لم يعد غريبا أن يغلق تويتر حساباً، وأن ينذر آخر، وأن يشير إلى أن هذا الحساب يتجاوز الأخلاقيات والمعايير، دون أن نعرف جميعا أي معايير وأخلاقيات هي المعتمدة.

ثمة سياسات متناقضة تتحكم في المحتوى، بعضها يوصم بأنه يخالف حرية الرأي والتعبير، وبعضها يقال إنه يرتكب مخالفة التجاوز عنصرياً أو سياسياً أو دعائياً.

يمكن أن نفهم قضية الصراع التي يفجرها تويتر في فرض رقابته أو ممارسته لسلطته المطلقة، بتفهم التصريحات الأخيرة التي أطلقها الرئيس الأمريكي دونالد ترمب حين قال عن تويتر: إنه «يضيق الخناق كليا على حرية التعبير، وإنه يتمتع بـ»سلطة لا حدود لها».

ومع كل هذه السلطة، ما يزال تويتر يعج بحسابات ذات محتوى متطرف، وبجيوش من حسابات مهمتها التصفية ونشر الفضائحية العلنية.

ثقافة الاستخدام

يؤكد الخبير الاجتماعي محمد الحمزة لـ»الوطن» أن ثقافة استخدام تويتر، أضحت متأصلة في العقلية العالمية، حتى أنه عندما نحتاج إلى معرفة الأفكار السائدة في العالم أو معرفة توجهات شخص محدد، فإننا نلجأ إلى وسائل التواصل الاجتماعي وبالذات إلى «تويتر».

يضيف «هنا يبرز السؤال المهم الذي تطرق له الدكتور عبدالله الغذامي في كتابه ثقافة تويتر: حرية التعبير أم مسؤولية التعبير؟ ثنائية ليست خيارا، وفي تويتر يصبح المرء هو المالك المطلق لحريته، ولكنه سيكتشف تلقائيا أن غيره يمتلك حرية مماثلة، وهنا تتصارع الحريات، ولن يستقيم أمر الخطاب التويتري إلا بتوافق ركني المعنى الفلسفي الأولي لمفهوم الحرية، أي حرية التعبير مرتبطة بمسؤولية التعبير».

ينقل الحمزة عن الغذامي قوله في كتابه «في تويتر أنت لا تغرد وحدك، لكنك ترسل تغريداتك، وغيرك يشترك معك بالضرورة فيما ترسله من خطاب، كما أنه يرسل ويغرد بقدرة مماثلة لما عندك، ولذا صارت حرية التعبير في تويتر هي الميزة والعيب معا، فحرية هذا تحتك بحرية ذاك مباشرة دون ضوابط مادية ولا زمنية، وهي فعالية تكشف عن تحول الخطاب من الورقة والصفحة، إلى الإصبع والشاشة، وهذا اقتضى سرعة التفاعل حتى لتكون ضربة الإصبع، أسرع من حركة الذهن، ويسبق القول التفكير، وينكشف المخبوء الذاتي دون رقيب، حتى ليعجز الرقيب الذاتي عن التحكم بسرعة الإرسال، وهذا تغير نوعي عميق في تفاعلية الثقافة، تبعه تكشف حالة الخطاب، كمن يستحم في بيت زجاجي».

النفوذ في السلطة

يوضح الحمزة «من الصعب تجاهل النفوذ الهائل لسلطة تويتر، فقد أصبح اليوم قوة حقيقية لإحداث تغيير مجتمعي، وتسليط الضوء على مواضيع لم تكن معروفة سابقا، وتعميق المناقشات وتمكين العالم أجمع من التوحد وتفعيل التغيير بطرق متعددة، وقد لجأت له عدد من الحكومات والمنظمات المدنية لتوجيه الرأي العام والعمل على توجيه التغيير الاجتماعي، وقد تطور هذا عبر استخدام تقنية الذكاء الاصطناعي وتحديد التحركات العالمية الأوسع نطاقا، والكلمات الدلالية المستخدمة على شبكة تويتر والمسماة (هاشتاق) تحولت إلى واحد من أهم مؤشرات الرأي العام وطرق قياسه».

