أعلن الشيخ محمد بن ظافر آل مسفر الأحمري، أمام أفراد قبيلته الاثنين الماضي، تنازله لوجه الله تعالى دون قيد أو شرط، عن ابن ابن أخيه، الذي أطلق رصاصة عن طريق الخطأ من سلاح صيد "ساكتون نارية" كان يحمله، ليردي ابنه في العقد السادس من العمر قتيلاً بالخطأ، وذلك قبل مغرب الخميس الماضي.

وفور إعلان الأحمري التنازل، توجه أفراد القبيلة له لتقبيل رأسه رافعين "البيضاء" له ولأبنائه والدعاء لهم بأن يجزيهم الله خير الجزاء على هذا الموقف الإنساني الذي سيبقى خالداً في ذاكرة أفراد القبيلة.

وقال الأحمري: الحمد لله الذي لا يحمد على مكروه سواه، وفقد الابن هو من أكبر المصائب، وتنازلت لوجه الله تعالى عن الحق الخاص لإيماني بالقضاء والقدر وقناعتي التامة بأن ابن ابن أخي لم يكن متعمداً لذلك، كيف لا ونحن أبناء عمومة وأسرة واحدة، ثم ابتغاء لمرضاة الله سبحانه وتعالى ولروحانية وقدسية هذا الشهر المبارك.

من جانبه، دعا والد الجاني، الشيخ ظافر بن مشبب بن عثمان الأحمري، الله بأن يجزي أخاه الشيخ محمد بن ظافر خير الجزاء، وأن يجيره في مصيبته، مشيراً إلى أن ما حدث قضاء وقدر، وهو ما خفف المصاب علينا جميعاً، مقدماً باسمه واسم أبنائه، شكره لأخيه الذي تنازل عن الحق الخاص دون قيد أو شرط، مؤكداً أنه أعلن ذلك منذ الساعات الأولى لوقوع الحادث وذلك على مسمع من جميع أفراد قبيلة آل عمر، وفي اليوم التالي قدم تنازله الشرعي لدى الجهات الأمنية والشرعية، كما أننا لا ننسى أبناءه علي وسعيد وظافر وسعد، ونقدم لهم خالص العزاء، والدعاء بأن يجزيهم الله خير الجزاء على موقفهم النبيل، إذ كانوا خير سند لوالدهم في هذا الموقف.