أثناء الانتخابات الأمريكية السابقة صرحّت إحدى الصحفيات بقولها إن العار يلحق أي إمرأة لا تدلي بصوتها لكلينتون!، وتساءلت وقتها هل المقياس على انتخابها برنامجها الرئاسي أم خطتها الانتخابية أم كونها امرأة فقط!، للأسف هناك صوت يعلو ويطالب بتمكين المرأة من المناصب وتمكينها من القيادة بالوزارات، وليس المقياس كونها على مستوى الكفاءة بل لكونها امرأة فقط!، وقريب من ذلك تصفحت أحد برامج (البودكاست) ورأيت عدة أقسام منها السياسة والأدب وعلم النفس ولكن لفت نظري قسم يدعى (أصوات نسائية)، حسنا ماذا تقدم هذهِ الأصوات النسائية؟، لا نعلم، ولكن اسمعوها لكونها أصوات نسائية فقط!.

لسنا أعداء للمرأة ولكن تمكينها من المناصب لكونها هكذا امرأة، ولنلمح للعالم أننا مُنفتحون ويوجد لدينا مساواة، قرار يفتقر للحكمة!، سمعت مقابلة - برنامج زيارة شخصية وأجراها الإعلامي يوسف عبدالحميد جاسم - تؤكد على ما أقول، أجريت مع عبدالرحمن الراشد، وقال المذيع باستغراب شديد لعبدالرحمن الراشد هل تصدق أن هناك من النساء من انتخبت رجلا دون امرأة، فقال عبدالرحمن الراشد: وهذا شيء جميل وينافي العصبية!، نعم ينافي العصبية، ولو انسقنا خلف هذا المبدأ لكان الأجدر بالرجال أن ينتخبوا جميعهم ترمب - وهذا لم يحدث - لأنه رجل فقط!.

هذا ليس مقياس عدل ولا ينمّ عن عقلية واعية ومتفتحة، حيث يكون الاختيار والترشيح حسب الكفاءة وليس جنس المرشح.

وتعقيبًا على ذلك أصبح التوظيف ببعض الأماكن ودور التجارة حسب الجنس وليس المؤهلات، إن كنت ذكرا لا يريدونك حتى وإن كنت تحمل دكتوراه، بالمقابل إن كانت المتقدمة امرأة أهلاً بها ولو كانت لا تملك ثانوية عامة!، هذا فعل سقيم ممن لا يفهمون أبسط تعريفات المساواة التي تقول (تعني المساواة بين الجنسين أن يكون للنساء والرجال نفس الفرص والحقوق والالتزامات في كافة مجالات الحياة المختلفة)، نفس الفرص وليس فرصا أعلى وأكثر لكونها امرأة.

أكررها أنا لست ضد المرأة ولكن تمكينها من شيء ليست مستحقة له لكونها امرأة وترك الرجل ذي الكفاءة على قارعة الطريق رغم الكفاءة التي يحملها بدعوى المساواة، ينم عن الافتقار للحكمة، وبذلك إذا ذهبنا حتى للغرب نفسه ونظرنا إلى توظيفهم وقبول الرجال بالجامعات سنرى تفاوتا كبيرا بين عدد قبول الرجال وعدد قبول النساء، ليس لأن النساء بليدات وليس لكون الرجال عباقرة، ولكن للمساواة فقط، وتلك المساواة الحقيقية، إذا أصبحت المرأة تستطيع قيادة السيارة والسفر بلا إذن ولي الأمر.. أليست هذه مساواة؟ أما إجحاف الرجال بعد ذلك لا يندرج تحت ذلك المفهوم أبدا.

ولا ننسى أن هناك عدة سيدات ناجحات، ومن النساء «ريما بنت بندر بن سلطان آل سعود» السفيرة السعودية لدى الولايات المتحدة الأمريكية، تم تضمينها في قائمة كبار المفكرين العالميين، والتي أصدرتها مجلة فورين بوليسي الأمريكية، نسأل الله لها التوفيق، «غادة المطيري» الحاصلة على الدكتوراه بالهندسة الكيمائية من جامعة كاليفورنيا، وغير ذلك من المؤهلات المشرفة، وحاصلة على الجائزة الوطنية الأمريكية، وغير ذلك من الجوائز، ونتمنى لها التوفيق والنجاح والسعادة، ومثل هذه النماذج تدل على أن المرأة فاعلة بمجالات عدة متى ما حضرت الكفاءة والاجتهاد، وليس فقط التعصب لهويتها الجندرية.