أصبح انتقاد الرئيس التركي رجب طيب إردوغان عملا محفوفا بالمخاطر. فقد تم التحقيق مع أكثر من 100.000 شخص، وتمت محاكمة ما لا يقل عن 30.000 آخرين بتهمة «إهانة الرئيس» منذ وصول إردوغان إلى الرئاسة في عام 2014.

ويعاقب على الجريمة بالسجن أربع سنوات على الأقل بموجب المادة 299 من قانون العقوبات التركي.

وسيظهر الآن مذيع أرمني لبناني في المحكمة يوم 8 أكتوبر بتهم مماثلة، وإن كان في لبنان، بعد ضغوط من أنقرة على السلطات اللبنانية، في إشارة أخرى على كيفية انتشار خطوط الصدع المحلية في تركيا خارج حدودها، وكيف أن إردوغان يستغل حكومة الانقسامات لزيادة الدعم.

وسيواجه مقدم برنامج مباشر على شاشة تلفزيون الجديد اللبناني، نيشان، تهم «إهانة تركيا» أمام محكمة المطبوعات في بيروت، لقوله إن الأرمن تعرضوا لمجازر من العثمانيين الأتراك.

تجاوز حرية التعبير

ونشر ناشط لبناني مؤيد لتركيا، فيديو على الإنترنت يصف نيشان أنه «كلب أحمق» ، كما قال: «نحن وأسلافنا الأتراك والعثمانيون فخورون بالمذبحة التي ارتكبها أسلافنا العثمانيون ضد الأرمن، لأنك تستحقها».

وبعثت السفارة التركية مذكرة احتجاج رسمية إلى وزارة الخارجية اللبنانية قائلة إن نيشان تجاوز حدود حرية التعبير وطالبت وسائل الإعلام اللبنانية بإظهار الاحترام المطلوب لرئيس تركيا وشعبها.

وألقت الوزارة الكرة في ملعب وزارة الإعلام، قائلة إنه عندما يتم تجاوز الأخلاق المهنية وتتأثر العلاقات مع الدول الأجنبية على أساس المصلحة المشتركة بشكل سلبي، يجب اتخاذ خطوات تتوافق مع القوانين ذات الصلة.

قال المحاضر في دراسات الشرق الأوسط وجنوب آسيا وإفريقيا في جامعة كولومبيا، خاتشيغ موراديان: «إن محاولة الحكومة التركية تصدير سياسات القمع والإسكات إلى دول أخرى ليست جديدة».

وقال مرادان لـ»المونيتور»: «الجديد هو الحماس الذي يتمّ تحقيقه في لبنان في الأشهر الأخيرة، في وقت يواجه فيه اللبنانيون أزمة اقتصادية وسياسية حادة ويكافحون الوباء».