ولكن لماذا بعض الأعمال الآن تتطلب من أصحابها التفرغ ! هل يعني هذا أننا لا نستطيع القيام بأكثر من عمل في الوقت ذاته، أم أننا نفتقر لتلك القدرات التي تجعلنا قادرين على الإنجاز في أكثر من مكان أو أحياناً في أكثر من تخصص!!
عطاء الإنسان لا يمكن أن نحصره في مكان معين بل من المنطق أنه كلما كان الإنسان ناجحاً وماهراً يزداد حجم الشريحة التي تستفيد من خدماته، ويستطيع الناس الوصول إليه متى احتاجوا لذلك. الطبيب الذي تعلم وتخصص لم يفكر أن يكون عمله حصرياً لمنشأة بعينها بل ظن أنه سيكون متاحاً لكل من قصد اسمه وعلمه، فالكل يهتم باسم الطبيب قبل المنشأة التي يعمل فيها، فنحن نذهب للطبيب وليس للمكان، الطبيب الذي نطمئن له، الطبيب الذي لديه سيرة ذاتية وخبرة علمية وعملية نرتاح لها، نحن نعلم أن الوصول إلى الأطباء المميزين في المستشفيات الحكومية لا يتم إلا عبر مواعيد طويلة، بينما الوصول للطبيب في القطاع الخاص لا يستغرق وقتاً، وأحياناً يبحث المرضى عن هذا الاستشاري المميز في مستشفى خاص، لأنه يرغب في خدمة فندقية قد لا تتوفر في مستشفى وزارة الصحة. وحتى هذا الوقت عمل الطبيب الاستشاري التابع لوزارة الصحة في أي منشأة طبية خاصة ممنوع وتترتب عليه عقوبات مالية! بينما أعطت قطاعات حكومية أخرى لأطبائها حق العمل في القطاع الخاص والعيادات الخاصة، واستشاري وزارة الصحة يحمل من المؤهلات العلمية والخبرات العملية الكثير، ومن المجدي أن نستفيد من هذه الخبرات في القطاع الخاص، وهذا سيدعم الطبيب السعودي ويرفع من مستوى الخدمات الطبية في القطاع الخاص، ويعطي للمرضى خيارات أوسع بشرط عدم الإخلال بكفاءة عمله في مستشفى وزارة الصحة.
من الممكن أن تكون صاحب بالين وأكثر، على أن تكون مخلصاً ومتفانياً في كل ما تفعل وكأنه الشيء الوحيد الذي تقوم به.