كشف مراقبون أن الاتصالات الدبلوماسية المكثفة التي تجريها القاهرة بمختلف عواصم العالم قد تكون جزءا من إجراءات ما قبل التدخل العسكري في ليبيا، خاصة بعد قرار البرلمان بتفويض القوات المسلحة بالمشاركة في مهام خارجية، لذا جاءت اتصالات وزير الخارجية المصرية سامح شكري مع الشركاء في اليونان ومالطا وفرنسا وألمانيا، أمس، لتشير للتنسيق العسكري أكثر من كونه سياسيا في ظل إصرار حكومة الوفاق برعاية تركيا على دخول سرت ورفض وقف إطلاق النار.

الأوضاع في ليبيا

بحث شكري مع نظيره اليوناني نيكوس دندياس الأوضاع في شرق المتوسط في ضوء التدخلات التركية، وناقش وزير الخارجية المالطي، الذي تتبنى بلاده مواقف داعمة لحكومة الوفاق، مستجدات الأوضاع في ليبيا، مع التأكيد على ضرورة إحلال السلام ووقف إطلاق النار تمهيدا لاستئناف المفاوضات السياسية الرامية لإيجاد حل سياسي للازمة الليبية.

كما أجرى شكري اتصالين هاتفيين مع كل من وزير خارجية فرنسا جان إيف لو دريان، ووزير خارجية ألمانيا هايكو ماس لمناقشة تطورات الأوضاع في ليبيا.

وأكد شكري الموقف المصري من الأوضاع في ليبيا، مشدداً على الأولوية التي يوليها الجانب المصري للعمل على وقف إطلاق النار وللتوصل إلى حل سياسي تفاوضي ليبي.

التصدي بحزم

بين شكري أن النجاح في التوصل للحل السياسي المنشود يقتضي التصدي بحزم لانتشار التنظيمات المتطرفة في الأراضي الليبية والتدخلات الخارجية.

وأعرب مبعوث رئيس مجلس النواب الليبي الخاص، عارف النايض، عن تفهم البرلمان لخطورة نشوب نزاع مع تركيا في ليبيا، مؤكدا دعم البرلمان الليبي للتدخل المصري لأن «العدوان التركي» لم يترك أي خيار آخر.

الحل السياسي

أكدت المملكة العربية السعودية دعمها للجهود الأممية الرامية لإيجاد حل سياسي للنزاع في ليبيا يركز على أمن وسلامة الأراضي الليبية، ووضع حد للتدخلات الخارجية في شؤون ليبيا، وعن ترحيبها بالمبادرة المصرية التي سعت إلى تحقيق حل سياسي ووقف لإطلاق النار وحقن الدماء.

إردوغان والمرتزقة

ورغم وجود اتهامات تطال الرئيس التركي رجب طيب إردوغان من أنه جاء بنحو 17 ألفا من المرتزقة لسرقة ونهب ثروات ليبيا، فإن تقارير إعلامية قالت إن أردوغان لا يبالي إذا تم قتلهم جميعا في معركة سرت الذي يسعى لها، فهو بذلك يكون قد تخلص من اتفاقه مع هؤلاء المرتزقة الذين استخدمهم في سورية والعراق والآن ليبيا.

إزالة القوات الأجنبية

قال البيت الأبيض في بيان له، إن الرئيس الأمريكي دونالد ترمب تحدث إلى ولي عهد أبوظبي، الشيخ محمد بن زايد، الثلاثاء، بشأن أهمية خفض التصعيد في ليبيا عن طريق إزالة القوات الأجنبية.

من جانب آخر، أصدر الاتحاد الأوروبي، بيانًا حول أزمة ليبيا، مطالبًا بوقف الصراع الليبيي، ومشيرا إلى أن الحل الوحيد المسؤول لمصلحة ليبيا والليبيين والمنطقة بأسرها هو زيادة الجهود الجماعية نحو حل سياسي تفاوضي.

تركيا قامت بأمرين يمثلان تهديدا وجوديا في ليبيا:

أولا:

جلبت ما يقرب من 17 ألف مقاتل، أغلبهم من أعضاء القاعدة وداعش، إلى ليبيا

ثانيا:

أكدت الهيمنة الكاملة على ليبيا ومواردها في تصريحات وخطب متغطرسة للغاية على لسان وزير دفاعها ومسؤولين آخرين