نجح فريق علمي طبي من جامعة الملك عبدالعزيز رسميا في تسجيل براءة اختراع في مركز براءات الاختراع في الولايات المتحدة الأمريكية، لمركب طبي جديد يُحسن من عمل عضلة القلب، وذلك بعد أن نجح اختباره على حيوانات التجارب، وتقرر أن المركب يصلح للاستعمال البشري.

وأوضح استشاري طب قلب الأطفال في كلية الطب بجامعة الملك عبدالعزيز، عضو الفريق الطبي، البروفيسور أحمد بن سعيد أزهر، أن براءة الاختراع تتعلق بتركيبة مُستحلب نانو، تشتمل على مادة «كيرسيتين» التي تُعزز بشكل كبير النشاط ضد ضعف القلب والأوعية الدموية المرتبط بمتلازمة التمثيل الغذائي.

وأوضح الدكتور أزهر أن الفريق عمل على مدى 3 سنوات للوصول إلى النتيجة التي تُوّجت ببراءة اختراع سُجلت للجامعة، ما يؤكد المكانة العلمية والكفاءة المهنية للمتخصصين السعوديين وجامعة الملك عبدالعزيز خاصة، الذين يسهمون بخبراتهم وأبحاثهم في التخفيف أو علاج عدد من الأمراض المزمنة بطرق و"بروتوكولات" طبية متجددة وبممارسات حديثة.



قصة النجاح

يقول الدكتور أزهر «بدأنا العمل على الفكرة منذ 3 سنوات، وعملنا بداية على حيوانات التجارب باعتبارها إحدى مراحل البحث العلمي التي تبدأ بالبحث في المختبرات والأوراق العلمية، ومن ثم ينتقل البحث عن طريق اختبار المركبات والمستحضرات على حيوانات التجارب، ومن ثم المرحلة الأخيرة مرحلة الاختبار على الإنسان».

وتابع «كانت الفكرة هي كيفية عمل مركب يؤدي إلى تحسين عمل عضلة القلب وانقباضه، وقبل أن نبدأ التجارب على الحيوانات تمت زيادة وزنها وتعريضها لأمراض معينة مثل أمراض التمثيل الغذائي، كي تضعف عضلة القلب لديها، ويزداد ارتفاع ضغط الدم في الشرايين، ثم أخذنا هذه المجموعة من الحيوانات، وطبقنا عليها المركب، ووجدنا بفضل الله عز وجل أن المركب وهو عبارة عن مستحضر طبي يحتوي على مجموعة مواد منها مادة الكريستين وبعض الفيتامينات ومنها بذور اليقطين وكذلك القلايكول، وصلنا به إلى مركب «ناينوي» أي مركب متناهي الصغر، يستطيع التأثير على الخلايا القلبية، وبعد اختبارات متعددة ثبت أنه يحسّن انقباضات عضلة القلب الضعيفة، ويحسّن تدفق الدم بصورة أفضل في الدورة الدموية، ويؤدي إلى انخفاض في ضغط الدم».

وأكمل «المركب بتكوينه الذي توصلنا إليه لم يسجله أحد قبلنا، ولهذا تواصلنا مع براءة الاختراع في الولايات المتحدة الأمريكية، والحمد لله احتجنا سنة كاملة حتى تم تسجيله والموافقة عليه وتسجيله كبراءة».

وأوضح «أمراض القلب، أمراض واسعة جداً، منها أمراض تؤدي إلى ضعف عضلة القلب، والمركب الذي توصلنا إليه يؤدي إلى زيادة نشاط عضلة القلب ويؤثر على الأوعية الدموية بحيث تؤدي وظائفها بكفاءة عالية، لكنه ليس بديلا للعمليات الجراحية أو عمليات القسطرة في حال انسداد الشرايين وخلافه، فهو يقوم مقام منشطات عضلة القلب في أمراض معينة ومحددة تصيب القلب».

صعوبات ومعوقات

يعدد الدكتور أزهر الصعوبات التي واجهت فريق العمل، ويقول «الصعوبة الأهم كانت في كيفية خلط المركبات للوصول بها إلى صيغة نانوية، وهي صيغة متناهية الصغر بحيث تؤدي عملها على الخلايا، وكذلك العمل مع الحيوانات، فرغم أنه عمل جميل إلا أنه عمل مضن وشاق، فلا تستطيع الوصول بكل حيوانات التجارب إلى درجة ثبات معينة لكي يمكن تجربة الدواء عليها».

ويضيف «واجهتنا مشاكل ومعوقات إدارية وقانونية في تسجيل براءة الاختراع في الولايات المتحدة الأمريكية، وهنا لا يفوتني شكر إدارة جامعة الملك عبدالعزيز التي تولت كافة الأمور القانونية والإدارية لتأكيد وتثيبت براءة الاختراع في مركز براءة الاختراع في الولايات المتحدة الأمريكية، وأخص مدير الجامعة البروفيسور عبدالرحمن اليوبي، وعميد كلية الطب البروفيسور محمود الأحول، وعميد كلية الصيدلة الدكتور هاني عصفور، فجميعهم ساعدوا وقدموا الرعاية الكاملة والعناية لنصل بهذا المركب إلى براءة الاختراع».

مراحل البحث العلمي

يكشف الدكتور أزهر أن الفريق الطبي بلغ المرحلة الثانية من مراحل البحث العلمي، ويقول «يمر البحث العلمي بعدة مراحل، ونحن الآن في المرحلة الثانية، وسنبدأ الثالثة قريباً، وهي تتطلب جهداً أكبر يتمثل بالتنسيق مع شركات الأدوية ومن ثم الحصول على موافقات تجيز الدواء للاستخدام على الإنسان، ثم بعد ذلك موافقات الناس على تجربة الدواء عليهم.. كل هذه المراحل تحتاج إلى بروتوكول خاص سنشرع فيه قريباً بالتنسيق مع الجامعة والكليات والمرضى وشركات الأدوية حتى نحصل على مستحضر يليق بالاستخدام البشري».

دعم حكومي

ينوه الدكتور أزهر إلى الدعم الكامل الذي وجده الفريق ابتداء من مدينة الملك عبدالعزيز للعلوم والتقنية، وجامعة الملك عبدالعزيز، وقبل ذلك وبعده الدعم الكبير من ولاة الأمر بهذا البلد لدفع عجلة التنمية، وقال «كل هذه المعطيات تحفز الشباب والأكاديميين للمسارعة في المساهمة بنهضة بلدانهم عن طريق المبتكرات الطبية الجديدة».

وأضاف «لا نهدف فقط إلى تقديم عمل أكاديمي تقليدي، بل نسعى إلى تحقيق شيء ذي مكانة علمية عالية ترفع من مكانة بلادنا وجامعاتنا ودراساتنا».

الفريق العلمي الحاصل على براءة الاختراع

- البروفيسور أسامة عبدالحكيم أحمد

- الدكتور أسامة أحمد فهمي

- البروفيسور أحمد سعيد أزهر

- الدكتورة نورا أحمد حسن

- البروفيسور محمود الماس

- البروفيسور هاني محمد الباسوسي