انتشرت منذ فترة ليست بالقصيرة ظاهرة كتابة أرقام الهواتف الدعائية المجانية العشوائية على جدران مبانٍ سكنية تحت الإنشاء، ومبانٍ مهجورة، ومحلات على جنبات الطرق العامة من مقاولي «تجارة الظل» مسببةً تلوثًا بصرياً حاداً للمشهد الحضري على أطراف ومداخل المدن، وسط تساؤلات عن نظامية ممارساتهم، والمطالبة بفرض عقوبات رادعة للمتسببين في ذلك.

ظاهرة سلبية

رصدت «الوطن» في جولة ميدانية ظاهرة سلبية منتشرة في بعض محافظات منطقة جازان لمقاولي ما يسمى تجارة الظل «التستر التجاري» في قطاع المقاولات (مقاول بناء، مقاول أسفلت، مقاول هناجر )، حيث لوثت أرقامهم الدعائية المكتوبة جدران المنازل الجديدة والمباني التجارية وشوهت المشهد الحضري لمداخل ومخارج المدن، وقوضت جهود وزارة الشؤون البلدية والقروية في معالجة التشوه البصري لتطويرات البيئة العمرانية والمعمارية للمدن في مناطق الجذب السياحي في المملكة.

أمام الجميع

قال محمد الحازمي لـ «الوطن» إنه حاول أكثر من مرة إزالة تلك الأرقام التي لاحظها على جدار مبناه السكني في مدخل مدنية الضبيا، لكنه تفاجأ بكتابة أرقام جديدة مرة أخرى أثناء غيابه بسبب ظروف عمله خارج المنطقة، فيما تساءل المواطن عيسى كنديري من سكان صبيا عن سبب انتشار تلك الدعاية بشكل واسع، ولماذا لا تفرض عليهم البلديات عقوبات رادعة من خلال التقصي عن تلك الأرقام والتواصل معها ورصدها.

اقتصاد الظل

كشف صاحب مؤسسة مقاولات عامة سامي زيلعي لـ«الوطن» أن انتشار كتابة الأرقام لمقاولين مجهولي الهوية؛ وبدون تسجيل أسماء مؤسسات، يعتبر مؤشرا خطيرا ينبئ بوجود ممارسات قطاعات «اقتصاد الظل» أعمالها من خلال جميع أشكال وأنواع المقاولات، حيث تدار بأيدي عمالة أجنبية، مبيناً أن الدعاية والإعلان لها قنواتها الرسمية وضوابطها، منوهاً إلى أن المنشآت الصغيرة والمتناهية الصغر والموجودة في مناطق نائية تشكل بعضها مصدرًا للتستر التجاري أو ما يعرف بـ «تجارة الظل».

تحسين المشهد

أكدت بلدية صبيا أنها تسعى جاهدة إلى تحسين المشهد الحضري للمحافظة، حيث تم إزالة 2000م من الكتابات المشوهة للمنظر العام في أجزاء متفرقة من محافظة صبيا خلال 6 أشهر، كما عالجت خلال الشهرين الماضيين وضع 125حاوية، وأصلحت 15070م من الأرصفة المتهالكة، و 9100م2 من حفر الشوارع، إضافة إلى 59 عمود إنارة مع تقليم وزراعة 5960 شجرة، كما قامت بإصلاح 1,373,800م2 من الحدائق العامة، وعالجت 143 موقعا يستخدمه الباعة المتجولون، مع إزالة 6 سيارات تالفة.