولاته حتى اليوم إلى أكثر من مليار ريال، أسهم فيه المجتمع إدراكا منه بأهمية الظرف الاستثنائي الذي يمُّر به العالم ومنها السعودية.

كما رأينا وشاهدنا الجيش الأبيض من رجالات الصحة، وعبر مستشفيات غطت ما يفوق 80 ألف سرير في المملكة، تشاهدها في كل مكان، وتسهم معها مستشفيات القطاعات العسكرية «الدفاع والحرس الوطني والداخلية»، والقطاع الأهلي، وكبار رجال الأعمال، إذ رأينا مستشفيات سُلّمت بأكملها لوزارة الصحة. فعلا، نجحنا في اجتياز الجائحة بهذه الجهود المتكاتفة، والتي تشعرك بأن الجسد واحد والألم واحد، وهم في الحقيقة أدركوا حرج المرحلة، لذلك تنامى العطاء من كل مكان، القطاع الحكومي والقطاع الخاص والعاملون في برنامج التطوع مع الجمعيات المدنية والخيرية، التي يشرف عليها مجلس إدارة الجمعيات التعاونية بالمملكة، والذي يقدم برامجه بالتعاون مع القطاعات التعاونية الأخرى على مستوى الوطن، كما حدثني عن ذلك الدكتورعبدالله كدمان، الذي أشاد بالتعاون المثمر من قطاعات الدولة معه، والقطاع التعاوني في المجالات كافة.

واليوم، يحق لنا أن نقول تجاوزنا الجائحة بنسب عالية جدا، مقارنة مع دول العالم التي تدّعي أنها في العالم الأول، ثم نجدها تقف عاجزة في منظومتها الصحية عن ملاحقة هذا الوباء، الذي حققنا فيه في السعودية مستويات رقمية لا تكاد تذكر، ولله الحمد، والأيام القادمة سنتجاوز المحنة -بإذن الله- بتكاتف المواطنين وتنفيذ التعليمات، واستمرار جهود الدولة -وفقها الله- في تسهيل كل ما تحتاجه المرافق الصحية والغذائية والتجارية، وبناء منظومة من التعاون، لنصل إلى النجاح الكامل، بإذن الله. حفظ الله وطننا والعالم أجمع، وأفرحنا بزوال الغمة.