مما لا شك فيه، أن العنصر البشري هو رأس المال الحقيقي لأي منظمة أو شركة أو مجتمع أو دولة، خاصة القادة الذين هم من يحقق النجاح والرقي لمجتمعاتهم، بفضل من الله. أكثر من نصف قرن، كانت القيادة السعودية تضع الاهتمام والأولوية للعنصر البشري، بداية من التعليم، إذ تم نشره وإنشاء المدارس الحكومية في كل مدينة وقرية وهجرة، وحتى أعالي الجبال، وعملت سنوات طويلة على محو الأمية في المدارس الليلية والانتساب، حتى توجد مجتمعا متعلما ومتطورا، يواكب التقدم العالمي. من الاهتمام بالتعليم، تم إنشاء المعاهد الفنية والكليات المتوسطة والتطبيقية، ومراكز التدريب العامة والخاصة في أرجاء الوطن، وكان لها دور كبير في دعم الأعمال الفنية والإدارية والمالية، وكل المجالات المطلوبة. ومن حرص الدولة -أعزها الله- على تطوير مهارات وقدرات العاملين في القطاعين الحكومي والخاص، تم إنشاء معاهد ومراكز التدريب الحكومية والخاصة، وقدمت الدعم والتسهيلات اللازمة للمواطن لتحقيق هذه الأهداف، وخلال السنوات العشر الماضية قدمت الدولة برامج الابتعاث للشباب لجميع دول العالم، وهذا في الحقيقة أحدث نقلة نوعية كبيرة في اكتساب العلوم والمهارات، ومعرفة ثقافات الشعوب ومخالطة الشعوب لمعرفة العادات والتقاليد، والاستفادة من كل ما يناسب الدولة السعودية من هذه الدول المتقدمة، ونقله إلى الوطن الغالي.

بفضل الله وتوفيقه، أصبحت لدينا في المملكة العربية السعودية قيادات شابة مؤهلة علميا وعمليا، وتملك قدرات ومهارات عالية، ومنحتها الدولة الفرصة في قيادة البلاد، أمراء ووزراء وقيادات عليا ووسطى وتنفيذية، يقودون القطاعين «الحكومي والخاص»، شباب يملكون خبرات وروحا عالية، ولديهم الشغف والإصرار والعزيمة لخدمة الدين والوطن، بكل عزيمة واقتدار. وأيضا، بفضل الله وتوفيقه، خلال الأزمة العالمية «مرض كورونا»، اتضح أن لدينا قاعدة وأساسا متينا سبق الإعداد له منذ سنوات، وبرز لدينا عدد من الأطباء والاستشاريين والممرضين والكوادر من الجنسين، على قدر كبير من العلم والمعرفة والتضحية في خدمة أبناء الوطن، ومن يشاركهم من غير السعوديين. وكانت لهذه الأزمة إيجابيات كبيرة، أولها التلاحم والترابط بين القيادة والشعب، والوقوف صفا واحدا أمام هذه التحديات.

الدولة السعودية بقيادة خادم الحرمين الشريفين، وولي عهده الأمين، عادت وأكدت وأعطت الإنسان السعودي والمقيم، وحتى المقيم المخالف، الأولوية القصوى في الاهتمام والعناية الفائقة ومعالجته وخدمته، سواء داخل الدولة أو في أي بلد في العالم. وللأمانة التاريخية، فإن التاريخ لا ولن ينسى الوقفة والتضحية التي بذلت من القيادة السعودية، وقد أبهرت العالم بما قدمته للمواطن والمقيم على حد سواء، وقد تبين -أيضا- وجود قاعدة متينة من التقنيات الحديثة في عقد الاجتماعات واللقاءات والعمل عن بُعد، كان مثار إعجاب العالم، ومنها عقد عدد من القمم العالمية والخليجية عن بُعد بمبادرة من القيادة السعودية، وبإدارة من الشباب السعودي. لقد ضحّت الدولة بالمال، ودعّمت القطاع الخاص بمبادرات مليارية، وصرفت الرواتب ولم تفكر إلا في إنسان هذا الوطن، وكيف تضمن سلامته وصحته.

كلمة شكر وتقدير وعرفان لهذه القيادة الحكيمة التي نفخر ونفاخر بها، وندعو أن يحفظ الله هذا الوطن وحكومته وقيادته، التي جعلت العنصر البشري هو الأساس في التعليم والتدريب والابتعاث والعلاج، وتجلى كل هذا خلال الأزمة العالمية. نتمنى لهذه الدولة وشعبها المستقبل الزاهر والغد المأمول، في ظل قيادة خادم الحرمين، وولي عهده.