قَـدَرَ اللهُ وما شاءَ فعل، إنّا لله وإنّا إليه راجعون، اللهم أجرنا في مصيبتنا، واخلفنا خيراً منها، أحسن الله عزاء أهلنا وإخواننا المصابين، واجبر مصابهم، واغفر للمفقودين، والحمدلله على قضائه وقدره. طُبعتْ على كدرٍ وأنتَ تريدُها صفــواً من الأقـذاء والأكـدارِ نعم .. يتمنّى الإنسانُ في هذه الدنيا السلامة الدائمة، ويطلب أسبابها المتاحة، ويريدها صافيةً من النكد، وفقد الأحبّة، وفراق الوالد والولد والأهل والصديق، وهذا من المحال، فالجميع إلى نهاية حتميّة (ويبقى وجه ربّك ذو الجلال والإكرام). ولكن ممّا يخفّفُ مصابنا الجلل؛ أنّهم من المرجوّ لهم الشهادة عند الله، كما ثبت في الحديث المتفق عليه، قالَ رَسُولُ اللَّه ﷺ: (الشُّهَدَاءُ خَمسَةٌ: المَطعُونُ، وَالمبْطُونُ، والغَرِيقُ، وَصَاحبُ الهَدْم وَالشَّهيدُ في سبيل اللَّه) والشهداءُ عند الله أحياءٌ يرزقون، ويوم القيامة يشفعون في أهليهم وأقربائهم. وكذلك لا ننسى الأيادي البيضاء، الأيادي الرحيمة، الأيادي اللطيفة والحانية التي تمتدّ دائماً وأبداً من قادتنا وولاة أمرنا إلى وطنهم ومواطنيهم جميعاً وعلى كلّ مصاب ومحتاج على وجه الخصوص، وهي أيادٍ نذكرها ونشكرها، ونعترفُ بفضلها -بعد الله- وقد تمثّلت في مواساتهم ومتابعتهم ثمّ عطاءاتهم الماديّة الجليلة لأسر المفقودين من وليّ العهد الأمير محمد بن سلمان بن عبدالعزيز، صاحبها عطاءات ومواقف معنوية وإنسانية كبيرة، كان لها الأثر العظيم في المواساة وتخفيف المصاب الجلل، من قبل الأمير تركي بن طلال بن عبدالعزيز، الذي يجسّدُ بمواقفه الإنسانية والأخلاقية العلاقة المتينة بين المواطن ووليّ الأمر، لقد قال بلسان حاله ومقاله: أنا هنا بجانبكم أشعر بما تشعرون أتألم لألمكم المصاب جلل ولكن لن أتخلى عنكم لتتجاوزوا الصدمة والحزن. ‏إنّ موقف الأمير الإنسان ⁧‫تركي بن طلال‬⁩ جسداً وروحاً وحديثاً وشعوراً بجوار الأسرة "المكلومة" التي جرفتها السيول ⁧‫ليلة العيد، موقف الأب الحاني الذي يتألم لألم أبنائه، ويجزع لجزعهم، ويمسح عن أعينهم الدمعة، ويتفقّدُ أحوالهم. فالحمدلله أنْ منّ علينا بقيادة مثّلت بتعاملها مكارم الأخلاق، وسموّ الفضائل والرحمة والعطف والعطاء. والوفاء والجزاء والدعاء دائم لهم من قبل ومن بعد أن يحفظهم للوطن والمواطن ذخراً ومجداً وعزّاً. والثناء والتقدير موصول لرجال قبيلة بللحمر الميامين بموقفهم البطوليّ الشجاع، وفضلهم الكريم، وعطائهم الجزيل، في هذا المصاب الجلل، الذي آلمنا جميعاً، ولكن لا نقولُ إلاّ ما يرضي ربّنا. رحم الله المفقودين، وجبر مصابنا جميعاً على فراقهم، والحمدلله على قضائه وقدره.