يحمل كثير من النقاد القنوات الفضائية والمنتجين والممثلين المسؤولة عن تحويل الأعمال الفنية من عمل يتعين استمراره على مدار العام إلى عمل مرتبط بموسم معين في السنة، فارضة بذلك سياسة الأمر الواقع على المشاهد، وينبه نقاد إلى أن ترسيخ هذا المفهوم لدى المشاهد من شأنه أن يلقي بظلاله على القنوات الفضائية ذاتها، لا سيما وأنه قد ترسخ انطباع سائد لدى المشاهد بأن الأعمال الفنية مقيدة بزمن معين، وهذا يعني ببساطة عزوف المشاهد عن القنوات الفضائية.

الإنتاج المستقل

أشار المخرج المسرحي الدكتور عمر الجاسر إلى أن الظاهرة بدأت تبرز منذ نحو 15 عاما، وذلك بعد أن تخلت الكثير من القنوات الفضائية عن إنتاج أعمالها بنفسها، وأصبحت شركات الإنتاج تدير ذلك، مشيرا إلى مشكلة أخرى، وهي أن لكل قناة فضائية شريكا إعلانيا والذي يقوم بدفع مبلغ للقناة مقابل الإعلان في الأعمال الفنية سنويا، وهو ما يحقق ربحا ودخلا لتلك القنوات، ومن هنا ظهرت المشكلة، إذ إن أغلب شركات الإعلان بدأت تتحكم في توقيت عرض الأعمال، وربما هي من كانت وراء فكرة «الدراما الرمضانية»، باعتبار أن هذه الفترة يكثر فيها نسبة المشاهدين، وفي بعض الأحيان يتجاوز دورها مسألة اختيار توقيت العمل إلى حد إجازة الأعمال الفنية والموافقة على الشخصيات المشاركة في العمل، وفي بعض الأحيان يرفض العمل كليا، لافتا إلى أن القنوات الفضائية متى أرادت أن تقدم مضمونا جيدا على مدار العام، فإن عليها أن تبادر هي بإنتاج الأعمال الدرامية بشكل مستقل دون تأثير من أحد.

دراما موسمية

أكد المنتج الفني طلال السدر أن معضلة الدراما الخليجية والمحلية تكمن في المنتج غير الخليجي، الذي دخل للسوق بثقافة وتصورات جديدة لم تكن تعهدها الدراما الخليجية من قبل، وفرض سياسات جديدة على الإنتاج والعرض، فحول الدراما من دراما مستمرة طوال العام إلى دراما موسمية ترتبط بشهر رمضان دون غيره، واستطاع أن يوهم المشاهد والقائمين بأن نسبة المشاهدين ترتفع صعودا خلال الدراما الموسمية، مشيرا إلى أن هذه النظرية غير صحيحة، فكثير من الأعمال الخليجية الخالدة في وجدان وعقل المشاهد الخليجي لم تكن تعرض خلال شهر رمضان.

أضاف، القنوات الفضائية متى أرادت أن تتحرر من الدراما الموسمية، فإن عليها أن ترسم سياسة خليجية، وتتوسع في خارطتها الدرامية لتكون على مدار العام.

القنوات الحكومية

أوضح الفنان والمنتج عبدالرحمن الخطيب أنه يجب النظر إلى الأمر بمنطقية وتجرد، القنوات التجارية يحكمها في النهاية الربح والخسارة، وبالتالي فهي تكرس اهتمامها على الدراما الرمضانية لسببين رئيسيين هما: ارتفاع نسبة المشاهدين، وحجم الإعلان المتزايد في هذا الموسم، ولا تلفت لأي معايير أخرى، وتبقى هنا المسؤولية على القنوات الحكومية التي يجب أن تكون لديها رؤية واضحة فيما يتعلق بالإنتاج على مدار العام، وأن تفتح الباب لكل المنتجين دون الإبقاء على منتجين معنين، ويكون الفيصل في ذلك قوة تلك الأعمال، وهذا يتطلب أن يفتح باب النقاش بين التلفزيون والمنتجين لطرح الأفكار والتطلعات، بالتالي الخروج برؤية موحدة مع وجود سياسة واضحة لا تتغير بتغير الأشخاص، تضمن إعادة الوهج للقنوات الحكومية كما كانت في التسعينيات.

أسباب غياب الدراما الموسمية

- تحكم شركات الإعلان في توقيت عرض الأعمال

- اهتمام القنوات التجارية بارتفاع نسبة المشاهدين وحجم الإعلان

- دخول ثقافات وتصورات جديدة لم تكن تعهدها الدراما الخليجية

- اقتصار الأعمال الدرامية على عدد معين من المنتجين

- إيهام القنوات أن نسبة المشاهدين ترتفع صعودا خلال الدراما الموسمية