في الوقت الذي تشهد فيه دولة لبنان احتجاجات واسعة مطالبة برحيل حكومة حسن دياب الجديدة، وكذلك رئيس البلاد ميشال عون، للعجز عن الخروج من سيطرة ميليشيا حزب الله اللبناني الإرهابية، خرج وزير الداخلية والبلديات محمد فهمي، في مقابلة متلفزة لصالح تلفزيون ميليشيا حزب الله الإرهابي خلال الأيام القليلة الماضية مصرحاً وبكل أريحية بقتله مواطنين لبنانيين، وتلقيه بعدها انصالا من الرئيس اللبناني الحالي ميشال عون يطمئنه فيه بعدم القلق من أي ملاحقة قانونية أو شخصية. أدى هذا التصريح بالقتل على الهواء مباشرة دون خوف من قضاء أو ملاحقة قانونية داخل لبنان إلى زيادة حدة القلق بين أبناء الشعب اللبناني من هدر دماء أبنائهم خصوصاً وأن ذلك أتى بتأييد من رئيس الدولة الحالي.

تلفزيون الميليشيا يحذف

وكانت منصة "ميجافون" الإخبارية على تويتر، نشرت ما مضمونه قيام تلفزيون الميليشيا الإرهابية بحذف قرابة دقيقتين من مقابلة وزير الداخلية والبلديات محمد فهمي، ضمن حلقة من برنامج"حديث الساعة" الذي تبثه القناة لتأجيج الطائفية والنزعة الإجرامية لمتابعيها.

كما أن القتيلين قد يكونا من المرجح أنهما من حزب الكتائب اللبنانية برئاسة الدكتور سمير جعجع، مما سيثير مزيداً من التكهنات حول نتائج تصريح الوزير الموالي لميليشيا حزب الله و التيار الوطني الحر ، واللذين تتقاطع مصالحهما مع مصالح حزب الكتائب اللبنانية، ليترك الباب على مصراعيه حول إمكانية تأجيج الصراع الذي سحب لبنان إلى معترك الحرب الأهلية في الثمانينات.

تغطية على الجريمة

جاء هذا الإعتراف المدوي والذي أورده الوزير بتفاخر و عنجهية في معرض حديثه حول علاقته الخاصة بالرئيس اللبناني، ليتبين قيام رئيس الدولة بالتغطية على أعمال الوزير الإجرامية التي أدت إلى قتل مواطنين لبنانيين. وكانت ابتسامة الوزير القاتل حاضرة وهو يتفاخر بعملية القتل.

ترهيب المواطنين

علق الكثير من اللبنانيين بأن القصة وإن حدثت في العام 1981 إلا أن خروج الوزير على قناة حزبية واسترجاعه للقصة وبيان تأييده من رئيس حزب الرئيس عون ماهو إلا لترهيب المواطنين والتصريح بأن الحزبين متفقان في استباحة دماء اللبنانيين باختلاف طوائفهم واتجاهاتهم الحزبية لخدمة حزب الله الإرهابي وحليفه الحزب الوطني الحر بقيادة الرئيس عون.

في تغريدة على منصة تويتر علقت مريم اللحام بأن "اعتراف وزير الداخلية محمدفهمي على الهواء مباشرةً ودون أي خوف من القضاء اللبناني إنه قاتل شخصين سنة 1981 وأن الرئيس الحالي ميشال عون قد أمّن له الغطاء المناسب كي لا يُحاسب فهو بالفعل عضو في حكومة مجرمين".

من ناحيته علق نصرالدين الحاج بالقول "لم نجد للرواية الرعناء التي سردها وزير الداخلية محمد فهمي، على قناة المنار، سوى إعادة فتح جروح كنا نظن أنها إلتأمت وكشف خفايا شخصيته التي لم يترك فيها جيشنا الذي نُجِلُّه من بصمة شعاره (شرف - تضحية - وفاء) إلا الوفاء، ليس للوطن ولسلمه الأهلي, بل لمن أسدى إليه خدمة شخصية.

كما علق موقع جنوبية الشيعي المعارض لسياسيات ميليشيا حزب الله الإرهابي وشريكه التيار الوطني الحر بعنوان " قتيلان «برقبته» وميشال عون يحميه منذ العام 1981".

ويظل السؤال مفتوحاً: كم وزيراً قاتلاً من الميليشيا الإرهابية والتيار الوطني الحر داخل حكومة حسن دياب الجديدة المحسوبة على الحزبين.