‏لو عدنا للوراء وتحديدا البدايات الأولى لبزوغ الرياضة السعودية لو وجدنا أن هناك أسماء سودانية كان لها تأثير كبير في صناعة الأرضية الصلبة التي اتكأت عليها رياضتنا حتى وصلنا إلى آفاق عريضة، والأكيد كان هناك مدربين اكفاء من السودان وايضا لاعبين ساهموا في بناء القاعدة ورفع مؤشر الأداء، بل أن الفرق السودانية عندما تحضر في السابق ما بين الخمسينات الميلادية والتسعينات كانت تسجل صورة لافتة في المشاركات الودية أو الرسمية حتى الجماهير السودانية لها شخصيتها المميزة في طريقة التشجيع لأنها ذواقة بقدر المهارات التي عرفت عن نجومها الذين كانوا يمثلون فرق الهلال والمريخ والموردة والنيل وغيرها من الأندية العتيدة.

تلك المقدمة الطويلة تجلت أمامي وانا اتابع بعض الإعلاميين الذين يحاولون التنصل من جهود اخواننا السودانيين ‏في تأسيس بعض الأندية المحلية أو المستشارين الذين تصدر وا قائمة الإدارات في البدايات للاستفاده من خبراتهم في هذا المجال علاوة على لاعبين يشار لهم بالبنان خاضوا تجارب رائعة في الدوري السعودي، ولايمكن يغيب عن الذاكرة الكابتن مصطفى النقر وقاقارين ومدربين اكفاء كحسن التوم الذي قاد الهلال للحصول على الكأسبن عام 1964، وحسن خيري ابان حصوله على الكأسين عام 1974 والمدرب الكبير عبدالله الكنج ونجوم أخرى لا يتسع المجال لذكرهم، والكره السودانية حتى نهاية السبعينات الميلادية ‏احتلت الناصية في الخارطة الأفريقية وقدمت مد كبير لدول الخليج، واسهمت في ارتقاء عطائها.

وامام تلك المعطيات يتعين حفظ المكانه لتلك القارة السمراء التي انجبت العديد من الكوادر المتميزة في التعليم والرياضية والاقتصاد والسياسية.


الحديث عن الرياضة السعودانية وتاريخها ذو شجن ويطول، غير أن الجانب الذي يتردد في هذه الأيام عودة الحياة للملاعب المحلية ولا شك القادم يحتاج لتجهيز مختلف للاعبين الاجانب والمحليين ولا يقتصر الاعداد على الجانب البدني و النفسي والأخير تأثر بما خلفه فيروس كورونا، وفي تصوري أن المد الجماهيري هو الأخر ربما يتوارى لو فتحت المدرجات وارى أن البدايات دون حضور لحين زوال الفيروس الذي ارهق العالم نفسيا وبدنيا كفى الجميع شره.