يتابع «أثبت تويتر قدرته على جلب الانتباه إلى القضايا المهمة على غرار قضية العنف المنزلي، وهروب الفتيات، وحرية الرأي، ففي أمريكا مثلا على الرغم من أن الرئيس الأمريكي الأسبق بيل كلينتون كان قد وضع (قانون مكافحة العنف ضد المرأة) عام 1994، وتم إجراء تغييرات مهمة في هذا المجال، فإن حوادث جديدة أوضحت أن المشكلة ما زالت قائمة حتى على مستوى العالم، وهنا ظهر دور تويتر عام 2014، حيث قلب المعادلة وأعطى مثالا عن رفض سكان العالم البقاء مكتوفي الأيدي والسماح بإلقاء اللوم على الضحايا، وذلك بإظهار مدى تأثر كثيرين بهذه المسألة ومدى تصميمهم على استقطاب انتباه المسؤولين نحو ضرورة إحداث التغييرات اللازمة».

يضيف «كشفت تغريدات المستخدمين وقتها أرقاما مفزعة أدت إلى دق ناقوس الخطر والتحرك لإيجاد حلول للمشكلة، وأبرز ما كشفه المغردون هو أن عدد قتلى الجيش الأمريكي في أفغانستان وصل بين عامي 2001 و2012 إلى نحو 7 آلاف جندي، بينما وصل عدد ضحايا العنف المنزلي من السيدات في الفترة نفسها إلى نحو 12 ألف قتيلة».

وفي بريطانيا 2015 عندما أرادت هيئة الرياضة معرفة سبب عدم ممارسة النساء هناك للتمارين الرياضية بمعدل أكبر، توصلت للسبب عبر شركات التحليل، يقول الحمزة: «تحليل ملايين التغريدات أثبت أن السبب يتمثل بالخوف من حكم المجتمع عليهن، فقد كن يشعرن بالقلق من أن يوسمن بأنهن مفتقدات للأنوثة أو متصفات بصفات ذكورية، كما أن الأمهات كن يشعرن بذنب قضاء الوقت بعيدا عن أسرهن لممارسة الرياضة، وبناء عليه أطلقت هيئة الرياضة حملة عبر وسائل التواصل الاجتماعي والوسائل التقليدية لمساعدة النساء في إعادة تشكيل موقفهن من الرياضة والنشاط البدني، ومحاولة معالجة الفجوة بين الجنسين في الألعاب الرياضية».

منصة مسيسة

تطال منصة توتير الاتهامات بأنها مسيسة تستخدم تأثيرا غير مباشر على مستخدميها من خلال التدخل بالمحتوى المكتوب لديها، ويقول الحمزة: «لا أحد يستطيع إنكار ذلك، والأحداث الأخيرة في أمريكا تثبت ذلك، حيث يتضح الموقف السياسي من الرئيس ترمب ومحاولة الضغط غير المباشر وتوجيه الرأي العام عبر التحفظ على تغريداته من قبل إدارة تويتر».

وحول سياسات التناقضات في حجب المحتوى على تويتر، حيث يحذف محتوى بحجة إساءته، وتارة يقولون في ردهم على البلاغات، إن المحتوى يدخل ضمن حرية الرأي والتعبير، تقول قوانين تويتر، وبالنص «نهدف إلى احترام حق المستخدم في التعبير من خلال مئات الملايين من التغريدات التي تنشر يوميا حول العالم، مع الأخذ في الاعتبار القوانين المحلية المطبقة، وتسن كثير من البلدان، بما فيها أمريكا قوانين تطبق على التغريدات، وإذا تسلمنا طلبا صالحا ويقع ضمن النطاق الصحيح خلال جهدنا المتواصل لتوفير خدماتنا إلى الأفراد في أي مكان، فقد يكون من الضروري احتجاز الدخول إلى محتوى معين في بلد معين من وقت لآخر. وستقتصر عمليات الاحتجاز هذه على الدائرة القضائية المختصة التي أصدرت الطلب القانوني الصالح أو حيث وُجد أن المحتوى ينتهك القانون المحلي».

