تواجه العديد من الأسواق الناشئة تحديات تتعلق بالصحة والسياسات وإزالة العولمة، وحدد محللون في معهد BlackRock Investment Institute ، أربعة تحولات هيكلية ستعمل على تغيير المشهد الاستثماري وستكون مهمة بالنسبة لنتائج المستثمرين في النصف الثاني، في ظل انتشار فيروس Covid-19 وتعايش الأنشطة الاقتصادية معه.

الأصول الاستراتيجية

قال التقرير نصف السنوي الذي حمل عنوان «The future is running at us» إن من أهم الإجراءات التي يتعين على المستثمرين اتخاذها الفترة الحالية، مراجعة تخصيص الأصول الاستراتيجية لضمان أن المحافظ الاستثمارية مرنة لمواكبة تلك الاتجاهات وإعادة تقييم للمحفظة بأكملها. وستعمل صدمة الفيروس التاجي على تسريع الاتجاهات الهيكلية الأربعة وهي عدم المساواة والعولمة والسياسات الكلية والاستدامة. وهو ما يعيد تشكيل المشهد الاستثماري بشكل أساسي وسيكون مفتاح نتائج المستثمرين.

الانكماش الاقتصادي

لفت التقرير إلى الانكماش الاقتصادي العالمي الأولي بسبب Covid-19 أكبر من الأزمة المالية الكبرى في 2008، لكن تأثيره التراكمي على الاقتصاد سيكون أقل بكثير إذا ظلت استجابة الدول قوية بما يكفي لتخفيف الضربة. وأدت الأزمات الاقتصادية التي تلت ذلك إلى تفاقم الأشكال الراسخة من عدم المساواة عبر مستويات الدخل والعرق والبلدان. وكشف الوباء عن نقاط الضعف في سلاسل التوريد العالمية وزاد من قوة التجزؤ الجيوسياسي. وقد أدى إلى طمس الحدود بين الإجراءات المالية والنقدية - والتي يمكن أن تعالج بعض أوجه عدم المساواة المتزايدة. وهو ما أعطى أهمية للاستدامة ومسؤولية ومرونة الشركات والقطاعات والبلدان.

إطار عمل كلي

تسبب الوباء في تغير العالم، مما أدى إلى إطار عمل كلي جديد تمامًا وتغييرات كبيرة في العرض. تعكس موضوعات الاستثمار التي تم تجديدها في عام 2020، وتتضمن الآن آثارًا استراتيجية أو طويلة المدى. وظهرت ثلاث ركائز جديدة للاقتصاد؛ أولاً، التزمت البنوك المركزية بالحفاظ على أسعار الفائدة منخفضة، مما مكّن من التوسع المالي غير المسبوق. وإلى جانب خطر صدمات العرض، فإن هذا يزيد من احتمالية ارتفاع التضخم على المدى المتوسط ويتحدى دور السندات الحكومية الاسمية. وثانيًا، دعت إزالة العولمة والتجزئة إلى التركيز على المرونة الحقيقية: التنويع المتعمد عبر القطاعات والبلدان التي تكون في وضع جيد لهذه الاتجاهات. ثالثاً، أدى الوباء إلى تسريع التحول التكتوني نحو الاستدامة.

حزم التحفيز

في سياق الحديث عن إعادة عمل الأنشطة الاقتصادية في ظل وباء كورونا، لفت التقرير إلى مدى نجاح الاقتصادات في إعادة تشغيل النشاط مع التحكم في انتشار الفيروس وما إذا كانت حزم التحفيز لا تزال كافية وتصل إلى الأسر والشركات؛ وما إذا كانت هناك أي علامات على الضعف المالي أو ندبات دائمة للقدرة الإنتاجية، وأنه كلما استغرقت العملية وقتًا أطول لإعادة النشاط، كلما ظهرت المزيد من الثغرات في النظام المالي والقدرة الإنتاجية. واستنتج أن Covid-19 سيؤدي إلى انكماش اقتصادي غير مسبوق على المدى القريب - ولكن استجابة السياسة الساحقة ستساعد على تخفيف الضرر وتجعل النقص في الناتج المحلي الإجمالي التراكمي أصغر بكثير من العجز في فترة الأزمة الاقتصادية العالمية.