نعيش أيامنا وليالينا بترقب وقلق، ومتابعة لنشرات مصابي ووفيات كورونا، نعيشها ونحن نشهد عودة الحياة لمناحيها المختلفة، ولكن بحذر وحرص شديدين. غالبية مجتمعنا يدركون تماما هذا الخطر الوبائي الذي داهم البيوت والأسر، فلا تجد بيتا إلا وكورونا شيء من حديثه اليومي، إن لم يكن اليوم كله، ولكن ما شاهدناه في بعض المقاطع من عدم التزام بعض المواطنين والمقيمين بإجراءات السلامة والاحترازات الوقائية شيء مثير للقلق والغرابة. الدولة ومع كل جهودها للوقوف في وجه هذا الوباء تفترض أن الجميع لديه ما يكفي من الوعي والحرص لتفادي الإصابة، وعدم نشر الوباء لأفراد المجتمع.

الحذر والاحتياط الاحترازي لا بد أن ينبع من ذوات الأشخاص أنفسهم، وليس ما يفرض عليهم، فعدم استشعار مدى خطورة هذا الوباء والتهاون في الاحتياطات الاحترازية كارثة بحد ذاته، ولكن الكارثة الأكبر هو نشر ثقافة هذا التهاون بين المجتمع بحجة أن هذا الفيروس غير خطير وأنه أمر «عادي».

لهذا وأمثاله نقول: إن لم تكن صحتك تعنيك فلا أقل من أن تهتم لصحة من خلفك ومن تخالط من كبار سن وأسرة وأطفال، وكذلك زملاء عمل وأصدقاء. نعم هذه مرحلة الحذر، فمتى كان هناك شعور بالمسؤولية تجاه الوطن وكذلك تجاه الأسرة والذات، سيكون هناك انخفاض وسيطرة في معدل انتشار الفيروس، وسنجعل المهمة أسهل لدى الجهات الصحية التي لم تأل جهدا في خدمة الوطن والمواطن، ابتداء من المسح النشط حتى مرحلة الشفاء التام، بإذن الله.

الحذر واستشعار المسؤولية هو إجراء قوي وذو تأثير كبير في هذه الجائحة، وأيضا تنم عن وعي مجتمعي ورقي إنساني.