في هذا الإطار يقول الحمزة: «التساؤل المطروح من الذي سيحدد ذلك؟ وهل تويتر على دراية مفصلة بقوانين كل بلد في العالم؟ وهل لديه الكادر البشري أو حتى الآلي الذي يستطيع التمييز بين المحتوى السليم والمحتوى المنتهك للقانون؟

ما نعرفه أن لتويتر مكتبا إقليميا يختص بالشرق الأوسط في دبي، وهو الذي يراقب الوضع ويحدد الإجراءات التي قد تكون متضاربة، ومن الواضح أنه يخضع لشخصية الموظف الذي يقوم بفحص البلاغات، فقد تكرر مرارا لدى المستخدمين عند تقديمهم بلاغات ضد بعض الحسابات، أن يكون رد الشركة متباينا، الأمر الذي يفسر درجة التفاوت في مستويات مستقبلي البلاغات وفي كيفية التعامل معها».

تقول تويتر عبر موقعها الرسمي إنها «تهدف إلى ضمان سلامة وأمان تجربة الأفراد على تويتر، وستستمر في تعزيز تويتر وتحصينه ضد محاولات التلاعب، وتشمل الحسابات الآلية الخبيثة والرسائل المزعجة»، وحول مدى تحقق هذا الأمر، قال «هذا الأمر صعب جداً، حتى لو حاول تويتر ضمان السلامة، إلا أننا نجد سرعة التشكل من قبل مستغلي تويتر في تعديل برمجيات تتماشى مع التغيير، لذلك ما زلنا نلحظ التغريد الآلي سواء التجاري أو الأخلاقي أو السياسي وما زالت الهاشتاقات مليئة بالغث من التغريدات التي لا طائل منها سوى التشويش أو تمييع الموضوع المطروح، لذا يحتاج تويتر إلى جيش كبير من التقنيين الأكثر براعة في سد الثغرات البرمجية، وإيقاف التلاعب الحاصل في المحتوى الآلي الذي يفقد المواضيع المطروحة وضوحها».

أجندات وأهداف

أكد الأمين العام للجمعية الوطنية لحقوق الإنسان خالد الفاخري، أن تويتر من التقنيات الحديثة التي دخلت على المجتمعات، وتطورت آليات استخدام المغردين له، وهم على 3 أنواع: من يتلقى المعلومات ويطلع على مصادر الأخبار، ومن يدخل على تويتر بهدف التأثير المباشر من خلال نشر الإعلانات والتسويق لمنتجه أو متجره، أو لنشر وترويج ثقافة أو علم أو تخصص معين، أما النوع الثالث من المستخدمين، فهم مستخدمون لديهم أجندات وأهداف يستغلون فيها المستخدمين قليلي المعرفة والخبرة عن طريق المواضيع السياسية، أو تسليط الضوء على قرارات حكومية معينة ومنحها الصبغة السلبية للتأثير على الناس سواء بشكل مباشر أو غير مباشر».

أشار إلى أن تويتر يحتوي حسابات عدة لديهم متابعون كثر، تم توظيفهم بشكل سلبي والتأثير عليهم وهم لا يعلمون أنه تم توظيفهم أو لأي هدف، كما روجت عدد من تلك الحسابات لأمور غير نظامية من خلال خطط ممنهجة لاستقطاب العامة والتأثير على العقول، في حين يقع الضحية حسابات تتفاعل وتتأثر وتروج وتدعم.

قال «نلحظ في تويتر تأييدا لجماعات متطرفة وإرهابية من حسابات مختلفة على مستوى العالم، إضافة للتعاطف مع من يبث الأفكار المسمومة والعنصرية بهدف التأثير على الشباب إما لتجنيدهم أو للخروج وخلق اضطرابات أمنية، وأرى أن تويتر بات منصة متعددة الاستخدامات، سواء في محاولة التجنيد أو تسييس القضايا المجتمعية الداخلية لبعض الحسابات المندسة»، موضحا «من مساوئ استخدامات تويتر السلبية أنه بات يوظف للتحريض والخداع والتلاعب بالعقول دون حسيب، وإدارته تعتقد أن هذه الأمور تدخل ضمن حرية الرأي والتعبير ولا تلقي لها بالاً».

أضاف «محليا، قد يستخدم تويتر لتصفية الحسابات عبر حسابات وهمية ومستعارة، وعبر حملات تشويه سمعة لبعض الأطراف، ولكن النيابة العامة تراقب المحتوى الإلكتروني، وتكفل حق من يتعرض لمثل هذه الحملات من خلال نظام الجرائم المعلوماتية الذي يحمي الجميع من الإساءات، مع الإشارة إلى أن النظام الأساسي للحكم في المملكة كفل حرية الرأي والتعبير للإنسان».

