بعد سنوات عدة من ازدهار مهنة «الخَطّابة» التي كانت تلعب دورا ‏مهما وحيوياً في التعارف بين الأهالي وعقد الخطبة ومن ثم ‏الزواجات، بدأت تطبيقات العالم الإلكتروني تزاحم الخطابات ‏التقليديات، وتزيحهن من الصورة، وتحتل مكانتهن.‏

وظهر في الآونة الأخيرة عدد من البرامج، وتطبيقات التعارف التي ‏لجأ إليها كثيرون من الجيل الجديد، واستعانوا بها للتعارف، واختيار ‏شركاء الحياة، متحررين من إطار العادات والتقاليد المجتمعية التي ‏سادت حينا من الدهر.‏

من مواقع التعارف بهدف الزواج

وسيلة جديدة

ترى أخصائية الخدمة الاجتماعية نجوى الفرج في حديثها إلى ‏‏«الوطن» أن الزواج عن طريق تطبيقات التعارف، ومواقع التواصل ‏الاجتماعي، يعد وسيلة جديدة على المجتمع العربي بشكل عام، ‏والمجتمع الخليجي بشكل خاص، لكنه يبقى موضوعا حساسا جدا، ‏فعلى الرغم من أن نسبة العنوسة لا تزال عالية جدا إلا أن المجتمع لم ‏يتقبل بعد فكرة التطبيقات إلى الآن، وحتى لو حصل توافق فهي ‏تعطي انطباعا غير جيد نتيجة العادات، والتقاليد، وربما تسبب بعض ‏المشاكل، إضافة إلى انعدام الاستقرار فلو علمت الأم أن ابنها يريد ‏الزواج من فتاة تعرّف عليها عن طريق أحد برامج التعارف، أو ‏مواقع التواصل الاجتماعي، فإن هذا يخلق لها إحساسا بعدم الراحة.‏

وتقول «هناك بعض الدول التي تتقبل هذا النوع من الزواجات، كما ‏أن بعض الشباب والفتيات لا يمانعونه، بل على العكس يجدونه طبيعيا ‏جدا نتيجة التقدم والثورة التكنولوجية، فالزواج عن طريق هذه ‏البرامج له بعض الإيجابيات، حيث يكوّن الشخص فكرة عن الطرف ‏الآخر الذي سيعيش معه، ويتعرف على أفكاره، وسلوكه، ووضعه ‏الثقافي في حال وجود مصداقية بين الطرفين، وعلى النقيض فإن ‏انعدام المصداقية والثقة هي أبرز سلبياته التي تؤدي إلى مشاكل بعد ‏ذلك في الحياة الأسرية، وذلك يرجع إلى وجود فئة غير صادقة، مما ‏يؤدي إلى إضاعة الفرصة على الفئة الجادة».‏

تأثير

تؤكد الفرج أنه من الطبيعي أن تترك هذه التطبيقات أثرها على سوق ‏الخاطبات، وقد لوحظ فعلا أن عددهن بات قليلا جدا، وعلى الرغم ‏من ذلك لا يزال الزواج عن طريق الخطابات موجودا حتى وقتنا ‏الحالي، والفرق بينه وبين الزواج عن طريق البرامج أنه في حالة ‏الزواج عن طريق خطابة تكون هناك شخصية واقعية موجودة يتم ‏الرجوع إليها في حال حدوث أمر ما.‏

وذكرت أن تطبيقات التعارف ليست لها علاقة بارتفاع نسب الطلاق، ‏وتقول «هذه البرامج حديثة، ونسبة الطلاق مرتفعة من فترة ليست ‏قريبة، ولكن من الممكن أن يحدث الطلاق في بعض الحالات إذا علم ‏الأهل بأن الزواج تم عن طريق التعارف، حيث إن 90 % من ‏المجتمع لا يتقبل هذا النوع من الزواجات، كما أنه لا يمكن تحديد أي ‏الطريقتين أنجح للزواج لعدم وجود إحصائيات بهذا الصدد».‏

منافس قوي

تؤكد الخاطبة أم محمد من الرياض لـ«الوطن» أن مواقع التعارف ‏أصبحت منافسا قويا للخاطبات، بعد لجوء عدد من الشباب والشابات ‏لها باعتبار طريقة عصرية وجديدة، تمكن الشاب أو الفتاة من البحث ‏عن شريك الحياة حسب المواصفات التي يرغبها كل منهم، بينما ‏وصفت الزواج عن طريق الخاطبات بأنه زواج تقليدي باختيار أهل ‏العريس، وتحديدا والدة العريس التي تبحث عن زوجة لدى الخاطبة ‏حسب مواصفات محددة تشترطه وتراها الأنسب لابنها، وهذا ما جعل ‏كثيرا من الأبناء يفضلون تلك البرامج التي أصبحت تحقق لهم رغبتهم ‏في الحصول على زوجة المستقبل.‏

تطبيق دخيل

تشير الخاطبة أم عبدالله من جدة إلى أن دور الخاطبة لا يزال مهماً ‏ومقبولاً جداً في مجتمعاتنا، وتؤكد أنه لن يختفي في ظل وجود برامج ‏التعارف على الإنترنت على الرغم من توجه كثير من الشباب ‏والشابات إلى هذه المواقع بحثا عن شريك الحياة المستقبلي، وتقول ‏‏«مجتمعنا لا يزال رافضا لفكرة هذه التطبيقات، وكثير من الزيجات ‏التي تمت عبرها لم تصمد، ولم تستمر، وانتهى كثير منها بالطلاق، ‏وذلك لأنها مواقع دخيلة على مجتمعنا لم تحظ بعد بالقبول، خصوصا ‏أن المجتمع لا يزال معتادا على الزواج التقليدي، والبحث عن الزوجة ‏أو الزوج عن طريق الخاطبات اللواتي ما زلن عنصرا أساسيا في ‏الزواج التقليدي في المملكة».‏

مساءلة قانونية

يتخوف كثيرون من استغلال مواقع التعارف المخصصة بهدف ‏الزواج في غايات أخرى، ربما تسيء استخدامها، ولذا تحاول هذه ‏المواقع الاحتياط للأمر عبر وسائل عدة، حيث يذكر موقع «وفاق» ‏أنه خاص للبحث عن شريك الحياة بهدف الزواج فقط، وأي استخدام ‏لغير هدف الزواج يعرض المستخدم للملاحقة القانونية، وللإدارة ‏حذف الحساب في حال الكشف عن أي تلاعب أو إساءة.‏

أما موقع «مودة» فهو موقع زواج خاص للمسلمين قائم على مبدأين ‏أولهما الزواج الشرعي فقط، والثاني أن أغلب ميزاته مجانية.‏

وتسعى هذه المواقع إلى الحفاظ على خصوصية مستخدميها، وسهولة ‏استخدامها بما يناسب متطلبات المستخدمين بالإضافة إلى كثرة وتنوع ‏الخيارات، لكنها مع ذلك تعاني من مطب صعوبة التأكد من مصداقية ‏المستخدمين. ‏

مودة

‏9128 متابعا على حسابه في تويتر

زواجكم

‏423 متابعا على حسابه في تويتر

الخطابة

‏8581 ‏متابعا على حسابه في تويتر

- وفاق

- وسيط زواج

- صدفة

- دردشاتي

- غرامي