قال مشاركون في ندوة بالمعرض الرمضاني للكتاب بالقاهرة مساء أول من أمس إن السينما المصرية تحولت في عهد النظام السابق إلى "سبوبة" تدور في فلك النظام وخدمته وتحقيق مصالح أركانه.

وشدد المثقفون والسينمائيون المشاركون في الندوة حول أزمة السينما المصرية على أن أغلب الإعلام السابق كان متواطئا مع النظام وضد الثورة، وهناك من كان يكتب ضد النظام باتفاق معه ليثبت أن هناك حرية، ومعظم البرامج التلفزيونية كانت تلعب للتمهيد للتوريث. شارك في الندوة السيناريست بشير الديك، وناصر عبد الرحمن، والمخرج أحمد ماهر، وأدارها الناقد طارق الشناوي الذي قال: في عام 1963 عقدت ندوة بمصر عن أزمة السينما ونحن الآن في 2011 ولكن تختلف الأزمات في وجود تقنية جديدة ولا نزال نسير في الاتجاه نفسه، يقينا أن القادم أفضل وله علاقة بالثورة وستفرض نمطاً إنتاجياً مختلفًا، لأن رغبات الجمهور اختلفت، وستنسب الأفلام لصناعها وليس لنجومها، فالمناخ العام يلعب دورا هاما في الفن. وعن الرقابة على الأعمال الفنية بعد الثورة قال: كانت هناك أعمال قبل الثورة يجيزها الرئيس السابق بنفسه مثل "الجردل والكنكة" و"جواز بقرار جمهوري" و"السفارة في العمارة وغيرها، ويجب أن تتغير فلسفة الرقابة من حفظ رأس النظام إلى حفظ النظام العام، وأن تتحول الرقابة إلى رقابة اجتماعية.

من جانبه قال الكاتب والسيناريست بشير الديك: إن أزمة السينما المصرية الآن مثل أزمة المجتمع المصري في أعقاب ثورة عظيمة لم تؤت ثمارها بعد، ولم يمر الوقت الكافي لتمثيلها ومعالجتها، والقادم بدون شك سيكون أفضل، وقبل الثورة حدث انهيار كبير للمجتمع المصري، فهذه لم تكن دولة وإنما عزبة يديرها مجموعة من الأفاقين، وانعكس هذا الانهيار على السينما وتحولت إلى "سبوبة" مثل كل شيء في مصر، ويجب أن يتخلص القادم من كل هذه الترهلات ويقوم العمل على فكرة الإتقان والإخلاص للعمل. والميدان سيطرح صحافته وفنه وأغانيه.

وقال المخرج أحمد ماهر: لقد ابتعدنا عن الشارع وما أعادنا إليه إلا ثورة 25 يناير، فموضوع الثورة هو ما يشغلنا الآن ولن يحسم في كلمتين وفي البرامج، ولكن يختلف في كل الأحياء باختلاف أفكارها، وصعب أن نطرح سؤالا يطرح ببلادة في بعض البرامج: أنت مع الثورة أم ضدها؟ أعتقد أن هذا اتهام وليس سؤالا، فأي شخص طبيعي يكون مع الثورة، لأنه لا يوجد من لم يعان في ظل النظام السابق، ماعدا عصابة الحكم أو المستفيدين من هذه العصابة. وهناك الكثير من الأسئلة الاستهلاكية التي تشغل الناس عن الثورة وما نتطلع إليه، والشعب صنع ثورته بالثقافة ويبحث عن الثقافة.

وقال الكاتب والمؤلف ناصر عبد الرحمن: الأيام القادمة أيام بناء وليست أيام انتظار، العالم كله الآن حاجة واحدة، وما يحدث في مصر يحدث في دول عربية وأوروبية، وكل الفنون في أزمة كبيرة جدا ويجب أن يسعى الفن للتغيير.