في ورقة علمية نشرتها مجلة the cell هذا الأسبوع أفادت بتكون مناعة (الخلايا التائية) في مرضى كوفيد- 19 للذين تعرضوا للفيروس وكذلك في أكثر من 40% من الأشخاص الذين لم يتعرضوا لفيروس كورونا وإنما تعرضوا فقط لفيروس من نفس العائلة المسببة للزكام الموسمي.

وفي هذا الصدد تواصلت «الوطن» مع دكتور مناعة الأمراض المعدية عيدروس الأمير، والذي قال: إن هذه الذاكرة المناعية قد وُجدت أيضا في عينات أُخذت من أشخاص في فترات زمنية قبل ظهور وتفشي المرض (بين عامي 2015 - 2018) مما يُؤكِّد أنها قد تطورت نتيجة للتعرض لهذه الفيروسات، ويوجد هناك أربعة أنواع من عائلة فيروسات كورونا التي قد تسبب الزكام العادي، ويتوقع أن أكثر من 90% من البشر لديهم مناعة ضد فيروس واحد على الأقل من هذه الأربعة المسببة للزكام الخفيف.

دراسات متعددة

أوضح الأمير، أن العديد من الدراسات في دول مختلفة مثل: الولايات المتحدة، المملكة المتحدة، ألمانيا، وسنغافورا، وجدت، مؤخراً، أن تقريباً ما بين 20-50% من الأشخاص الذين لم يسبق لهم التعرض لعدوى فيروس سارس- 2 المسبب لمرض كوفيد-19، بالفعل يملكون خلايا الذاكرة المناعية (الخلايا التائية) ضد فيروس سارس- 2، ويعتقد أن هذه الذاكرة المناعية (الخلايا التائية) المتشكلة ضده، قد تكونت نتيجة للتعرض المسبق لبعض فيروسات كورنا (المسببة لما يقارب 15-30% من حالات الزكام العادي).

شدة المرض

أشار الأمير إلى أن الكثير من الدراسات السابقة التي أُجريت على جائحة أنفلونزا الخنازير (H1N1) في عام 2009 مثلاً، أوضحت أن انتشار العدوى وشدة المرض كانت أقل بكثير في كبار السن (أكثر من ثلاثين سنة) مقارنة بالأقل عمراً، وأن هذا الاختلاف في الانتشار وكذلك حدة المرض هي نتيجة (إلى حد كبير) لوجود الذاكرة المناعية (الخلايا التائية) التي سُجلت في فئة كبار السن والتي تشكلت نتيجة لتعرضهم لعدوى سابقة لفيروس مشابه في تلك الحقبة من الزمن.

لذلك في حالة كوفيد- 19، فإن وجود هذه الذاكرة المناعية (الخلايا التائية) قد يكون مؤشرا ومبشرا بوجود مستوى جيد من المناعة المجتمعية التي قد تساعد في الحد من انتشار فيروس سارس- 2، أو الحد من تفاقم أعراض كوفيد- 19.

مناعة الأطفال

عن الأسباب المحتملة لتفسير انحسار فيروس كورونا المستجد بين الأطفال بين الأمير أن «مفهوم تكون الذاكرة المناعية»، والذي تمت ملاحظته في جائحة أنفلونزا H1N1، قد يساهم في تفسير ما نشاهده الآن من الانحسار في انتشار العدوى بين الأطفال، لكن مع وجود فارق بسيط.

كما أن مدة مكوث وكفاءة الذاكرة المناعية المتشكلة نتيجة للعدوى تختلف من فيروس لآخر، وفي حالة فيروس سارس-2، فإن الأطفال قد يكونون قد تعرضوا للعدوى بفيروسات كورونا المسببة للزكام حديثاً، بالتالي ما زالت مناعتهم أقوى مقارنة بكبار السن الذين قد تعرضوا لها في أوقات سابقة وقد ضعفت الذاكرة المناعية لديهم نتيجة للتقدم في العمر، لذلك فهم أكثر عرضة للعدوى ومضاعفاتها مقارنة بالفئة الأقل عمرا، وهذا ما قد يفسر أيضاً سبب إصابة أشخاص دون آخرين في نفس المسكن.

مشيرا إلى أن التساؤلات لا تزال قائمة، وحتى الآن لم يثبت صحة هذه الافتراضات من عدمها.

سبب انحسار انتشار العدوى بين الأطفال:

الأطفال قد يكونون قد تعرضوا للعدوى بفيروسات كورونا المسببة للزكام حديثاً، بالتالي ما زالت مناعتهم أقوى مقارنة بكبار السن الذين قد تعرضوا لها في أوقات سابقة وقد ضعفت الذاكرة المناعية لديهم نتيجة للتقدم في العمر.

- أكثر من 90% من البشر لديهم مناعة ضد فيروس واحد على الأقل من هذه الأربعة المسببة للزكام الخفيف.

- يوجد 4 أنواع من عائلة فيروسات كورونا التي قد تسبب الزكام العادي