أثر فيروس كورونا الجديد بشكل واضح على المنظومة البيئية، وامتد الأثر ليشمل الهواء والحيوانات والثروة السمكية، وفي المملكة تحسنت جودة الهواء في كثير من المدن، وسجلت الرياض انخفاضا في غاز ثاني أكسيد الكربون بنسبة تصل إلى 60% عن نسبته السابقة قبل الإجراءات الاحترازية الخاصة بالجائحة.

تقارير عالمية

قال مدير الإدارة العامة للسلامة الكيميائية في الهيئة العامة للأرصاد وحماية البيئة الدكتور ماجد أبو عشي لـ«الوطن» إن العديد من التقارير العلمية في الآونة الأخيرة أكدت تحسن جودة الهواء في المدن الأكثر تلوثا حول العالم، وذلك نتيجة لفرض منع التجول المطبق في دول العالم لمواجهة جائحة فيروس كورونا. وأشار تقرير لهيئة الإذاعة البريطانية صدر في بداية أبريل الماضي، إلى أن هناك انخفاضا في كميات الغازات الدفيئة نتيجة لتوقف حركة الطائرات ووسائل النقل والأعمال الصناعية في العالم، مما أدى إلى تحسن ملحوظ في ما يعرف بظاهرة «ثقب الأوزون» وسجلت بوادر واضحة لالتئامه كليا.

وتابع أبو عشي أن من الامور الإيجابية التي رصدتها محطات جودة الهواء بمدينة الرياض، انخفاض لغاز ثاني أكسيد الكربون CO2 بمعدل 60% عن نسبته السابقة قبل منع التجول.

الدراسات البيئية

حول التغيير الذي سيطرأ على الدراسات البيئية ونحوه، يرى أبو عشي أنه ينبغي انتهاز هذه الفترة – وهي فترة تطبيق منع التجول - في أخذ قياسات للمقارنة، وأخذ القياسات في هذه الفترة التي يعتبر فيها التلوث في أقل درجاته يكون بمثابة مرجع وقاعدة للبيانات للمقارنة بعد رجوع الأنشطة الصناعية وحركة الطيران وغيره للوضع المعتاد، بالتالي تستطيع من خلالها مقارنة حجم الضغط على البيئة.

وأوضح أن وقف الأنشطة البحرية المختلفة سيساعد في انخفاض حمل التلوث البحري، وذلك لأن توقف حركة قوارب الصيد المستمرة واستخدام الدبابات البحرية الرياضية وقوارب التنزه، سيسهم في هدوء حركة قاع البحر وعودة الحياة السمكية لمناطق كانت قد هجرتها بسبب التلوث.

حماية الحياة الفطرية

فيما يتعلق بتأثير جائحة «كوفيد- 19» على الحيوانات البرية (الحياة الفطرية)، أوضح المستشار بالهيئة السعودية للحياة الفطرية وعضو هيئة التدريس بجامعة الطائف الدكتور محمد شبراق أنه من الصعب إعطاء أي حقائق مؤكدة في ظل عدم وجود بحوث علمية موثقة منشورة عن هذا التأثير، كما أن معرفة ذلك تحتاج إلى دراسة ومتابعة.

وأضاف: «لكن من المنطق العلمي أنه مع زوال المؤثر يمكن أن يزيد من معدلات نجاح التكاثر وبالتالي زيادة الأعداد، خصوصا أن هذه الفترة هي فترة تناسل للعديد من الحيوانات، وكذلك هي فترة هجرة للعديد من الكائنات من أهمها الطيور التي تعود في هذه الفترة إلى مناطق تكاثرها، وعليه فاختفاء أو تقليل المؤثر بطبيعة الحال سوف يزيد من الحياة الفطرية، خاصة وأن الحجر اعتمد في كثير من الدول التي انتشر فيها الفيروس، مما سوف يقلل ظاهرتي الصيد الجائر وتجارة الحيوانات البرية غير الشرعيتين، وهذا يعطي فرصة كما ذكرت للحيوانات والطيور للتكاثر واستعادة جزء من أعدادها التي تفقدها سنويا نتيجة الصيد والتجارة غير الشرعيين.

بالنسبة لتجارة الحيوانات والطيور البرية، أشار شبراق إلى أن هناك أحاديث ودراسات تشير إلى احتمالية أن تلعب الحيوانات والطيور البرية والمستأنسة دورا في انتشار بعض المسببات الممرضة ونقل بعضها للإنسان، وأكد أن المتاجرة بالحيوانات يجب أن تكون بشكل منظم بحيث لا يكون لها أي آثار سلبية.

أبرز المنافع البيئية بسبب توقف المصانع والآلات ووسائل النقل

- تحسن جودة الهواء في الكثير من المدن الملوثة حول العالم

- تسجيل انخفاض في معدلات ثاني أكسيد الكربون في السعودية والعالم

- تحسن ملحوظ في ما يعرف بـ«ثقب الأوزون»

- عودة الحياة السمكية لمناطق كانت قد هجرتها بسبب التلوث

- تقليل الصيد الجائر وتجارة الحيوانات البرية