رفع نزلاء القسم الأمني بمستشفى الأمل للصحة النفسية في الرياض الذي يضم مدمنين ومرضى نفسيين وتأهيل مذكرة إلى وزير الصحة الدكتور عبدالله الربيعة للوقوف على حالهم وحال المستشفى، ووصفوا حياتهم فيه بأنها أشبه بحياة معتقل وليس في مستشفى أنشئ لخدمة فئة ابتليت بالإدمان أو الأمراض النفسية، مؤكدين أن غرف المستشفى مرتع خصيب للفئران والصراصير والنمل ويعكس صورة باهتة وغير حضارية بسبب إهمال مرافقه.

ويقول أحد نزلاء القسم الأمني عبر خطاب - تحتفظ "الوطن" بعنوانه - إنه لاحظ أشياء غريبة لا تصدق في المستشفى مثل الفئران والصراصير والنمل في حين توجد مصيدة فئران واحدة فقط وقديمة، وتحتوى غرف النزلاء أيضا على رسومات وحفر على الحائط ودورات المياه متهالكة وتسرب للمياه وأبواب متحللة وانتشار الأوساخ، إضافة إلى المراتب القديمة والمتهالكة، فيما ينام عمال النظافة ليلا ونهارا في الاستراحة.

وأضاف أن وجبات الطعام سيئة وأن أغلب الطاولات متهالكة ومتسخة وبرادة المياه غير نظيفة والفلتر متسخ وقديم، ومع ذلك يوجد صندوق للشكاوي مجرد ديكور لم يفتح منذ زمن، في حين يزعم المستشفى أنه يقدم برامج تأهيلية وترفيهية لا تعدو أن تكون مجرد أحلام على الورق.

واستطرد النزيل أن برامج القسم تشتمل على الاستيقاظ إجباريا عند الساعة السابعة صباحا وحتى العاشرة حيث تغلق جميع الغرف ويجلس المرضى في ممر ضيق عرضه متر واحد، بينما ينام البعض في الاستراحة، إضافة إلى التعرض لأشعة الشمس كل أسبوع، إلا أن المرضى لم يخرجوا منذ عدة أشهر بحجة عدم وجود رجل عسكري.

وتابع: أما الملابس فتغسل مجتمعة على الرغم من احتمال وجود أشخاص مصابون بأمراض معدية مثل الوباء الكبدي المعدي وأمراض الحساسية المعدية وغيرها، علما بأن هناك إدارة خاصة لمكافحة العدوى داخل المجمع والأهم من ذلك يوجد مرضى نفسيون ومرضى تأهيل إدمان مجتمعين في قسم واحد وقد أبلغ رئيس التمريض، إلا أنه لا حياة لمن تنادي.

ونقلت "الوطن" جميع هذه الملاحظات إلى إدارة المجمع للرد عليها، فأوضح مدير العلاقات العامة والإعلام بالنيابة معتاد الحربي أن القسم الذي يتحدث عنه النزلاء ويبدون ملاحظاتهم عليه هو القسم الأمني بالمجمع الخاص بمرضى الإدمان الذين عليهم تحفظ أمني شديد، ويقع في مبنى مؤقت، مشيرا إلى أن هناك مبنى جديدا تعمل وزارة الصحة على تهيئته وسننقل إليه القسم قريبا.

وعن وجود الحشرات، اعترف الحربي بذلك، وقال إنهم لاحظوا ذلك بالفعل أثناء تهيئة القسم، وتجري معالجتها عن طريق شركات الصيانة المتخصصة في مكافحة الحشرات.

وعن الرسومات، يقول الحربي بعض المرضى يغافلون العمال ويرسمون أو يكتبون على الجدران وتزال في حينها، فيما اعتبر نوم العاملين والممرضين في الغرف والاستراحات تصرفات فردية وتعالج في حينها إن وجدت.

أما عن وجبات الطعام، فقال الحربي: إن ما ذكر ليس صحيحا لأن إدارة المجمع تولي الإعاشة اهتماماً كبيراً ومتابعة يومية، وأن من سياسة القسم الأمني لا توجد برامج ترفيهية ولكن توجد برامج تأهيلية وعلاجية ويشرف عليها نخبة من الأطباء والاخصائيين النفسيين، ويوقظ المرضى من السابعة إلى العاشرة وهذه سياسة المجمع العلاجية عدا شهر رمضان وذلك للإفطار والاستحمام ومقابلة الفرق العلاجية والبرامج التاهيلية وتنظيف الغرف، ومع بداية الصيف أوقف برنامج التشميس لارتفاع درجة الحرارة. أما عن غسيل الملابس، فقال تعزل ملابس المرضى عن البقية وتغسل بمفردها تحت إشراف إدارة الخدمات المساندة، أما عن وجود مرضى نفسيين ومرضى تأهيل إدمان بالقسم فهذا غير صحيح وأن جميع المرضى بالقسم الأمني هم مدمنون وعليهم تحفظ أمني، مبيناً أن إدارة المجمع وجميع العاملين لن يدخروا جهداً في خدمة المريض لأنه هدفهم الأول.