حولت أنظمة وتشريعات العديد من الدول طلبات اللجوء لمبررات محدودة إلى وسيلة يلجأ لها طالبو اللجوء لتلك البلدان لضمان الحصول على مميزات، وهو ما اتكأ عليه المطلوب بقضايا الفساد سعد الجبري حيث لم يخرج عن مبررات الهروب التقليدية التي اعتمد عليها من كان قبله بتقديم نفسه كلاجئ سياسي للتغطية على القضايا التي تورط فيها وأدت إلى هروبه.

مرحلة الهروب

لم يكن غريبا أن يتزامن خروج الهارب سعد الجبري من المملكة مع بداية الحملة على الفساد بالمملكة وتأسيس هيئة مكافحة الفساد في 2017 حيث خرج حينها واستقر في كندا قبل أن يتقدم بطلب لجوء سياسي بعد أن بدأت العديد من التحقيقات تشير لاسمه في قضايا فساد كبيرة قادها أثناء فترة عمله في وزارة الداخلية، إذ دخل الجبري لكندا كمسافر عادي دون أن يقدم أي طلب للجوء ليتقدم لاحقا بعد أن استقر فيها لأشهر بطلب للجوء بمبررات سياسية واهية بعد تيقنه من انكشاف قضايا الفساد التي كان يديرها بعد إلقاء القبض على عدد من معاونيه، وقادت جهات إعلامية مشبوهة تصدرتها قناة الجزيرة القطرية حملة إعلامية لدعم الجبري وتصويره كلاجئ سياسي ملاحق وإخفاء القضايا التي تورط بها وهو ما يكشف عن ارتباط مسبق بين تلك الجهات لتقديم قضية الجبري بشكل مخالف وتحويله من مطلوب أمني في قضايا فساد للاجئ سياسي.

وكان اسم الجبري خرج للعلن بتسجيل صوتي لأحد أفراد وزارة الداخلية بالتزامن مع خروج الجبري من المملكة ذكر فيه اسم الجبري كأحد أكبر المتورطين بمئات قضايا الفساد بوزارة الداخلية طالبا التحقيق معه والتأكد من الوثائق التي تدينه.

أبرز القضايا

كشفت مؤخرا صحيفة وول ستريت جورنال الأمريكية عن قضايا الفساد التي تورط فيها الجبري بالاستناد على مصادر لتحقيقات السعودية والنتائج التي توصل لها مسؤولو المخابرات الأمريكية والأوربية حيث امتدت تلك القضايا لحوالي 17 عاما عمل فيها الجبري على إدارة صندوق خاص بوزارة الداخلية يشرف على الإنفاق الحكومي على جهود مكافحة الإرهاب حيث تورط مع مجموعة من الأشخاص الذين كان يقودهم بإساءة صرف ما يقارب 11 مليار دولار من الأموال الحكومية استفادوا لأنفسهم منها بحوالي مليار دولار على الأقل بشكل مباشر، في حين أنفق ما تبقى من المبلغ بطرق أخرى.

حسابات خارجية

أدار الجبري صندوقاً خاصاً بوزارة الداخلية يشرف على الإنفاق الحكومي على جهود مكافحة الإرهاب حيث صرفت مليارات من الصندوق كمكافآت للجبري وآخرين من معاونيه، حيث استفادت الشبكة التي يقودها من تحمل الحكومة المزيد من الرسوم مقابل العقود التي كانت تبرم مع شركات غربية، كما أنها استخدمت الحسابات الخارجية المرتبطة بالبنوك الغربية الكبيرة لتحويل الأموال.

وتشير التحقيقات التي كشفتها الصحيفة أن الصندوق الذي يشرف عليه الجبري صرف ما يقارب 19.7 مليار دولار، منها 11 مليارا تم إنفاقها بشكل غير نظامي من خلال رفع رسوم العقود أو تحويلها إلى وجهات أخرى، كان من ضمنها حسابات مصرفية للجبري ولأفراد عائلته ولشركائه.

حجة اللجوء

منذ سنوات تواجه المملكة حملات إعلامية موجهة دعمت العديد من طالبي اللجوء في الخارج بمن فيهم طالبو اللجوء لأسباب تتعلق بالميول الجنسية، وبحجج الحريات الشخصية التي منحت لأفراد سعوديين تم إبرازهم كطالبي حريات، ليتضح فيما بعد تورط العديد منهم في قضايا فساد أخلاقي، بعد أن استغلتهم بعض الجهات لإبرازهم ضمن توجه معين للحصول على اللجوء قبل أن يتم الاستغناء عنهم حيث دعمت الكثير من تلك الحجج حملات لتحريض السعوديات على الهروب للحريات الشخصية في مرحلة لتنتهي تلك المرحلة وتبدأ مرحلة المطالبة بحق تقرير الميول الجنسي، لتلحقها حملة لدعم الفاسدين وتصويرهم كناشطين سياسيين.

أبرز قضايا فساد الجبري

صرف مبالغ مالية كمكافآت له ولأعوانه

الاستفادة الشخصية من حوالي مليار دولار

إنشاء شركات خاصة والتعاقد بينها وبين الداخلية من خلال استغلال نفوذه

اختلاس أكثر من 11 مليار دولار برفع رسوم العقود

تحويل أموال العقود لشركات خاصة به وبأفراد عائلته

أبرز مبررات اللجوء

الحريات الشخصية

الحريات الدينية

الحرية الجنسية واختيار الميول الجنسي

اللجوء السياسي