كشف مصدر في جبهة نهم عن نهج جديد للحوثيين يتمثل بجمع جثث القتلى أولا بأول، لبيعها لعائلاتهم، بعد أن كانت تترك في الجبهات لتأكلها الطيور والحيوانات، دون أي اهتمام أو اعتبار لها.

وقال المصدر لـ«الوطن»: الحوثيون شعروا بمطالبات وغضب بعض أهالي المقاتلين في صفوفهم، عقب تعذر زيارة أبنائهم، أو مشاهدتهم للاطمئنان عليهم، كما أنهم لا يعلمون أن البعض منهم قتلوا منذ سنوات في الجبهات، ولم يفصحوا عن مكان دفنهم، وهل دفنوا أم لا.

مما جعل الحوثيين يحرصون على ضرورة البحث عن مكاسب مادية من أسر القتلى في الجبهات، وجني مبالغ مالية من أجل تسليم الجثة للأسر.


عمل عشوائي

أضاف المصدر أنه منذ قرابة ثلاثة أشهر بدأ الحوثيون في تجهيز شاحنات لنقل القتلى من الجبهات واشترطوا على أسر القتلى استلام الجثث ودفنها مباشرة مع وجود مراقبين حوثيين دون إمكانية السماح بمشاهدة وجه القتيل، مما يؤكد أنهم يقومون بعمل عشوائي في جمع الجثث وتسليمها لأشخاص ليسوا ذويهم أو أقاربهم، فقط من أجل جمع الأموال من الأهالي بشتى الطرق.

10 آلاف ريال

أكد المصدر أن الحوثيين فرضوا 10 آلاف ريال يمني أي ما يعادل 150 ريالا سعوديا، على كل جثة، وأن هناك عمليات بيع كثيرة للجثث وتحصيل مسبق لهذه الأموال من خلال قوائم يتم تسجيلها لدى المشرفين الحوثيين في الجبهات، بل إن بعض الحوثيين استغل ذلك في مواصلة الضحك على الناس من خلال دفع مبلغ أكبر لمن يريد استلام الجثة مبكرا.

أشار المصدر إلى أن الحوثيين يتواصلون مع الأهالي لإشعارهم بمقتل أبنائهم لمن يريد استلام جثة ابنه بالرسوم المحددة.

وأن أي أسرة يتم الاتصال بها وترفض استلام الجثة ستقوم بدفع مبالغ أطلقوا عليه "صدقة دفن الشهيد" بمقابل 10 آلاف ريال أيضا، أي أن الحوثيين سيجمعون الأموال سواء استلمت الأسرة قتيلها أم لم تستلمه.


جثث مفقودة

نوه المصدر إلى أن هناك جثثا مفقودة لبعض المقاتلين يتم إبلاغ أهاليهم بأنهم قتلوا في ضربة جوية أو مدفعية قطعت الجثة تماما مما يحول دون تجميعها، وبذلك قام الحوثيون بدفن تلك الجثث بطريقتهم، ويتم كسب مبالغ مالية من الجثث المفقودة، ولا بد على أسرة القتيل أن تقوم بدفع رسوم الدفن والصدقة على نيته بذات المبلغ المحدد.

وروى المصدر قصة تؤكد أن الحوثيين يستغفلون الأهالي بإبلاغ أحد الأشخاص من صنعاء بضرورة دفع مبلغ مالي نظير تسليم جثة أخيه، وبالفعل تمت إقامة العزاء وإبلاغ زوجته وطفليه بمقتله، وبعد مرور قرابة 7 أشهر تفاجأت الأسرة بوصول ابنهم إلى البيت، حيث تمكن من الهرب من الجبهة.

وبذلك يتضح أن الحوثيين قاموا بجمع الأموال من أسر مقاتلين لا يزالون أحياء.

مبينا أن الحوثيين خطفوا الأطفال وأجبروا الناس على التجنيد وأذلوهم تحت القوة الجبرية، ثم يبيعون جثثهم أمواتا، قائلا: "هذا الانتهاك الإنساني والقانوني لا يحدث بأي بلد في العالم إلا باليمن".


سيناريو النصب على أهالي المقاتلين

- إبلاغ الأسرة أن ولدهم قتل ويجب دفع 10 آلاف ريال يمني لتسلم الجثة

- مندوب حوثي يمنع كشف وجه القتيل أثناء الدفن

- فرض "صدقة دفن القتيل" بـ 10 آلاف ريال يمني

- ادعاء مقتل عنصر وإبلاغ ذويه للدفع ثم يظهر أنه لم يقتل

- زعم تفتت الجثة وصعوبة جمعها وأخذ الصدقة من أهله