عام 1964 كانت معدلات أعمار السعوديين 48 سنة فقط، لكن خلال الفترة الحالية فإن معدل أعمار السعوديين أصبح 75 سنة، أي زاد بحوالي 50%!

كل هذا بمشيئة الله وحده، ثم بما علمنا الله من طب وتكنولوجيا الخ.. لذلك أستغرب من الذين يتعجبون من أن أعمار البشرية في المستقبل القريب ستكون 120 سنة وما فوق!

مع تقدم علم الجينات وما فوق الجينات، واكتشاف عناصر وأدوية جديدة سيطول معدل عمر الإنسان بقدرة الله. الآن على سبيل المثال هناك في اليابان 67 ألف شخص فوق عمر 100 سنة، لسنا نتكلم عن رقم بسيط، بعدد الأصابع ولكن عشرات الآلاف، ومع الوقت سيزيد العدد في العالم، حتى يصبح عمر مائة سنة أمرا عاديا!

عندما نقول إطالة عمر الإنسان ومكافحة الشيخوخة، لا نعني بذلك أن نطيل العمر الذي قدره الله لك في كتابه، لو اجتمعت الجن والإنس على أن يزيدوه ثانية ما استطاعوا، لكن الله يعطينا معرفة الأسباب التي ستطيل معدل أعمار البشرية، وكلنا تحت قول الله تعالى (ولا يحيطون بشيء من علمه إلا بما شاء). قد يموت الإنسان بأي سبب كان، كما قدر الله له، ممكن يزلق ويموت، لكن نحن نتكلم على العموم وعلى ما علمنا الله، لو أن أحدهم عنده مرض قلب، وسيموت بسببه وأجريت له عملية، وشفي وطال عمره، هل هذا تدخل بمشيئة الله؟ لا أبدا بل هي مشيئة الله، لكن هذا لا يمنع من أن يموت بحادث سيارة مثلا. كذلك علم إطالة العمر ومكافحة الشيخوخة، لو طبق النصائح والإرشادات وأخذ الأدوية والمكملات، وأجرى الفحوصات الجينية، فإن هذا قد يؤخر الشيخوخة، وسيؤدي بقدرة الله على إطالة العمر والنشاط لسن 100 و120 سنة ويزيد.

الآن مكافحة الشيخوخة أصبح علما له قواعده ويدرس، بل أصبح مصطلح العمر الزمني، والعمر البيولوجي يفرق بينهما. أكثر غرابة في القضية، أننا وجدنا بعض الأطباء والمختصين لا يعرفون عن أسس هذا العلم، وسأعطيكم حقيقة علمية لا يختلف عليها اثنان في شرق العالم وغربه، خلايا (أي بي أس) وهي من أهم اكتشافات البشرية طبيا، وهي أن تأخذ خلايا من جلد شخص بعمر 40 أو 50 سنة، ثم برمجتها، بتحويلها لخلايا بعمر 4 أيام فقط، كأنها خلايا جنينية، وهذا أثبت إمكانية رجوع الزمن للوراء للخلية، لذلك حصل هذا الاكتشاف على جائزة نوبل، والآن هذه التقنية تعمل في كل مختبرات العالم. أذكر عندما بدأت تقنية (أي بي أس)، قبل أكثر من عقدٍ، كان البعض يتساءل، إذا أمكن إعادة الخلية لشخص بعمر 40 سنة، لتصل لعمر 4-5 أيام فقط وبكل سهولة، فهل يمكن إعادة الخلية فقط لبضع سنوات؟.

الهدف من علم إطالة العمر، ومكافحة الشيخوخة، ليس العمر فقط، بل أن يعيش الإنسان عمره بذكاء، أي بنشاط وحيوية إلى آخر أيامه، حتى لو وصل 120 وأكثر. علم مكافحة الشيخوخة ينقسم لعدة أقسام منها، علم الجينات وما فوق الجينات، والأدوية والعناصر الدوائية، والمكملات، وعلم الهرمونات والخلايا الجذعية، وعلم التغذية، وعلم أساليب العيش والحياة، والأساليب الرياضية والنفسية الخ.

سأذكر بعض الأمثلة الواقعية لكيفية تطبيق علم مكافحة الشيخوخة، نعرف أن هناك بعض المركبات، استطاعت زيادة أعمار الحيوانات في التجارب المعملية، أكبر جامعات العالم حاليا تعمل على مركبات إطالة العمر، مثل هارفارد وغيرها.

هناك علماء كبار في العالم أخذوا بعض المركبات، ونقص عمرهم البيولوجي أكثر من 25 سنة، بل جربوه على عوائلهم وكانت النتائج مذهلة. الآن أصبح الهدف المعلن لكثير من الأبحاث، والمراكز العلمية في العالم هو سن 120 سنة، بل أصبح قريبا من متناول اليد.

والأهم أن تعيش بصحة طيبة متوازنة، وليس -فقط- عمرا طويلا بأمراض وعجز. قد يقول قائل، لا أريد أن أعيش عمرا طويلا، ببساطة له كامل الحرية، في حديث عن الرسول عليه الصلاة والسلام (من أحب أن يبسط له في رزقه، وأن ينسأ له في أثره، فليصل رحمه) وليس هذا تدخلا بإطالة العمر، بل هو بمشيئة الله.

مختصر القول أنني أرى أن معدل أعمار البشرية سيصل بسهولة لـ 120 سنة قريبا، وهناك الآن العديد من المركبات التي نرى لها أثرا إيجابيا واضحا، وهناك أيضا كثير من المركبات والتكنولوجيا الجديدة التي ستدخل لعالم البشر قريبا، بل إن النتائج الأولية مذهلة، لدرجة أنك تتساءل متعجبا، إلى أين سنصل!

وكالعادة مثل أي اكتشاف طبي سيذهل الناس في البداية، ومن ثم يتعودون، ويطلبون المزيد.

الشيء الجميل في الموضوع أننا نعرف أن كثيرا من العاملين في مجال (مكافحة الشيخوخة وإطالة العمر) يستخدمون هذه المركبات على أنفسهم، وأثبتت نجاحا جيدا، فالبقاء شباباً، أحد أحلام البشر من قديم الزمان.