بينما عززت المملكة مسعاها الجاد نحو التحول السياحي، وتشكيل وجهة سياحية متكاملة العناصر بموافقة مجلسي الوزراء والشورى مؤخرا على مشروع نظام صندوق سياحي ينتظر أن يسهم في توفير التمويل الحكومي للمستثمرين، ويساعد في استكمال المشروعات التنموية في هذا القطاع، توقع خبراء ومختصون في القطاع السياحي أن تسارع التطوير في القطاع السياحي من شأنه أن يزيد فرص المملكة في الخارطة السياحية الجديدة عقب انتهاء أزمة كورونا.

توفير التمويل

تتجه السعودية للنهوض بمناطق سياحية جديدة لتعزيز الوجهة السياحية باعتبارها قطاعا حيويا وإحدى قنوات تنويع الاقتصاد الوطني المنتظرة، وسيسهم مشروع نظام صندوق التنمية السياحي بالمملكة في توفير التمويل الحكومي للمستثمرين، كما سيساعد في استكمال القطاعات السياحية المهمة التي ستحقق لهم العوائد المجزية، إضافة إلى تحقيق أهداف التنمية السياحية والاقتصادية والخدمية.

الخارطة السياحية الجديدة

يصارع العالم فيروس «كورونا» وقد حدثت تغييرات في الخريطة السياحية حول العالم لاسيما بعد ظهور هذه الجائحة في آسيا واتخاذ إجراءات احترازية مشددة ضد تفشي المرض خاصة بعد انتشاره في أهم وجهات السياحة بالعالم سواء في آسيا أو أوروبا أو أمريكا، وأكد خبراء ومختصون في القطاع السياحي أن تسارع التطوير في القطاع السياحي من شأنه أن يزيد فرص المملكة في الخارطة السياحية الجديدة لا سيما بعد البدء بالمشاريع العملاقة التي سوف يكون لها تأثير كبير على الساحة العالمية وتطوير المواقع الطبيعية بالتعاون مع أهم وأكبر الشركات العالمية في قطاع الضيافة والفنادق، لتطوير القطاع السياحي وتكثيف استكشاف طبيعة المملكة من كافة النواحي وتوليد فرص عمل جديدة لأبناء المملكة.

المدن الكبيرة

قال الرئيس التنفيذي لمجموعة الحكير ماجد الحكير لـ»الوطن» إن خارطة السياحة العالمية سوف تختلف تماما مثل أي نشاطات واقتصادات ثانية، والتأثير نراه على جميع قطاعات السياحة من النقل إلى الفنادق والمطاعم وكل ما هو يخص قطاع السياحة أيضا الآن تأثرت كثير من الشركات العالمية التي كانت تعتمد على الحركة خاصة في المدن الكبيرة المشهورة بالسياحة العالمية مثل باريس ولندن التي تعاني من إغلاق أغلب النشاطات التي تهم السياح مثل الفنادق.

السياحة الداخلية

أضاف الحكير أن التوجه الحالي للقطاع السياحي هو الالتفات إلى تفعيل السياحة الداخلية بين الدول المتجاورة مثل دول أوروبا وما عدا ذلك سوف تكون نسب محدودة من سياح الخارج، أيضا التحذيرات مستمرة للإجراءات الاحترازية والحظر كلها عوامل ستؤثر على المدى القريب والبعيد، مبينا أن وزارة السياحة ممثلة في هيئة السياحة مهتمة في الجانب التسويقي وتعمل على العديد من المبادرات للوجهات السياحية الداخلية، وأعلنت عن برنامج «طموح» لهذا الغرض حيث ستكون هناك وجهات سياحية إلى ينبع وأملج وجدة، وفيما بعد ستتاح مكة المكرمة لأداء العمرة والطائف والجنوب السوده وما حولها، وسيكون هناك اعتماد كبير على السياحة الداخلية خلال الفترة المقبلة والعوامل والمحفزات إن كان هناك توجه للتواجد في خريطة السياحة المستقبلية هي اعتماد الإعفاءات والتحفيز ودعم الوجهات بأنشطة وفعاليات جاذبة مثل مواسم المملكة وإيجاد برامج هادفة للسياحة الداخلية.

