ما زالت بعض المجتمعات تنظر نظرة قاصرة إلى ذوي الاحتياجات الخاصة، وتصفهم بالنقص والحاجة للمساعدة بشكل دائم، متناسين ومتجاهلين أن هناك أشخاصا برزوا في المجتمع أو العالم كانوا عاجزين عن الحركة بشكل كامل، ورغم تطور المجتمعات وتحضرها وزيادة الوعي فإنه حتى في وقتنا الحالي نجد كثيرا من الناس يعتقدون أن وجود الإعاقة في شخصٍ ما تنفي عنه صفة الإبداع وامتلاك الموهبة، معتبرين أن الشخص ما دام أنه معاق فهذا يعني أنه لا مجال له للإبداع والتميز والتفرد.

التقبل والتطوير

ذكرت الإخصائية النفسية وفاء باسليمان أن الطريقة الصحيحة للتعامل مع شخص لديه إعاقة حتى لا نشعره بأنه مختلف عن غيره هو تقبله والعمل على تطوير مهاراته لمساعدته على التكيف مع المجتمع والاستقلالية واستغلال مواطن القوة والعمل على إظهارها لتصبح نقاط قوة تميزه عن غيره. ونصيحتي للأهالي ‏تقبلوا أبناءكم، وابحثوا عن نقاط القوة لديهم وعززوها، وابحثوا عن نقاط الضعف واعملوا على تطويرها وأعطوهم حقوقهم ولا تتجاهلوهم، وما تزرعونه ستحصدونه.

حيث ذكرت لطيفة خالد، أنها لا تخجل من إصابة ابنتها بإعاقة بل تفتخر بها، وتسعى دائمًا لاكتشاف ما لديها من مواهب ومميزات تفردها عن غيرها وتقوم بدعمها حتى لا تشعر بالنقص عن أقرانها فقط لأنها من ذوي الاحتياجات الخاصة، فيجب علينا كوالدين لشخص مصاب بإعاقة أن نساعده كي ينطلق ولا يخجل من إعاقته.

التدخل المبكر

قالت الإخصائية النفسية رندا النعماني، إن وجود طفل من ذوي الاحتياجات لهو أمر مرهق جسديًا ونفسيًا، لكن يجب على كل شخص مسؤول عن شخص من ذوي الاحتياجات الخاصة التدخل المبكر خاصة وإن كان طفلًا حتى يكون أجدر بالتطور بشكل أكبر، نعم هناك صعوبة في بداية الأمر، لكن لن تضيع الجهود سدى، لا بد من البحث عن المراكز الخاصة من تعديل سلوك، علاج طبيعي، علاج وظيفي، علاج نفسي، ومع الفحوصات الطبية بشكل منتظم وستتم ملاحظة التطور.

أما لو كان الشخص من ذوي الاحتياجات الخاصة وهو بالغ، فلنساعده على تجاوز الأزمة النفسية، ومن ثم محاولة مساعدته على التأقلم والمتابعة مع إخصائي نفسي؛ لأنهم غالبًا يصبحون ذوي عاطفة جياشة فيتحسسون من أي تصرف أو إيماءات أو نظرات أو كلمات غير مقصودة.

لذا لا بد من معاملته بانتباه شديد حتى لا تؤذيه نظراتنا له بالشفقة أو محاولة تقديم المساعدة له بشكل مبالغ، أو التدخل في حياته وإصدار الأوامر له.

رد الفعل

أضافت النعماني أن تلقي خبر ولادة طفل من ذوي الاحتياجات الخاصة يحمل عددا من ردود الأفعال، منهم من يتقبل دون رد فعل، ومنهم من يعبر عن مشاعره بالغضب، ومنهم من يصاب بالحزن والهم، ورد الفعل غالبًا يكون بسبب المجتمع المحيط بالعائلة، وكيف ستكون المواساة من عدمها، لذلك يجب استشعار حكمة الله بهذا الأمر والتقبل والصبر.

15 % من سكان العالم لديهم نوع من الإعاقة، أي أن هناك ما يفوق مليار إنسان يعاني الإعاقة.

ذوو الاحتياجات الخاصة في كثير من الأحيان لا يحصلون على الرعاية الصحية اللازمة ولا على تعليم جيد في كثير من الدول النامية.

تشير الدراسات العالمية إلى أن ذوي الاحتياجات الخاصة أكثر عرضة للبطالة في كثير من دول العالم، وبالتالي عرضة للفقر.