تشريعات تويتر

توسم تشريعات تويتر بأنها ضعيفة حيال التصدي للمحتوى المخالف، ويوضح الفاخري «تويتر منصة غير حكومية، وبالتالي هناك تجاوزات لا تعد بالنسبة لها تجاوزات، حتى مع اعتبارها انتهاكات وفقاً للمجتمع المحلي، أو وفقاً لعرفه، لذلك لا تتفاعل مع بلاغات قد تتناول هذه الانتهاكات، وقد تعد محتواها ضمن حرية الرأي والتعبير».

أضاف «أطالب إدارة تويتر بوضع معايير عامة تسري على جميع المستخدمين في كافة أنحاء العالم لحماية المستخدمين من الإسقاطات والإساءات، مع تشديد الرقابة المستمرة على المحتوى والهاشتاقات التي تصل إلى الترند على مدار الساعة»، مشيراً إلى أن المنصة باتت ساحة للجدالات، مع استغلال الأفراد غير الواعين لتأييد الأفكار العنصرية أو المتطرفة.

وعن فكرة حجب بعض الدول للمنصة، قال «حجب تويتر في دولة ما عادة لا يلجأ إليه إلا إذا تضرر مواطنو تلك الدولة من نشر توجهات تخريبية أو تحريضية بأجندات واضحة تدعو للزعزعة الأمنية، وللدولة في هذه الحالة الحق في حجب المنصة للحفاظ على مجتمعها».

نطاق التدقيق

يشدد ابن جنيد على أنه كان من الأجدر على إدارة المنصة البعد عن الصراع السياسي، والتركيز على توسيع نطاق التدقيق في المحتوى غير الأخلاقي الذي ينشر من خلالها، وعلى خطابات العنصرية وممارسات التنمر التي تنتشر فيها بشكل كبير لضعف الرقابة، وقال «الأجدى أن تسعى إدارة تويتر لوضع سياسات تساهم في تعزيز روح السلام والأمن الاجتماعي والتبادل المعرفي والثقافي والرفع من مستوى الحوار، وذلك لا يأتي إلا من خلال التوسع في توظيف العاملين في المنصة وتوسيع نطاق الرقابة، وعدم الدخول في صراع الأجندات السياسة على مستوى كافة الدول والاكتفاء بالتعامل مع المنصة كساحة اجتماعية وثقافية». كما طالب كل من يدخل هذه الساحة باحترام الآداب العامة التي يتفق جزء كبير منها مع مختلف المجتمعات باختلاف ثقافاتهم، فآداب الحوار بين البشر واحترام الآخر وعدم التنمر عليه وعدم قبول المحتوى المبتذل ونشر الشائعات والأخبار الكاذبة والسب والقذف والالتزام بحرية التعبير طالما لا تسيء أو تتجاوز الآداب هي مبادئ واحدة في كل مكان، مبيناً أن هذا ما يجب أن تركز عليه إدارة تويتر في التعامل مع المحتوى الذي ينشر من خلالها، فالإنسان حر فيما يقول، وله حق التعبير طالما لم يتجاوز ويعتدي على الآخر، فأنا أقدم معلومة بأدب واحترام وأنت لك الحق بأن تعارضها أو تفندها بأدب واحترام هذا هو المبدأ العام لحرية الرأي والتعبير.

غياب المعايير الثابتة

يبين ابن جنيد أنه ليس هناك معايير ثابتة وموحدة لدى العاملين في تويتر والمسؤولين عن متابعة المحتوى والبلاغات الواردة عليه، وقال: «قد يعتمد هؤلاء على الاجتهاد الفردي في الحكم على المحتوى، الأمر الذي قد يسبب تناقضات في حجب محتوى والسماح لمحتوى آخر، وعلى إدارة المنصة العمل بشكل أكثر جدية لتطوير سياساتها ومعاييرها وجعلها أكثر منطقية بشكل لا يمس حرية الرأي والتعبير».

