يشكل النشاط المعرفي المتنوع لدى مكتبة الملك عبدالعزيز العامة، ركنا جوهريا من أركان التنوير وإيصال مختلف المعارف الأصيلة والجديدة للقارئ العام، وتسهم بجلاء في خطط التنمية الثقافية الطموحة التي تتجلى أركانها الجديدة وفق ما تنطوي عليه رؤية 2030 من قيم وبرامج وأهداف، تصبو لأن تعانق الثقافة السعودية والعربية والإسلامية ثقافات العالم، وتبني الإنسان من أجل مواجهة تحديات المستقبل. وبالرغم من الآثار السلبية التي أحدثتها جائحة كورونا وتوقف الأنشطة المنبرية نظرا للإجراءات الاحترازية التي اتخذتها المملكة لمعالجة هذه الجائحة، إلا أن مكتبة الملك عبدالعزيز قامت بجهد وافر من أجل استمرارية النشاط المعرفي المكثف، والتفاعل مع القراء واستدامة بث النشاط المعرفي عبر الشبكة الإلكترونية، واستثمار الفضاء التقني في إيصال الرسالة الثقافية المميزة. وعقدت المكتبة عددا من الندوات الإلكترونية خلال الأسابيع الماضية، من أجل التواصل مع الجمهور عبر الفضاء التقني، حيث استهلت ذلك بندوة بعنوان «تجارب في إيجابيات العزلة» عقدت في 28 شعبان الماضي، شارك فيها كل من الدكتور خالد الحليبي، الدكتور صالح الأنصاري، والدكتور إبراهيم التركي، ونادية السيف، وأدارها الدكتور فهد العليان، سلط فيها المشاركون فيها الضوء على بعض الممارسات الإيجابية والمفيدة التي تنعكس إيجابا على الأفراد والأسَر في ظل جائحة كورونا وخلال أوقات الحجر المنزلي، وتفعيل الحوار بين أفراد الأسرة، وإكمال مشاريع قد تتعلق بالقراءة أو العمل البحثي.

كما عقدت المكتبة ندوة بعنوان «عوالم.. ما بعد كورونا.. اجتماعيا، ثقافيا، صحيا، معرفيا» في العاشر من رمضان، تناولت الندوة الأنماط المجتمعية والتوجهات الثقافية والسلوكيات الصحية والتعليم عن بعد وإدخال التقنية في الحياة العامة، تحدث فيها كل من الدكتور زياد الدريس، والدكتورة منى آل مشيط، والدكتور عبدالله الموسى، والدكتور عبدالسلام الوايل، وأدارها الدكتور فهد العليان. فيما عقدت المكتبة في السادس عشر من شهر رمضان ندوة إلكترونية بعنوان «العلاقات الثقافية العربية الصينية»، شارك فيها كل من السفير الصيني بالمملكة تشن وي تشينغ، ونائب المشرف العام على مكتبة الملك عبدالعزيز العامة الدكتور عبدالكريم الزيد، وأدارها مدير مركز الفهرس العربي الموحد الدكتور صالح المسند.

ودارت محاور الندوة حول آفاق العلاقات العربية الصينية وآثارها على الحوار والتلاقي والتناغم بين الشعوب العربية والشعب الصيني، ودور الجوائز في التقارب الثقافي والمعرفي العربي الصيني والعالمي. وأوضح السفير الصيني تشينغ خلال الندوة أن العلاقات وثيقة بين الأمتين العربية والصينية، وهناك جينات مشتركة بين الثقافتين، معبراً عن ذلك بالقول «نحن نمد يد العون في السراء والضراء من حيث القلوب، وعلينا أن نتقارب وأن نتناغم من حيث الأفكار، وأن نظل نناقش سبل التعاون بين الثقافتين العربية والصينية، ونعمل على تعزيز التعاون خصوصا الثقافية والحضارية والشبابية».