بينما يوجد تضارب في الأقوال حول فعالية الأدوية المستخدمة في وباء كورونا، حيث نرى بين الفترة والأخرى دواء يلقى نجاحا ثم يختفي ويحل مكانه آخر، أوضح استشاري علم الأمراض الإكلينيكية والأستاذ بقسم الأحياء الدقيقة والطفيليات عبدالعزيز الحازمي أن الاختلاف يعتمد بشكل أساسي على الدراسات المنشورة وطريقتها ومكان إقامتها، فمثلا الريمديسفير تم تقديمه من أمريكا وبدراسات تهدف إلى إظهار قدرته على العلاج، وأنه يستطيع التغلب على الفيروس وإيقاف تضاعفه، غير أنه بعد ظهور النتائج الأولية لم يحقق الهدف المرجو، وتم تغيير الهدف إلى قدرة الدواء على تقليص فترة تنويم المريض من 15 يوما إلى 11 يوما وتقليل نسبة الوفيات. و4أيام تعني الكثير بالنسبة لنظام الرعاية الصحية في أمريكا وشركات التأمين الراعية للمرضى، بحكم أن الدراسة قدمت أصلا في أمريكا.

مغير اللعبة

تابع الحازمي، أما الهيدروكسي كلوروكوين، فكان أول الأسماء المطروحة وسماه الرئيس الأمريكي «مغير اللعبة» بناء على نتائج دراسة فرنسية، وقبلها دراسة صينية وجدت أن الدواء فعال إذا ما استخدم في الوقت المناسب، ولكن كثيرا من الانتقادات وجهت لهاتين الدراستين، بحجة أن عدد المرضى لم يكن كبيرا، وأن الطريقة المستخدمة للدراسة لم تكن ممنهجة بحثيا، ثم جاءت مجموعة من الدراسات الممنهجة أكثر ووجدت أن الهيدروكسي كلوروكوين غير فعال، بل ومن الممكن أن يتسبب في مضاعفات عديدة للمرضى، فالأبحاث ما زالت متضاربة حول هذا الدواء، وخلاصة القول في الأدوية أنه لم ينجح أي دواء فيروسي للتغلب على فيروس كورونا الجديد. وتبقى التجارب قائمة بخصوص بعض الأدوية الفيروسية والمناعية والعلاج بالبلازما. وتم اعتماد دواء الديكساميثازون قبل أسابيع، حيث أظهر نتائج طيبة في حال وجود المضاعفات التنفسية المصاحبة للمرض.

اختيار العلاجات

بيّن الحازمي أن الأطباء عادة يستخدمون أدوية أثبتت فعاليتها على فيروسات مشابهة أو لها طريقة معلومة في الهجوم على المادة الجينية للفيروس، فمثلا دواء الهيدروكسي كلوروكوين أثبت فعاليته قديما ضد الملاريا، وتمت تجربته ضد فيروسات الزيكا وحمى الضنك، وأظهر مبدئيا نتائج مشجعة، لذلك تمت على فيروس كورونا الجديد، ودواء الريمديسفير تمت دراسته معمليا ومعلوم لدى الأطباء طريقة عمله ضد الفيروسات.

نجاح العلاج

أشار الحازمي إلى أن دواء يقال، إنه فعال إذا تمكن فعليا من وقف تضاعف الفيروس، أو تقليل المضاعفات المتعلقة بالعدوى الفيروسية، ويجب تجربة الدواء في تجربة علمية واضحة الأهداف الأساسية والأهداف الثانوية وبوجود مجموعة تحكم أخرى لا تأخذ الدواء وعلى عدد معتبر من المرضى باختلاف أعمارهم، ويتم الأخذ في عين الاعتبار فعالية الدواء وكذلك قدرة تحمل الجسم لمضاعفاته الجانبية، لذلك ليس من السهل اعتماد دواء جديد دون المرور بالتجارب السريرية، وقبل ذلك دراسته في المختبرات لمعرفة طريقة عمله، على أنه في هذه الأزمة تم تجاوز العديد من الأعراف البحثية العلمية في بعض الدول مع بعض الأدوية وذلك لضرورة المرحلة.

اللقاح والدواء

حول الفرق بين اللقاح والدواء في التصدي لكورونا كوفيد- 19 وإمكانية الاستعاضة عن أحدهما، بين الحازمي أن الدواء يعالج المرض أو يخفف آثاره بعد دخول الفيروس إلى الجسم وإحداث الأعراض السريرية، وهو عادة مكون من مواد كيميائية مرت بالعديد من التجارب المختبرية والسريرية قبل اعتماده، أما اللقاح، فيعطى قبل الإصابة بالمرض من الأساس، وبإعطائه يتمكن الجسم من إفراز أجسام مضادة كما لو كان أصيب بالمرض سابقا، ويتكون عادة من مواد من الفيروس نفسه لكنها مضعفة وغير قادرة على الإضرار بالجسم، وتمر كذلك بتجارب مخبرية وسريرية، كما أكد الحازمي أن وجود أحدهما لا يغني عن وجود الآخر، ووجودهما معا بشكل فعال هو الهدف والحلم الذي يسعى إليه الأطباء والعلماء.

الدواء: يعالج المرض أو يخفف آثاره بعد دخول الفيروس إلى الجسم وإحداث الأعراض السريرية.

مكون من مواد كيميائية

اللقاح: يُعطى قبل الإصابة بالمرض من الأساس، وبإعطائه يتمكن الجسم من إفراز أجسام مضادة

مكون من مواد الفيروس نفسه لكنها مضعفة وغير قادرة على الإضرار بالجسم