حرصت بعض الجامعات على تخريج طلابهم عن بعد، وإشعارهم بفرحة الإنجاز والوصول بطرق مختلفة تقديرا لما أتمّوه بجدارة في مسارهم العلمي. تحت طائل هذه الظروف الاستثنائية، حيث قامت مراكز التعليم بقرارات استثنائية، في معظم جامعات المملكة العربية السعودية من خلق منهجية خاصة بحسب ما لاقاه العالم جراء فيروس كورونا.

كعكة الفرح

احتفت جامعة الإمام عبدالرحمن بن فيصل بخريجيها، بطريقة حديثة عبر برامج مباشرة عن بعد، وقد غمرت الخريجين على الرغم من التباعد فرحةٌ لامست القلوب، متفهمين بذلك تمايز تخرجهم عن باقي السنوات، وأشعل ذلك وسائل التواصل الاجتماعي بالردود الإيجابية، وتمنيات الخير للجميع بمستقبلٍ مشرق، وقامت كذلك بعض الجامعات بلفتات بسيطة وجميلة، وهي بمثابة مكافأة لمنسوبي الجامعة على تجاوزهم لهذه الفترة وقدرتهم على الانتهاء منها بنجاح، ومن هذه اللفتات قيام جامعة اليمامة بمشاركة أبنائها وبناتها الخريجين والخريجات، حيث أهدتهم «كيكة التخرج» وتم إيصالها لمنازل الطلاب والطالبات.

كما حرصت جامعة الأميرة نورة على الأخذ برأي الطالبات فأرسلت لهن استبيانا لتحديد الرغبات لقيام حفل التخرج عن بعد، أو تأجيله لحين انتهاء الأزمة.

مشاعر خريجة

ذكرت خريجة تخصص الأحياء الدقيقة، مريم آل طلاق، تجربتها مع التخرج عن بعد وهي تجربة فريدة من نوعها قائلة: «لطالما كنت أرسم أشكالا عديدة، لمثل هذه الفرحة، ولكن في لحظة صغيرة، تلاشى كلّ شيء تحت عبارة: «مؤجل حتى إشعار آخر».

شعرت بتراكم الحظ السيئ بي، إلا أن الجامعة قامت بمبادرة لطيفة حيث قام أغلب أعضاء هيئة التدريس بكتابة عبارة ودية ونشرها على حساب الكلية في (Twitter) إضافة إلى تصريح بأنّ الاحتفال مؤجل وغير مُلغى، وسيُعلَن وقته بانتهاء الأزمة.

فيما قالت خريجة التاريخ، نورة عبدالرحمن: «على الرغم من صعوبة الشعور، والمعاناة، والضغوطات إلا أنّ جمال هذا الشعور جاوز ذلك، ففي البداية كنت أحتاج التردد على المكتبة لإتمام بحث التخرج وهذا ما أعاقني، ولكنّ أعضاء هيئة التدريس ساعدوني كثيرا في الحصول على مصادر مختلفة لذلك، وقد بذلت الجامعة جهودا عظيمة، بقراراتها الواضحة، وذلك بتسهيلها استلامنا لوثيقة التخرج التي تصل لنا إلى المنزل، وإن لم نرغب فيمكننا استلامها بعد انتهاء الأزمة».

كما بينت خريجة الكيمياء، أميرة مشهور، قائلة: «وفقنا الله لنكون خريجات في زمن كورونا، وسوف يكون تاريخا مميزا لما يحمله من عدة صعوبات. أما عن تجربة التخرج عن بعد، فقد كانت التجربة مميزة لأنها تؤسس لمرحلة قادمة وهي التعليم عن بعد، والعمل عن بعد».

يذكر أن حفلات التخرج عن بعد دخلتها أفكار مبتكرة وغريبة بعض الشيء مثل تلك التي أقيمت في اليابان حيث استفادت إحدى الجامعات من روبوتات ووضعت عليها شاشات تحمل صورة الطالب أو الطالبة المتخرجة ومن ثم تم تسليم الطلاب الشهادات الجامعية.