كشفت دراسة أجرتها المجلة البريطانية الجراحية أن عدد العلميات الجراحية المؤجلة حول العالم بلغ 28 مليون عملية جراحية في مختلف التخصصات الطبية ومنها العمليات الخاصة «بمرضى السرطان» وذلك بسبب جائحة فيروس كورونا. وأوضحت الدراسة أن المعدل الأسبوعي للعمليات الجراحية الملغاة في السعودية بلغ 9410 عمليات، فيما كان أعلى معدل لإلغاء العمليات الجراحية في الولايات المتحدة بواقع 343670 عملية أسبوعيا.

المعدل الأسبوعي للعمليات الملغاة أسبوعيا

عمليات باردة

أوضح استشاري جراحة المخ والأعصاب الدكتور حازم أحمد لـ»الوطن» أن معظم العمليات التي تم تأجيلها في العادة تصنف من العمليات الباردة «غير طارئة»، لكن في حال كانت العملية مستعجلة أو إسعافية ويترتب عليها مسألة حياة أو موت، فهنا يتم إجراء العملية تحت أي ظرف من الظروف ولا يستطيع أي جراح أو أي مشفى أن يخالف هذا القانون.

وأضاف الدكتور حازم أن المعيار الأساسي لتحديد أهمية إجراء العملية هو حاجة المريض الملحة للعملية الجراحية، سواء كانت متعلقة بأورام سرطانية أو غيرها، مشيرا إلى أنه حتى وإن كانت العملية متعلقة بأورام سرطانية فقد لا تصنف أنها مستعجلة وذلك لأن الجراح ينظر لعدة أمور منها حجم الورم ومكان الورم ومدى سرعة انتشار الورم، وكل هذه أمور تسهم في تصنيف العملية كعملية طارئة أم لا، أما إذا كان الورم من الدرجات المرتفعة وذات الانتشار السريع ومهددا لحياة المريض هنا تتحول لعملية مستعجلة.

الذكاء الصناعي والتحديات

حول إمكانية الاستعانة بالروبوت في العمليات الجراحية كنوع من التخفيف على الجراحين أو تسريع قائمة الانتظار بالنسبة للعمليات، أوضح استشاري جراحة الوجه والفكين وأورام العنق الدكتور باسم جمال، أن الروبوت -إن وجد- لن يغني عن الجراح وذلك لأنه في النهاية يتحرك من خلال يد الجراح وكذلك الروبوت لم يدخل بعد في كل المجالات مع التأكيد على وجود توجه واستعانة بالذكاء الصناعي في الطب لكنه ليس أحد الحلول لهذه الفترة أو لمسألة قائمة انتظار العمليات تحديدا.

التحديات بعد الأزمة

عن التحديات التي تواجههم كأطباء وجرّاحين في مسألة تأجيل العمليات، أكد جمال أن التحديات عالمية وليست محلية فقط وخصوصًا في المراكز التخصصية التي توجد عندها قائمة انتظار من قبل جائحة كورونا. وتابع أنه يوجد تعاون قائم بين المستشفيات في المملكة على عدة أصعدة. وفي هذه الحالة يكون أحد الحلول المقترحة بعد انتهاء الأزمة في مسألة التسريع في قوائم العمليات المؤجلة تحديدا هو «تسهيل» ذهاب الطبيب لمنشأة أخرى غير التي يعمل بها -يكون فيها عدد شاغر من غرف العمليات والأسرّة والعنايات المركزة- وذلك في حال وجود ضغط من حيث عدد غرف العمليات وخلافه في المنشأة التي يعمل بها، وذلك لإجراء أكبر عدد ممكن من العمليات.

وحول هذه المسألة أكد الدكتور حازم أن بعد انتهاء هذه الجائحة ستكون قوائم الانتظار طويلة جدا وسيواجه الجراحون تحديا كبيرا لأن العمليات المؤجلة ستتزامن مع العمليات الجديدة، ولذلك سيتم وضع خطط مدروسة بإشراف وزارة الصحة والتي ستساعد في تجاوز هذه الأزمة.