أثار عزم وزارة التعليم ضم وتقليص أعداد المدارس في المناطق والمحافظات والقرى والهجر، مخاوف تربويين وأولياء أمور طلاب من تكدس الطلاب مجدداً في المدارس وتأثيره السلبي على صحة وتعليم أبنائهم، وإرباك توزيع أنصبة المعلمين الحاليين وزيادة العبء عليهم، إضافة لمخاوف الخريجين من عدم توفر فرص وظيفية بعد تخرجهم.

مراجعة المعايير

كانت وزارة التعليم وجهت، بتشكيل لجنة تتولى تقييم معايير استحداث وبرمجة وضم وإغلاق مدارس وبرامج التعليم العام، بما يكفل الرفع من كفاءتها ورفع العائد على قطاع التعليم، وإعادة النظر في توزيع المدارس الثانوية والمتوسطة وتحديد الأعداد القياسية لطلابها، ودراسة عجز المعلمين في المدارس وتغطية العجز في المدارس القريبة منها في كافة المراحل الدراسية، كما تهدف الدراسة إلى مراجعة معايير فتح برامج التربية الخاصة، ومراجعة نسب إشغال صفوف رياض الأطفال والصفوف المتاحة وبحث آلية زيادة أعدادها.

معلمون وخبراء

علق عدد من أولياء أمور الطلاب ومتخصصون بأن عزم الوزارة ضم المدارس وتقليص أعدادها يأتي متناقضاً مع توجيهات الوزارة السابقة بألا تقل المساحة المخصصة لكل طالب وطالبة عن 1.2 متر مربع، مشيرين إلى أن هناك الكثير من المدارس في المدن الكبيرة يصل طلابها إلى أكثر من 40 طالباً «محشورين» في غرف ضيقة صممت في الأساس لاستيعاب 25 طالباً، وهو العدد المثالي الذي يراه المعلمون والمعلمات مناسباً لأداء مهام التعليم على الوجه الأكمل، مطالبين بأن تكون اللجنة مشكلة من معلمين وخبراء قادمين من «الميدان» كونهم الأقرب للواقع التعليمي ولديهم كل التصورات عن المدارس ووضعها القائم. ولفتوا بأن أغلب مدارس المدن مكتظة، وعند ضم المدارس سيزداد الأمر سوءاً، خاصة وأن الطاقة الاستيعابية للفصول والممرات والساحات والمعامل والمختبرات لا تسمح بأكثر من ذلك، متسائلين كيف لهذا التقليص أن يكون في وسط معمعة مرض كورونا ومستقبله الغامض على صحة المجتمع؟

مسافات طويلة

المواطن سالم الغدير قال: يجب على الوزارة دراسة واقع المدارس الحالية داخل المدن المكتظة التي لا تحتمل المزيد من تكدس الطلاب، لافتاً إلى أن تقليص مدارس المراكز والهجر ربما يكون حلاً مقبولاً لقلة أعداد الطلاب، لكن فيه مشقة على الطلاب وأولياء الأمور الذين سيضطرون لقطع مسافات طويلة للوصول لمدارس أبنائهم ويسهم تدريجياً في هجرة السكان للمدن للبحث عن الخدمات القريبة مما يخل بالتركيبة السكانية.

العدد المثالي

نورا الحناكي قالت: «بالرغم من أن العدد المثالي داخل الفصل 20 طالباً، فإن الواقع الذي نشهده في كثير من المدارس هو 40 طالبا وأكثر، يتكدسون داخل الفصل ويقف المعلم عاجزاً عن القيام بدوره بسبب العدد الكبير والفروق الفردية بينهم وعدم قدرته الإجابة على استفساراتهم»، لافتة إلى أن هناك خططا سابقة وميزانيات ضخمة خصصتها وزارة التعليم لتجويد التعليم من خلال تطوير المناهج، واستقطاب شركات أجنبية تدعم تطويرها، وابتعاث المعلمين، وإلحاقهم بدورات دورية، ومن المؤلم نسف كل ما سبق بتقنين المدارس وضم الفصول.

عدد كبير

المعلم محمد الحربي علق في حسابه على تويتر بقوله: «لدي في الفصل الواحد 40 طالبا.. وللأسف يجدون صعوبة في تلقي المعلومة بسبب العدد الكبير والزحمة داخل الفصل» ولا يسعفه الوقت بتصحيح حلولهم، ولا يستطيع الحركة والمشي بين الطاولات والكراسي المتكدسة، متوقعاً سعي الوزارة إلى معالجة التكدس الحالي وليس ضم المزيد من الطلاب، مشيراً إلى أن أعداد الطلاب في ازدياد وليس كما هو العدد قبل سنوات.

بيئة مكتظة

علق محمد آل مطاري قائلاً: «ستزداد حالات التكدس، ويصبح انتشار العدوى بين الطلاب في أوقات الأنفلونزا الموسمية أكثر وأسرع، الدولة تنفق المليارات حتى لا يكون هناك عدوى، وفي المدرسة يتعلم الطالب السلوك الصحي السليم، لكنه يجد نفسه في بيئة مكتظة وغير صحية، فمن التناقض أن تعلمه سلوكا وتطبق عليه نقيضه».

ترشيد الإنفاق

يقترح عبدالله الشهري تقديم ما لا يقل عن 50 % من برامج التعليم عن بعد وتكون هذه البرامج «اختيارياً»، مشيراً إلى أن ذلك سيحقق عددا من الأهداف منها ترشيد الإنفاق، وتخفيف الازدحام في الفصول، وتقليل الضغط على المدارس والمعلمين مما ينعكس على جودة التعليم، مشيراً إلى أن ضم المدارس أمر متوقع من زمان، لأن بعض الهجر لا تستحق حتى مبنى مستأجرا كونها لا تضم إلا عددا قليلا من الطلاب والطالبات وتحتاج إلى ضم أكثر من مدرسة.

يذكر أنه منذ العام الماضي شرعت إدارات تعليمية في إلغاء بعض المدارس وضمها لمدارس أخرى ونقل طلابها لمدارس تتوسط بعض الأحياء والقرى والهجر. فيما اضطرت بعض مكاتب التعليم إلى رفع الطاقة الاستيعابية للفصول الدراسية إلى أكثر من 40 طالباً.

من مواصفات الفصول النموذجية

يوصى بأن يكون نصيب التلميذ 1.20 متر مربع

تكون مساحة الفصل الدراسي 48 مترا مربعا

ألا يقل ارتفاع الفصل عن 3 أمتار

تعتبر التهوية الجيدة في الفصل من المتطلبات المهمة

السرعة المناسبة لحركة الهواء داخل الفصل 1 متر في الثانية

يفضل وضع الشبابيك بحيث تكون من جهتين للحصول على تهوية مستمرة

يجب تجهيز الفصل بالإمدادات الكهربائية اللازمة لإضاءتة بالكامل