مشاريع عملاقة

قال الرئيس التنفيذي لاتحاد خبراء السياحة العرب خالد الرشيد لـ»الوطن» إن المملكة وجهة سياحية مهمة بوجود العديد من المقومات السياحية المختلفة والمتنوعة وبوجود الحرمين الشريفين، يعزز ذلك بنية سياحية تحتية متطورة، ويدعم كل ذلك الإنفاق العالي من الدولة من خلال المشاريع العملاقة في القطاع السياحي لبناء وجهة سياحية عالمية تمتلك جميع مقومات التنافسية والترويج لها من خلال الحملات التسويقية ومن خلال الفعاليات العالمية التي تحتضنها المملكة والمهرجانات والمعارض الدولية والحراك السياحي الكبير.

خسائر كبيرة

بين الرشيد أنه من المتوقع أن تشهد خارطة السياحة العالمية انخفاضاً كبيراً، وأن يشهد القطاع السياحي خسائر كبيرة وإفلاس وإغلاق العديد من المنشآت السياحية، مؤكدا أن الوجهات الجديدة فرصتها ضئيلة فالوجهات المعروفة والشهيرة التي كسبت ثقة السائح لن تتنازل عنه بسهولة وسوف تقاتل من أجل الحفاظ عليه وعلى حصتها السوقية، لافتا بأن قطاع السياحة العالمي سوف يعاني من تداعيات أزمة كورونا حتى 2023 وقد يصل إلى 2025 فالخسائر التي مني بها القطاع فادحة أفلست على أثرها شركات كبرى، لذلك من المتوقع أن تطول فترة التعافي لأسباب عدة يأتي في مقدمتها الأزمة الاقتصادية التي خلفتها أزمة كورونا بتداعياتها.

تداعيات كورونا

وفقا للأرقام، هناك انخفاض متوقع في إيرادات شركات الطيران لعام 2020، يصل إلى 314 مليار دولار. وعن تأثيرات وباء كورونا على قطاع السياحة ذكرت وكالة بلومبرج، أن هذا القطاع يعمل به 300 مليون شخص، خاصة في الدول النامية، ويمكن أن تمثل فرص العمل هذه مخرجا من الفقر وفرصا للحفاظ على التراث الثقافي. وقد أصبح ثلث فرص العمل المرتبطة بالسياحة في خطر في الوقت الحالي، فشركات الطيران في أنحاء العالم تقول إنها في حاجة إلى حوالي 200 مليار دولار لإنقاذها، كما أن انخفاض نفقات السفر على المستويين العادي والفاخر يعرض قطاع السياحة، الذي تقدر حصيلة نشاطه بمبلغ 1.7 تريليون دولار، للخطر.

قواعد جديدة

يتوقع صناع السياحة في العالم أن قطاع السياحة العالمية سيكون ضمن آخر القطاعات التي سوف تتعافى، وأن شركات الطيران، والمطارات، وشركات البواخر السياحية، والفنادق ستحتاج لوضع قواعد جديدة بشأن التباعد الاجتماعي، والتنظيف، وخدمة تقديم الطعام، وضرورة الالتزام بهذه القواعد. فالشفافية، التي لم يكن هناك اهتمام كبير بها في قطاع السياحة، وثائق التأمين على السفر غير الفعالة، على سبيل المثال. وستضطر شركات السياحة إلى تغيير أسعارها لتتوافق مع انخفاض عدد المسافرين على متن رحلاتها، مما سيجعل تكلفة قضاء أي إجازة صيفية باهظة للغاية.

مشاريع تدعم فرص المملكة سياحيا

مدينة نيوم العالمية

مشروع القدية الترفيهي

مشروع البحر الأحمر العالمي

مشروع «أمالا» السياحي

تطوير المحميات الطبيعية

حماية الآثار القديمة وفتحها للزوار

استغلال الجزر السعودية