عزت المحاضرة في جامعة الملك فيصل أفنان عبداللطيف الملحم، لـ«الوطن» سببين وراء هطول أمطار مفاجئة (في غير موسمها)، مساء أمس الأربعاء، على جميع مدن وقرى الأحساء، وكان أشدها غزارة في القرى الشرقية، مؤكدة أن هذه الظاهرة، تعد نادرة الحدوث، وآخر مرة حدثت في الأحساء في أوائل التسعينيات الميلادية، والسببان، هما:

الأول: تحرك الهواء المحمل بالرطوبة العالية في طبقات الجو العليا من الشرق (الخليج العربي) إلى الغرب الأحساء على غير المعتاد (الطبيعي تحركها من الغرب إلى الشرق)، ويعود ذلك إلى نشأة مرتفع جوي نادر الحدوث على مسطح الخليج العربي شرق المنخفض الجوي على الربع الخالي، وهو الأمر الذي يعاكس طبيعة موقع المرتفع الذي يكون عادة غرب المنخفض في هذه الأوقات من السنة، وأن هذه الحالة النادرة جعلت من طبقات الجو العليا يتكون فيها "انبعاج" معكوس للمنخفض الجوي فوق الأحساء، وضع مقلوب نادر الحدوث، (Inverted trough)، وهذا الانبعاج هو المسؤول عن قوة الحمل الحراري وحالة عدم الاستقرار في المنطقة، وتعاظم العواصف الرعدية الممطرة التي صاحبها هبوط رياح قوية نحو الأرض تسبب في إثارة الأتربة وانعدام الرؤية الأفقية.

الثاني: يكمن في امتداد الحزام الاستوائي (ITCZ) حتى شمال الربع الخالي، والذي بدوره فتح نافذة ناحية المنطقة تدفقت من خلالها رطوبة هائلة قادمة من بحر العرب، وهذه الحالة ساعدت على توافر الرطوبة الأساسية المسببة للحالة ناحية المنطقة التي تضافرت مع رطوبة الخليج العربي، والتي زادت من تعاظم حالة عدم الاستقرار الجوي، ومن المتوقع اليوم استمرار هذه الحالة على المنطقة الشرقية، وتتأثر بها المنطقة الواقعة فيما بين الجبيل والخفجي وحفر الباطن بأمطار رعدية تسبقها رياح هابطة مثيرة للأتربة.