طالب بوضع حد للهاشتاقات التي باتت، أخيرا، مرتعا للحسابات الآلية المزعجة ورسائل الدعاية وغيرها، مبيناً أن الهاشتاقات وتحديدا التي تصل للترند لم تعد تعكس مضمونها بشكل صحيح، بل وصل الأمر إلى أن هناك من بات يتاجر فيها ويتلقى أموالها من المستخدمين ليرفع هاشتاقا معينا في أي موضوع تريده ليصل للترند عبر الحسابات الآلية الخبيثة، ولذلك فإدارة تويتر تقف أمام تحد كبير للسعي الجاد والعمل على ضبط سياساتها ومعاييرها لكي تكون تجربة الأفراد على هذه المنصة آمنة اجتماعياً بعيداً عن الإزعاج أو التزييف.

Twitter

موقع تواصل اجتماعي

يسمح للمستخدمين بتبادل الأفكار والروابط والصور والفيديو

يعرض الأخبار المختلفة من أي مكان في العالم

من انتهاكات قوانين تويتر

محتوى غير مرغوب فيه

محتوى مسيء أو ضار وإعلانات غير لائقة

إيذاء الذات وانتحال الشخصيّة

الاستخدام غير المصرح به للعلامة التجاريّة

الاستخدام غير المصرّح به لمواد محمية بموجب حقوق النشر

بيع السلع المزيّفة أو الترويج لها

انتهاك سياسة الخصوصيّة تجاه الأطفال

استغلال الأطفال جنسيا

الإباحية (استخدام صور أو أفلام فاضحة أو إباحية)

انتحال شخصيّة الأفراد أو انتحال العلامة التجارية

نشر معلومات سريّة على تويتر

السلوك المسيء والتهديدات العنيفة

الرسائل المزعجة وإساءة استخدام النظام

تبادل المعلومات والآراء

يرى باحث الدكتوراه في علم الاجتماع محمد بن جنيد أن «انضمام المستخدمين لمنصة تويتر له فوائد عدة، فالاتصال بالآخرين والتواصل معهم سمة من سمات الإنسان كونه كائنا اجتماعيا يرغب بتبادل المعلومات والآراء والأفكار مع الآخرين، وتكوين علاقات اجتماعية والتعرف على أشخاص متشابهين وتبادل الخبرات والتجارب معهم في شتى المناحي والمجالات، حيث وفرت المنصة للأشخاص هذه الميزة واختصرت لهم المسافات، ولهذا نجد في تويتر الإعلامي والمثقف والطبيب والمهندس والطالب وأصحاب الهوايات والحرف وغيرهم، فهي منصة جامعة للجميع».

أضاف «ومن هنا يتضح أن المنصة تعكس عددا من الثقافات لمجتمعات مختلفة من الشرق والغرب، وهذه ميزة للانفتاح على الثقافات والتعرف عليها دون عناء السفر والترحال، وقد أحدثت هذه المنصة نوعا من التغيير الاجتماعي على مستوى الفرد وعلى مستوى المجتمعات، ومكنت من استطلاع آراء المجتمع وتوجهاته في كثير من القضايا والجوانب، ولعل لجوء بعض الحكومات إلى حجب تويتر عن المستخدمين في بلد ما، دليل على أن هذه المنصة ذات تأثير ليس كبيرا، وأكاد أزعم أنها أسهمت بجزء من الانفتاح الذي شهده المجتمع السعودي خلال العقد الماضي، وتحديدا منذ 2009».

ومع كل الفوائد التي يؤمنها تويتر، إلا أن ابن جنيد لا ينكر أن المنصة مسيسة، فيقول: «تدخل تويتر مع تغريدات ترمب لم يكن موفقا، بدليل أنهم تراجعوا عن تصرفهم وقدموا اعتذارا للبيت الأبيض، وأكدوا ضمن الاعتذار أن تغريدات الرئيس لم تكن تحتوي على ما يخالف قوانين تويتر، وهذا يدل بشكل جلي وواضح أن المنصة مسيسة، وأنها تحاول أن تكون جزءا من الصراع السياسي القائم بين الحزبين الجمهوري والديمقراطي».

بيّن أن ترمب يتعمد في كثير من الأحيان إثارة الرأي العام، وهذه ليست المرة الأولى التي يهاجم بها وسيلة إعلامية بشكل صريح ومباشر، وهو يختلق مثل هذه الصراعات لاستقطاب الرأي العام وتصفية حسابات سياسية مع خصومه أو تمرير رسائل لهم بشكل غير مباشر.