فيما كانت تتربى الفتيات على أن الزوج هو "مصباح علاء الدين" مما جعلهن يتعرضن للتعنيف الاقتصادي، حيث تحرم من الوصول للاستقلال المالي من خلال منعها من الدراسة، والعمل؛ لتبقى تحت ظله نتيجة حاجتها المالية، إلى أن أصبحن أكثر وعيا بحقوقهن، وتسعى كل واحدة لأن تستقل مالياً، مما أدى لزيادة الخلافات الأسرية لدى البعض، والتي قد تصل إلى الطلاق، أو الخلع، فلم تعد مجبورة على البقاء في علاقة زوجية غير راضية عنها طالما بإمكانها توفير حياة كريمة لنفسها، وكذلك ساهم في عزوف بعض الفتيات عن الزواج.

الاستقلال المالي

أوضح المستشار الأسري عبدالله الجامعي، أن الاستقلال المالي يعد للأسف سبباً حقيقياً من أسباب الطلاق بعد العولمة الاجتماعية في وسائل التواصل الاجتماعي، فكان لها دور كبير في ذلك في السنوات الماضية القريبة.

عمل المرأة

أضاف الباحث الاجتماعي فرحان العرفج، عمل المرأة هو أحد أسباب الطلاق، وقد يكون الاستقلال المالي للزوجة من أسباب تصاعد الخلافات الأسرية، لكن وقوع الطلاق لوجود تراكمات قديمة، ونتيجة للخلافات الجوهرية بين الزوجين، ولا يعد الاستقلال المالي من الأسباب الرئيسية في الطلاق لكنه أحد العوامل.

أساس الزواج

تابع، أساس الزواج ليس من أجل أن يصرف الرجل على زوجته بل أحد أهم أهدافه الاستقرار النفسي الذي هو أساس، وركيزة الحياة الكريمة التي تقوم على الصدق، والإخلاص، والمودّة، وعزوف بعض الفتيات بسبب الاستقلال المالي ربما هو أحد الأسباب، وليس سبباً رئيسياً لكن تختلف أسباب كل فتاة عن الأخرى بعدم الثقة في نجاح الزواج؛ لأن فيه شريكاً لا يساهم في نجاحها، فيفضلن العزوف عن الزواج كونه أضمن لمستقبلهن، لكن الحياة ليس مادية بحتة، والاستقلال المالي ليس كافياً للسعادة، وتحقيق الرغبات النفسية، والاجتماعية، بل يجب على كل فتاة أن تنظر للحياة بشكل أعمق، وبنواحٍ عديدة.

وقال الجامعي، قد يكون الاستقلال المالي من أسباب العزوف التي منحت الفتاة التفكير، والعدول عن الزواج المبكر، فبلا شك المادة لها تأثيرها حتى مع وجود بعض الوعي.

متطلبات الحياة

أشار إلى أنه في ظل هذه الظروف الاقتصادية أصبح الشاب يبحث عمن تشاركه الوقوف في تكاليف الحياة المتزايدة، والمكلفة على طاقته في حين قد يشعر بعض الأزواج بالأمان العائلي حين تكون الزوجة في حاجته مالياً، لكن ليس هذا هو الأمان الحقيقي الذي ينبغي عليه أن يزرعه في عائلته، فلابد من الزوجين المستقلين ماليا البعد عن تأثير ذلك على استقرار أسرتهم، والتعامل مع الحياة الزوجية برقي، ومحبة، وتفاهم، وتكاتف.

وذكر العرفج في ظل متطلبات الحياة، وتعدد المسؤوليات، والغلاء المعيشي الذي أصبح مسيطراً في جميع نواحي الحياة ترجح كفة الزوجة الموظفة؛ لقدرتها على دعم تلك المسؤوليات لا سيما أن الشاب يجد المرأة حاضرة في جميع الأمكنة، وعلى مختلف الأصعدة، بخلاف السابق التي تبقى فيها الفرص الوظيفية للمرأة محدودة، ومحصورة في قطاع معين.

- أصبح الشاب يبحث عمن تشاركه الوقوف في تكاليف الحياة المتزايدة

- في ظل متطلبات الحياة، وتعدد المسؤوليات ترجح كفة الزوجة الموظفة

- أساس الزواج ليس من أجل أن يصرف الرجل على زوجته

- الاستقلال المالي من أسباب العزوف التي منحت الفتاة التفكير