تتضارب الآراء بين متخوف وحذر بسبب فيروس كورونا حول عودة الأطفال إلى مقاعد الدراسة أو الدراسة عن بعد. وفي هذا الصدد أوضحت المختصة في الطفولة المبكرة ومالكة إحدى المدارس حنان خنكار، أنها ترى ضرورة العودة لمقاعد الدراسة ضمن إجراءات احترازية مشددة ومكثفة، سواء على الكادر الوظيفي في المنشأة وأيضا على الطفل نفسه، وسيتم تعليم الطفل روتينا جديدا في كيفية ارتداء الكمامة وغسل اليدين ونحوه، مضيفة أنه ينبغي للطفل أن يعتاد على هذا الروتين كونه أضحى لازما في المجتمع والطفل جزء من هذا المجتمع.

إيصال المعلومات

أشارت الاستشارية في الإرشاد النفسي والأسري، الدكتورة هبة حريري، عن كيفية إيصال المعلومات الاحترازية للطفل دون إصابته بالخوف أو الهلع بأنه ينبغي الحرص على ملامح الوجه ونبرة الصوت عند إيصال مثل هذه المعلومات سواء من قبل الأهل أو التربويين، قائلة: «نستخدم نبرة الحذر وليس الخوف، فبعض الأطفال لديهم استعداد نفسي للقلق فعندما تتأخر عودة المدارس بسبب كورونا سيزيد لديه القلق، ومن الناحية النفسية والاجتماعية سيشعر بعض الأطفال بالحزن والفراغ، خاصة الأطفال الذين ليس لديهم اتصال بأطفال آخرين بعكس الأطفال في الأسر التي تقطن نفس المبنى».

التأخر في التعليم

أوضحت خنكار، حول أثر التأخر في التعليم بشكل عام، وكيف أن الطفل في هذا العمر يتعلم بشكل أو بآخر لكن السؤال هل هو يتعلم بطريقة صحيحة أم خاطئة، بالذات بالفئة العمرية من 3-9 سنوات. مؤكدة أن المنشآت التعليمية تكون مهيّئة أكثر من المنزل بالنسبة للتحصيل العلمي، ومن الصعب أن يقوم كل منزل بتجهيز البيت بشكل فصول بالذات في مرحلة الصفوف الأولية.

التعليم عن بعد

أكدت خنكار أن التعليم عن بعد فكرة ممتازة جدا لطلاب الجامعة والثانوي ونوعا ما المرحلة المتوسطة، أما بالنسبة لمرحلة الطفولة المبكرة فلا تراه خيارا يوفر التحصيل المرجو من العملية التعليمية وذلك لطبيعة هذا العمر، قائلة: «عند جلوس الطفل على الجهاز يصبح كمن يجلس والعالم هو الذي يتحرك أمامه، بعكس وجود الطفل مع المعلم في نفس المكان فحينها يتفاعل الطفل مع المعلم ويرى نظرة الرضى من معلمه وأقرانه ونحو ذلك».

وأضافت، إن الطفل في هذا العمر مهم جدا أن يشعر أن هناك من يصغي له ولرأيه، حتى وإن اكتسب بعض المعلومات والخبرات ستكون غير مكتملة بالنسبة لعمره.

ومن ناحية أخرى ذكرت المرشدة الطلابية في إحدى المدارس العالمية الأستاذة وعد الحيدري، أنها لا ترى فكرة العودة قبل انتهاء الوباء بالتحديد للأطفال في الصفوف الأولية فكرة جيدة، وذلك لصعوبة السيطرة على تحركاتهم أو الحد من التقارب الاجتماعي بالذات في المدارس ولأن في هذا العمر لم يتعلموا بعد كيفية الحرص على النظافة الشخصية بشكل جيد.

مضيفة أنها تدعم العودة للدراسة لكن «عن بعد».

كيفية إيصال المعلومات الاحترازية للطفل

- الحرص على ملامح الوجه عند إيصال مثل هذه المعلومات

- استخدام نبرة الحذر وليس الخوف

أسباب تجعل من التعليم عن بعد غير مناسب للأطفال:

- يتفاعل الطفل مع المعلم ويرى نظرة الرضى من معلمه وأقرانه على عكس التعليم عن بعد

- من المهم للطفل في هذا العمر أن يشعر أن هناك من يصغي له ولرأيه

- المنشآت التعليمية تكون مهيّئة أكثر من المنزل

- بعض الأطفال لديهم استعداد نفسي للقلق فعندما تتأخر عودة المدارس سيزداد لديه القلق

- سيشعر بعض الأطفال بالحزن والفراغ، خاصة الأطفال الذين ليس لديهم اتصال بأطفال آخرين