كشف تقرير الحالة الثقافية في المملكة لعام 2019، عدد المهندسين المعماريين بالمملكة الذي لم يتجاوز 2700 مهندس من الجنسين، فيما أرجعت الرئيس التنفيذي لهيئة فنون العمارة والتصميم الدكتورة سمية السليمان السبب إلى تسرب المعماريين وعدم ممارستهم لمهنتهم منذ عقود، الأمر الذي يتطلب معه دراسة مستقلة لمعرفة هذه التحولات بدقة، مشيرة في تصريحات لـ «الوطن»، إلى وجود شح ملموس في أعداد المعماريات السعوديات، بسبب الفجوة الكبيرة في هذا المجال والتي تستدعي معالجتها بالتعاون مع الجامعات في دراسة سياسات القبول للتخصصات العمرانية.

حجم الأعمال

أكدت السليمان أن تسرب المعماريين وعدم ممارستهم لمهنتهم أمر يعود إلى عقود، وقد يتطلب دراسة مستقلة لمعرفة هذه التحولات بدقة، فالبعض لا يمارس مهنته وينقطع في السنوات الأولى بعد التخرج بينما آخرون يبدؤون العمل في المجال حتى يجدوا أنفسهم يغيرون النشاط بشكل تدريجي.

ولفتت إلى أن الكثير من المعماريين أصبحوا يشغلون دورا إداريا بحتا مع الإشراف على الأعمال، كما أن الكثير منهم يجدها مهنة غير مجدية نظرا لقلة الأتعاب مقابل حجم الأعمال وكثرة التكاليف من إنشاء وإدارة المكاتب، من حيث التوظيف ودفع الرواتب، وتحديداً في ظل وجود شح في المشاريع. وعن أبرز المحطات التي توجه إليها المعماريون بعيداً عن مهنتهم أوضحت السليمان أن بعضهم توجهوا للعمل في العقارات والتطوير العقاري أو التجارة من خلال استيراد مواد البناء.

جودة التعليم

أشارت السليمان إلى وجود 16 برنامج بكالوريوس في مجال العمارة والهندسة المعمارية، وإن كان منهم عدد حديث الإنشاء، إلا أن الأقسام العلمية يجب أن تركز على جودة التعليم ومخرجاته قبل زيادة الأعداد، وذلك لرفع كفاءة المعماريين وقدرتهم على التنافس، مطالبة ربط التوسع في قبول كليات وأقسام العمارة والتصميم بالاستراتيجيات الوطنية والتي تتوقع وجود حاجة ماسة مستقبلية للمعماريين في جميع القطاعات.

شح في المعماريات

أكدت السليمان أن هناك شحا في عدد المعماريات ولكن هذا ينطبق على غالب التخصصات العمرانية، مضيفة: «أول برنامج عمارة قدم للطالبات كان في جامعة خاصة وهي جامعة عفت عام 2008، تلاها عدة جامعات خاصة أيضا، أما جامعة الملك سعود فهي أول جامعة حكومية تفتح المجال للطالبات بعد أكثر من 50 عاما على اقتصارها على الطلاب».

وشددت على ضرورة رفع مستوى التعليم وسد الفجوة بين التعليم والممارسة، كذلك الترخيص للمكاتب والممارسين، واصفة الفجوة الحاصلة بالكبيرة جدا في هذا المجال ومعالجة هذا الاختلال سوف يتطلب التعاون مع الجامعات في دراسة سياسات القبول للتخصصات العمرانية والتصميمية بشكل عام ومواءمته مع الاستراتيجيات الوطنية الخاصة بالقوى العاملة، ومع استراتيجية الهيئة كون التأهيل يعتبر أول مراحل سلسلة القيمة للقطاع ككل.

مستويات النضج

عن أبرز تحديات الهيئة، أبانت السليمان أن التخصصات العمرانية من عمارة وتصميم حضري وعمارة بيئة وتصميم داخلي وكذلك التخصصات التصميمية مثل تصميم الأثاث والمنتجات والتصميم الجرافيكي، لكل منها تحدياتها الخاصة، حيث تختلف مستويات النضج من حيث التخصص وممارسيه وسوق العمل المرتبط به، لذلك فإن المرحلة الأولى في بناء استراتيجية الهيئة ستكون عبارة عن دراسة وافية لجميع هذه التخصصات من خلال إعطاء الأطراف ذات العلاقة الفرصة بمشاركتها للتوصل لحلول ممكنة للممارسين تسهم في رفع المستوى المهني والتنافسية.

التسرب من المهنة وأسبابه

البعض لا يمارس مهنته وينقطع في السنوات الأولى بعد التخرج

آخرون يبدؤون العمل في المجال ثم يغيرون النشاط بشكل تدريجي

الكثير من المعماريين أصبحوا يشغلون دورا إداريا بحتا

العديد يجدها مهنة غير مجدية لقلة الأتعاب

ارتفاع تكاليف إنشاء وإدارة المكاتب

التوجه للعمل في التطوير العقاري أو تجارة مواد البناء